الغــزو الفضائي
لاأريد أن أسهب في سرد مخاطر (الدش) فهى لاتخفى على ذى بصيرة . فالسفور والأغراء والاثارة والخلاعة والممارسة .. الفاضحة أصبحت من سمات قنوات البث الغربية . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماهي افرازات هذا الجهاز ذا التأثير الفعّال والذى يحمل الينا – وفي عقر دارنا – في أغلب قنواته كل قذارات العالم وأخلاقياته الساقطة ؟؟
وهل سننتظر حتى نرى تلك الإفرازات التى تخشى أن يكون إحدى نتائجها تمرد الشباب ذكورا وإناثاً على قيم وتقاليد وأخلاقيات مجتمعاتنا الفاضلة ؟
فالشباب وهم في سن الإندفاع والحماس تكون مقاومتهم للمغريات والمثيرات ضعيفة نسبياً حتى غير الشباب قد يضعفوا أمام الكم الهائل والمنوع من أساليب الإثارة .
إننا إذا عرضنا أفراد المجتمع لهذا ( الغزو الفضائى ) فيجب علينا أن لانندهش من تصرفاتهم وخروجهم عن المألوف وتجاوزهم لتقاليدهم وموروثاتهم وقيمهم وتقاليد دينهم .
فقد أصبحت هناك شريحة ليست صغيرة من المجتمع – ومازالت تتضخم – تتعرض من خلال القنوات الغربية لإثارة مستمرة لغريزة من أخطر الغرائز البشريه إذا أطلق لها العنان ألاوهي غريزة الجنس .
وإن عدم تدارك الأمر بتضافر جهود جميع أفراد المجتمع ومؤسساته سيؤدى إلى خسارتنا لما يميزنا عن العالم المتقدم ألاوهو أننا مجتمع الفضيلة والعفة والترابط الأسري .
ومن منطلق أننا لانستطيع في الوقت الحاضر والواقع الذي نعيشه أن نطالب بمنع هذه (الدشات) خصوصاً إذا علمنا أننا خلال سنوات سيمكن إستقبال هذا البث بدونها . ولايماننا بأن البلوى قد عمت وأنتشرت ( الدشات ) بشكل سريع وكبير فإنني أتصور أن الحلول تكون على أساس هذا الواقع والتى منها :
1- حسب علمي أن (الدش) لايمكنه الإلتقاط من أكثر من قمر صناعي في وقت واحد .وبما أن أغلب (الدشات) ثابته وموجهه على القمر ( عرب سات ) فأنني أرى أن تكون هناك أتفاقيات من خلال منظمات الإتصالات الفضائيه يمكن بموجبها الغاء بث بعض القنوات التى لاتناسب مجتمعاتنا وتنافي تعاليم ديننا ومثالها القناة الفرنسية وهى كما قيل لى انها أسوء قناة تبث من القمر ( عرب سات ) .
2- من الحلول الناجعة أيضاً تطوير القنوات العربية الحكومية وتحسين برامجها الإخبارية والترفيهية وأساليب عرضها وإخراجها شكلاً ومضموناً ، لتكون من البدائل لهذا السيل العارم من القنوات الغربية والشرقية .
3- دخول رجال الأعمال في مجال البث عبر القنوات الفضائية وقد أحسن الشيخ صالح كامل وأصحاب شركة الموارد بتوجيه جزء من إستثمارتهم في هذا المجال فقد أصبحت القنوات العربية مطلبا ملحا بما لها من دور فعّال فى الحفاظ على موروثات الأمة الدينية والأخلاقية وكذلك ربط العالمين العربي والأسلامي بالمتغيرات والأحداث المتسارعة بالاضافة إلى دور التثقيف والتوعية .
4- على وزارات الاعلام في الدول العربية والاسلامية التصدى بكل مؤساتها وإمكانياتها بإستخدام كافة الوسائل لهذا الغزو الفضائى لمجتمعاتنا من الدول الغربية .
بل أن على الأعلام الأسلامي القيام بغزو مضاد وعبر نفس الوسيلة بأخلاقياتنا الفاضلة وقيمنا ومثلنا العظيمة وإستغلال هذه الوسيلة الحديثة في الدعوة إلى الله عز وجل وتحسين الصورة المشوهة لديهم للإسلام ومبادئه .
هذا ماعّن لى من أفكار وحلول لهذه المشكلة الخطيره والتى هي أكبر من أن تحل بجهود وأراء فرديه وإنما نحتاج إلى تظافر جهود جميع قطاعات ومؤسسات المجتمع كما أسلفت .
والله من وراء القصد ،،
فائز صالح جمال
صحافة و إعلام عالم المدينة شعبان 1414 المدينة رابط المقال على النت http://