استكمالا لما نقلته في مقال الأسبوع الماضي من كلام أمير البيان العربي الأستاذ شكيب أرسلان حول المطوفين والمزورين الذي ضمنه الأستاذ فؤاد عنقاوي كتابه (مكة .. الحج والطوافة) أنقل فيما يلي مقتطفات مما قاله عن مهام المطوف ودوره الهام في خدمة الحجيج حيث يقول :
* “إن في الحجاز الشريف حماه الله طائفتين لابد لقاصد الحجاز أن يكون له علاقة بهما ولا يكاد يستغني عنهما .. وهما المطوفون بمكة المكرمة والمزورون في المدينة المنورة . فالحاج يأتي غريبا لا يعرف أحدا ، والغريب أعمى ولو كان بصيرا ، فلابد له من دليل يدله ، ويسعى بين يديه ويقضي حوائجه ، ويرتب له قضية سفره ومبيته ويعلمه مناسك الحج التي كان أكثر الحجاج يجهلونها …”
* ” ان المطوف هو الذي يكفل جميع حوائج الحاج وأغراضه منذ يطأ رصيف جدة والى أن يصعد سلم الباخرة قافلا ، فيحمله الى مكة ثم الى عرفة ثم الى مزدلفة ثم الى منى ثم يعود به الى مكة واذا اراد الزيارة هيأ له جميع أسباب السفر الى المدينة وهناك سلمه الى المزور الذي هو صاحب هذه المصلحة في المدينة لا يتجاوز عليه غيره فيها “
* ” واذا سأل الحاج عن شيء من الفلك الى الذرة فلابد أن يجيبه المطوف عليه واذا احتاج الى أي شيء من الجمل الى البرغوث فلابد أن يأتيه به ، واذا وقعت له واقعة من انسان تقتضي مراجعة الحكومة فعلى المطوف أن يرافق الحاج الى صاحب الشرطة وينهي معاملته .. ومما يدهش العقل أن المطوفين والمزورين يعرفون جميع لغات العالم ، وأكثرهم يعرف التركي ، ومطوفوا العجم يعرفون الفارسي ، ومطوفوا الهند يجيدون لسان الأوردو ، ومطوفوا الجاوا يعرفون لغة الملايو .. وهكذا “
* ” فاذا مرض الحاج فالمطوف هو الذي يعلله ويأتي له بالطبيب والدواء ويسهر عليه واذا مات فهو الذي يخبر الحكومة ويأتي بأناس من قبلها – يقصد بيت المال – ويضب في حضورهم حوائجه ، ولو سمي المطوف كافلا للحاج لما كان في هذه التسمية أدنى مبالغة .
ومع هذه الكفالة الشاملة التي فيها الركض والعناء وتعب الفكر والمسئولية ما فيها يكون آخر الأمر جميع النحلان جنيها واحدا عن كل شخص ، هذا هو النحلان المقرر ، فمن طابت نفسه بأن يزيد فذلك عائد الى سماحة نفسه … ولاشك أن الحاج الذي يجشم المطوف جميع مكاليفه ويريد أن يتخذ منه دليلا وحارسا ومحاميا ومفتيا وطبيبا وصيدليا وممرضا ودلالا وغير ذلك في وقت واحد يكون ظالما اذا استكثر أن ينقذ هذا المطوف آخر الأمر جنيها واحدا “
ليس هذا فقط هو ما يقوم به المطوف تجاه الحاج فهناك الكثير الكثير من الخدمات التي يقدمها المطوفون لحجاج بيت الله الحرام وما دعاني للكتابة حول هذا الموضوع هو التعريف أو القاء الضوء على ما يقوم به المطوفون وما يبذلون من جهد وما يلقونه من عنت في خدمة ضيوف الرحمن وهو ما ينطبق ولو جزئيا على جميع أرباب الطوائف الأخرى من زمازمة ووكلاء وأدلاء وغيرهم ، وذلك لاعتقادي بأن هناك تقصيرا في هذا الجانب من قبل وسائل الاعلام المختلفة .
الفيتو .. هذا الباطل
الفيتو أو ما يسمونه حق النقض وما هو بحق وانما هو الباطل بعينه .. هذا الباطل الذي اخترعه أهله وأعطوه لأنفسهم .. ولا أدري كيف يمكن اعتبار هذا المجلس مجلسا للأمن وهو يمارس هذا الباطل وهذا الظلم باعطاء حق النقض لأي قرار قد يجمع عليه الأعضاء ودون ابداء الأسباب للخمس دول دائمة العضوية فيه ؟؟ والى متى ستظل أمريكا تستفز مشاعر الفلسطينيين وجميع العرب والمسلمين بوقوفها دائما مع طفلها المدلل اسرائيل ظلما وعدوانا ؟؟ والى متى ستظل الدول الاسلامية في موقف المتفرج من هذا الظلم الذي يمارس ضد المسلمين في كل مكان ؟؟ ولا حول ولا قوة الا بالله ..
فائز صالح محمد جمال
نُشر تقريباً 1415/11/17هأ
الحج و الطوافة الرأي 1415/11/17هأ المدينة رابط المقال على النت http://