لاشك أن القضية التي أثارتها هذه الصحيفة الغراء وتابعتها خلال الأيام الماضية حول قاتل ابنه .. ذلك الطفل البريء الذي راح ضحية قسوة ذلك الأب وجهله وجاهليته .. كانت حديث الساعة في المجتمع .. فقد استولت مشاعر الحزن والغضب والدهشة والاستغراب على جميع من اطلعوا على ما نُشر ..
فالحزن على ذلك الطفل البريء الذي عُذّب حتى الموت ولم يجد من يرحمه بتخليصه مما هو فيه ، والغضب من هذا الأب الذي حُرم الخير كله عندما حُرم حظه من الرفق والحنان الأبوي .. فذهب يمارس أفعاله الشنيعة ضد فلذة كبده التي لم تكن تدر بخلد أي منا .. والدهشة من قبول الأم بصفقة العشرين ألف ريال وتركها لحضانة طفليها وعدم إصرارها على حقها الشرعي في الحضانة لهما .. ومن سكوت الأقارب على هذا الظلم السافر .. والإستغراب لحدوث مثل ما حدث في مجتمعنا الخيّر .
ومن خلال متابعتي لما نُشر من لقاءات بأطراف القضية قفز الى ذهني سؤال لم أجد جوابه القاطع حتى كتابة هذه السطور وهو : فراس ذهب ضحية من ؟!
هل هو ضحية هذا الأب المحروم ؟ أم ضحية تلك الأم الأنانية التي اكتفت بفرارها من الجحيم وتركت أطفالها فيه ؟ أم هو ضحية قرار القاضي الذي عالج قضية طلاق الأم عندما أقرّ بإتمام الطلاق مقابل عشرين ألف ريال وإبقاء الحضانة للأب ؟ أم هو ضحية تقاعس الأقارب الذين سكتوا على هذا الظلم ولم يمنعوا وقوعه على الطفل ؟
إن عدم إعطاء الأم حقها الشرعي في الحضانة لطفليها وفي الطلاق من هذا الزوج المتكبر صاحب الجاهلية المنتنة – كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم – قد يكون وراء شرائها لنفسها بدفع مبلغ عشرين ألف ريال وتنازلها في حقها الشرعي في الحضانة .. فهي لم تحصل على حقها في الطلاق دون تعويض على الرغم من تأكد فضيلة القاضي من صعوبة إصلاح الزوج ، وهي كذلك لم تحصل على حقها في الحضانة لطفليها على الرغم من ثبوت معاملة الأب لهما معاملة غير إنسانية لدى فضيلة القاضي ومما يؤكد ذلك ما ذكره فضيلته من وجود خطورة على شقيقة فراس مع وجودها مع أهل والدها .
صحيح أنني لم أُحر جوابا قاطعا حتى الآن ولكنني أرجو أن يكون تحرك الجهات المعنية ومعالجتها للقضية بالشكل الذي يحول دون أن تكون شقيقة فراس هي الضحية الجديدة في المستقبل من الأيام .. أو وقوع ضحايا آخرين من الزوجات والأطفال نتيجة لتعسف بعض الأزواج .. والله الهادي إلى سواء السبيل .
تهنئة
رمضان كريم .. جعله الله شهر خير وبركة على الاسلام والمسلمين .. ووفق الجميع لحسن صيامه وقيامه .. وتقبل منا جميعا صالح الأعمال .. وكل عام وانتم بخير ..
29/8/1416هـ فائز صالح محمد جمال
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 01/09/1416هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11979 صفحة رقم : 13 (الرأي) .
التعديل :
11979 مجتمع الرأي 01/09/1416هـ المدينة رابط المقال على النت http://
