لم يُنشر
ميزانية 2017 و تراجع الشفافية
يكثر الحديث عن الشفافية و في محافل عدة ، نشأت منظمات دولية و أقيمت مؤتمرات محلية و دولية لتعزيز الشفافية كأداة مهمة و فعّالة في منظومة مكافحة الفساد الإداري و المالي في المنظمات و المؤسسات الحكومية و غير الحكومية.
و تعريف الشفافية لغوياً في معجم المعاني هو قابلية الجسم لإظهار ما وارؤه .. و تحدث الرجل بشفافية أي بوضوح تام ..
وجاء في مقال لأحمد السيد كردي أن الشفافية تُستخدم كوسيلة لمحاسبة مسؤلي الحكومة ومكافحة الفساد. فعندما تكون الاجتماعات الحكومية مفتوحة للاعلام والجماهير وهناك فرصة لأي شخص لمراجعة وتدقيق ميزانية الحكومة وجدول عملها المالي، ويكون هناك مجال للحوار ومناقشة القوانين والتعليمات والقرارات يعتبر نظام الحكم حينها شفافاً، وتضيق الفرص أمام الحكومة في إساءة استخدام السلطة لمصلحة مسوؤليها. (انتهى)
و رؤية 2030 أكدت على مبدأ الشفافية و اتخذت لذلك شعار (الشفافية نهجنا) و أكدت على أنها من أهم أسلحة مكافحة الفساد و أكدت على أن لا تهاون و لا تسامح مع الفساد مطلقاً ، و على تحقيق أعلى مستويات الشفافية عبر إعلان الأهداف و الخطط و قياس الأداء الحكومي.
و كما هو معلوم أن الميزانيات -عموماً سواء الميزانية العامة للدولة أو ميزانية أي منشأة تجارية- هي أدوات تخطيطية و رقابية في نفس الوقت .. فما يعلن من خطوط رئيسية للميزانية يوضح التوجهات العامة للحكومات فيما يتعلق بالاقتصاد و التنمية و المجتمع ، و ما يعلن من تفاصيل يعزز هذه التوجهات ويمكّن للدور الرقابي الذي تمارسه الجهات الرقابية الرسمية و غير الرسمية بما في ذلك (صاحبة الجلالة) و مؤسسات المجتمع المدني ..
و قد دأبت وزارة المالية في سنوات ماضية و حتى عام 2015م على إعداد بيان الميزانية العامة للدولة و المراسيم الملكية لاعتمادها بتفاصيل ميزانيات المؤسسات و الهيئات الحكومية ، بحيث يتم إعلان ميزانيات التعليم العالي مفصلاً بميزانية كل جامعة ، و مثل ذلك ميزانيات الشئون البلدية بإعلان ميزانية كل أمانة وكل بلدية ، بالإضافة لميزانيات العديد من المؤسسات و الهيئات الحكومية كمؤسسة الموانئ و التحلية و السكة الحديد و غيرهم ..
وكان التطلع أن يتم رفع مستوى الشفافية بالإفصاح عن الحسابات الختامية و تفاصيل الإنفاق و الإيرادات للمؤسسات و الهيئات التي أُعلنت ميزانياتها لمقارنة الفعلي بما قٌدّر في الميزانية ..
إلاّ أن الميزانيتين الأخيرتين 2016 و 2017 فقد تراجعت عن هذا الإفصاح و اكتفت بالإفصاح عن رقم مجمل للتعليم العالي و الشئون البلدية و المؤسسات و الهيئات الحكومية ، و هو ما يُعتبر تراجع في مستوى الشفافية في الوقت الذي كان المؤمل أن يرتفع مستوى الشفافية بالإفصاح عن المزيد من التفاصيل بما يعين على مكافحة الفساد و على تصويب قرارات الحكومة المتعلقة بالمشاريع التنموية و تحقيق العدالة في توزيعها بين مناطق المملكة ..
الشفافية مطلوبة و ملحة أكثر من أي وقت مضى و على كافة المستويات المالية و الإدارية و الإعلامية و الاقتصادية و السياسية ، فالتحديات كبرى و الحاجة للمشاركة الشعبية ملحة و عبر القنوات المختلفة .. و قد أحسن القائمون على الرؤية 2030 باعتبار الشفافية نهجاً و يبقى التطبيق الكامل و الشامل لمبادئها و استخدام كافة أدواتها و آلياتها الفاعلة ..
و الله من وراء القصد.
د. فائز صالح جمال
09/04/1438هـ
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
الإثنين |
09/04/1438 |
07/01/2017 |
الموقع الشخصي |
– |
– |
التعديل : حذف ما تحته خط |
|||||
|
|||||
حكومية 09/04/1438 الموقع الشخصي رابط المقال على النت http://