بعد اكتمال مشروع الخيام المطورة
استكمالاً لحديثنا الأسبوع الماضي حول الخيام المطورة ، أود في هذا الأسبوع أن أُشير إلى نقاط ضعف مشروع الخيام المطورة ، على الرغم من اكتماله قبل موسم الحج الماضي 1421هـ ، و ذلك بهدف التحول إلى بديل البناء في منى لإسكان الحجاج ، و من هذه النقاط :
أولاً : محدودية مساحة إسكان الحجاج أفقياً ، بالمساحة الشرعية لمنى،و عدم إمكانية زيادة طاقتها لاستيعاب أعداد أكبر،و حتى في ظل فتوى اتصال الخيام ، تظل إمكانية زيادة مساحات الإسكان خارج منى محدودة .
ثانياً : ظروف الإقامة في الخيام المطورة ، تظل في المستوى الأدنى لبدائل الإسكان ، و قد زادت هذه الظروف سوءً عقب نزول الأمطار أيام التشريق في الموسم الماضي ..
ثالثاً : في ظل بديل الخيام اضطررنا إلى تقليص المساحة المخصصة لسكن الحاج إلى مساحات صغيرة جداً ، بل و تناقصها عاماً بعد عام ، حتى وصلت في بعض الحالات إلى 1.1م مربع (متر واحد و عُشر المتر المربع) ، في حين أننا زدنا الحد الأدنى للمساحة لكل حاج إلى 4 أمتار في المدينة المنورة و 3 أمتار في مكة المكرمة.
رابعاً : في بديل الخيام ، ستظل خدمات النظافة و تجميع النفايات دون المستوى المطلوب في أماكن مزدحمة ، تكون فيها فرصة انتقال العدوى و انتشار الأوبئة كبيرة جداً ..
خامساً : منافع السكن ، مثل الحمامات و المطابخ و الممرات و الساحات ، ليست أيضاً بالمستوى الذي نطمح إليه ، و لا يواكب ما يصبو إليه ولاة الأمر في خدمة ضيوف الرحمن ..
سادساً : لتوفير مساحات تستوعب الزيادة المطردة في أعداد الحجاج ، تم التوسع أفقياً إلى خارج حدود منى ، و هو ما أدى إلى رفض العديد من الحجاج الإقامة فيها ، و هناك صعوبة في إقناع حاج قدم من أصقاع بعيدة لأداء حجة الفريضة و لأول مرة ، بالمبيت خارج حدود منى ..
سابعاً : حتى الالتزام باحتياطات السلامة لم يكن بالشكل الكامل ، حيث ذكر لي أحدهم بأن غالبية مخارج الطوارئ قد تكون سبباً في كوارث عند استخدامها في الحالات الطارئة ، إذ أنها ترتفع عن أرض الشارع بما يزيد عن نصف متر ، و هو ما يعني تساقط من سيستخدمها من كبار السن و النساء ، فيدهس الحجاج بعضهم بعضاً ، لأن اندفاع البشر في حالات الطوارئ يحكمه الفزع و الفرار من الموت ..
ثامناً : لازلنا مضطرون ، على الرغم من أن الخيام مقاومة للحريق ، إلى منع استخدام الغاز في الطهي ..
تاسعاً : في ظل بديل الخيام اضطررنا إلى إخراج الجهات القائمة على خدمة الحجيج إلى خارج منى ، و بالتالي فإن تواجد مواقع الخدمات الأمنية ، و الخدمات الصحية ، و البلدية و الإصحاح البيئي ، و غيرها هي في أدنى حدودها ، و كذلك الأسواق بكل ما تحتويه و ما تقدمه من خدمات بما في ذلك خدمات الطعام ..
جميع هذه النقاط و غيرها تدعونا إلى التفكير جدياً ، و اتخاذ خطوات فعلية و سريعة في اتجاه التحول إلى بديل البناء في منى ..
و عندما نطالب بأن تكون الخطوات سريعة ، فهذا لا يعني بأي حال بأننا نطالب بالارتجال أو العجلة بدون إجراء الدراسات الوافية الشاملة ، و عندما نقول شاملة نعني بذلك أن يؤخذ في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في إسكان الحجاج و إقامتهم في منى ، طبقاً لواقعهم الثقافي و الاجتماعي و السلوكي ، و حركة انتقالهم من و إلى منى ، و حركتهم داخلها ، و ارتباط منى بمكة المكرمة و بالمشاعر المقدسة ..
بمعنى أننا لا نطالب بالبناء فحسب ، و إنما نطالب أن يكون البناء بعد دراسات شاملة و على أحدث مستوى من التخطيط العمراني الذي يأخذ في الاعتبار النمو و التطور في المستقبل ، و على مدي عشرات السنين .
و أما عن (المدينة الحلم) التي أحلم أن تكون عليه منى فلعلي آتي عليه في مقال قادم ، و هناك شعار لإحدى الشركات العالمية الكبرى تقول فيه : (ما تستطيع أن تحلم به ، تستطيع أن تحققه) ، (If you can dream it you can do it ) ، و الله ولي التوفيق ..
20/1/1422هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5422611-02
E-mail: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
نُشر يوم : الاثنين الموافق 22/1/1422هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12918 الصفحة الأخيرة .
التعديل : لا يوجد .
12918 الحج و الطوافة الرأي 22/1/1422هـ الندوة رابط المقال على النت http://