دعم السياحة الداخلية ضرورة لنجاحها

by د.فائز جمال

دعم السياحة الداخلية ضرورة لنجاحها

لإحساسي بأهمية السياحة الداخلية وانعاكاسات نجاحها الإيجابية على جوانب عديدة في حياتنا اليومية اقتصادياً واجتماعياً ، ولاعتقادي بأن نجاحنا في هذا المجال سيساعد بلا شك في مواجهة عدد من التحديات التي تقابل مجتمعنا ، أجدني مدفوعاً للعودة إلى الكتابة حول السياحة الداخلية مراراً وتكراراً .

فكلما تُنشر احصائيات حول المبالغ التي ينفقها السعوديون على السياحة  خارج المملكة والتي تُقدر بمليارات الريالات ، تنتابني – و جميع المهتمين كما أعتقد – مشاعر الأسف والحزن أن لا يستفيد من هذه المبالغ أهل هذه البلاد . وكلما نرى وتتأكد لنا إمكانية نجاح السياحة الداخلية في تحقيق اجتذاب السائح السعودي ومن بعده الأجنبي لو تحقق لها الدعم المطلوب نزداد أسفاً وحسرة على الفرص الضائعة .

أقول الفرض الضائعة – وليست فرصة – وهي كثيرة جداً ، فاخفاقنا في إيجاد سياحة داخلية منافسة للسياحة الخارجية مع إمكانية ذلك يعني ضياع فرص كثيرة ، منها فرصة دعم اقتصادنا الوطني وتقليص تسرب الأموال إلى الخارج ، وفرصة تأسيس خدمات فندقية راقية ، وفرصة إيجاد وظائف للشباب السعودي ، وفرصة حماية أبناءنا وبناتنا وأنفسنا أيضاً مما نتعرض إليه من فتن خارج البلاد ، و فرصة إيجاد سياحة متميزة ملتزمة نظيفة وعفيفة غير ما هو موجود في مختلف أنحاء العام ، طلابها كُثر ولله الحمد حتى في خارج المملكة ، ولعل من الفرص الضائعة أيضاً عدم الإستفادة من دخول ملايين الزوار والمعتمرين إلى المملكة سنوياً ، بإعطاء المقتدرين منهم فرصة البقاء لفترة أطول في المملكة وزيارة أماكن السياحة فيها و بالأخص منطقة الحرمين حيث توفر المصائف والمشاتي ومقومات السياحة بالقرب من الحرمين الشريفين .

إن صناعة السياحة تحتاج في تصوري إلى دعم حكومي مشابه لذلك الدعم الذي حظيت به الصناعات الأساسية ، و يتمثل هذا الدعم الحكومي – من وجهة نظري – في :

1- إيجاد وزارة أو هيئة عليا تعنى بالسياحة ، فالجهود الآن مشتتة ومبعثرة في مناطق الجذب السياحي وإن كانت جهود طيبة ومباركة ومثمرة ، ولكن توحيدها وتنسيقها يؤدي إلى نتائج أفضل وأسرع . وكذلك يمكن لهذه الجهة المقترحة دراسة وتذليل العقبات التي قد تواجه حركة السياحة سواء من الداخل أو من خارج المملكة ووضع برامج تنشيطها .

2- إيجاد صندوق لتمويل المشاريع السياحية على غرار صندوق التنمية الصناعية و العقارية والزراعية .

3- دعم مشاريع الإسكان بحكم أنها من أهم مقومات السياحة ، بتمويل بناء فنادق أو موتيلات في مواقع متميزة ، ودعم مشاريع الإسكان المتعثرة لمدة عشر سنوات مثلاً ، وهي فترة كافية لاكتساب خبرة في وضع برامج لجذب السياح وتحقيق نسبة إشغال تتجاوز الخسائر .

ويحضرني مشروع فرانتيل الباحة الذي أغلق بعد فترة وجيزة -نسبياً- من افتتاحه بسبب الخسائر ، وتسبب إغلاقه في امتناع كثير ممن كانوا يترددون على الباحة خلال فترة تشغيله لعدم وجود بديله وبنفس مستواه .

إن تطور الخدمات المقدمة للسياح في مناطق الجذب السياحي لا يزال دون تطور أعدادهم المتزايدة بشكل مطرد عاماً بعد عام ، وعدم استدراك الخلل القائم بين العرض والطلب في الخدمات السياحية قد يؤدي إلى انصراف الناس عن السياحة الداخلية ، وانتكاستها لا سمح الله ، وضياع الفرص الثمينة سالفة الذكر .

إن الكثير مما يُعد من أسس نجاح السياحة مثل المساكن والمطاعم وأماكن الترفيه والتنزه تحتاج إلى دعم حكومي كبير في البداية – مادياً ومعنوياً وإجرائياً – لتأسيس صناعة سياحة سعودية ، لأن الواضح أن إقبال المستثمرين من رجال الأعمال يكتنفه شيء من التردد بسبب عدم الجدوى الإقتصادية لكثير من مشاريع السياحة في ظل ما هو قائم ، وقصر فترات التشغيل للمشاريع المقترحة ، فالإقبال الذي نراه كبيراً قد لا يكون كافياً لنجاح الكثير من المشروعات إذا اقتصر التشغيل على فترة الصيف مثلاً ، لذلك يحتاج رجال الأعمال إلى دعم وتشجيع في مرحلة التأسيس ، وإلى أن يصلوا إلى مرحلة التشغيل المجدي والاعتماد على النفس .

وبدون ذلك سيمر وقت طويل ونحن نلتمس العذر للسائح السعودي في السفر للخارج بسبب عدم توفر الخدمات السياحية التي تحقق له الهدف من سفره إلى الخارج – الأهداف البريئة بالطبع – . وللحديث بقية .

شكر وتقدير

كتب الأخ حسن أبو حازم في صحيفة الندوة الغراء 5/4/1417هـ تحت عنوان الأبناء الأوفياء ، ويقترح علينا نحن أبناء صالح وأحمد جمال تأسيس مكتبة خيرية تحمل إسميهما رحمهما الله ، ونحن إذ نشكر له ما جاء في مقاله وحسن ظنه ، نود أن نبشره وجميع المحبين لصالح وأحمد جمال بأن فكرة المكتبة موجودة بالفعل وهي قيد الدراسة والتنفيذ في أقرب فرصة بإذن الله .

24/4/ 1417هـ                                                    فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : الإثنين الموافق  26/4/1417هـ

في صحبفة : المدينة المنورة    رقم العدد : 12205       صفحة رقم : 11 (الرأي) .

التعديل : تم حذف ما تحته خط .

 

 

12205 التجارة و الصناعة الرأي 26/4/1417هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق