العرب والموقف الأمريكي !!
لاتزال الحكومة الأمريكية تقف إلى جانب المعتدي وبشكل سافر ، ولا تزال تستثير مشاعر الغضب لدى المواطن العربي والمسلم بانحيازها إلى جانب إسرائيل على طول الخط وهي بذلك تستجلب لنفسها الكره والعداء من المعتدى عليهم وهم العرب .. وحتى الآن لم يتضح لي سبباً لوقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل سوى التنكيل والنكاية بالعرب والمسلمين ..
فهي تضحي بكل ما تدعيه من مباديء وتتشدق به من مُثل كحماية حقوق الإنسان مقابل نصرة اليهود الغاصبين وبشكل فاضح وبدون مواربة .. فهي تستخدم حق الفيتو – وماهو بحق – دائماً لصالح الدولة العبرية وتهدد باستخدامه لتعطيل أي تحركات دبلوماسية تدين – ولا أقول تمنع – تصرفات العدو الإسرائيلي العدوانية .. فقد حالت دون صدور قرار من مجلس الأمن يدين العدوان الإسرائيلي على لبنان وهي كذلك سعت لإفشال مشروع قرار عربي لإدانة اسرائيل ..
إسرائيل تسرح وتمرح في أجواء وأراضي لبنان .. وهي تستعرض عضلاتها .. في حين أنها أجبن من أن تفعل ذلك .. وما كانت لتفعل لولا الموقف الأمريكي الداعم لها على كل المستويات عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً .. وما تملكه من آلة عسكرية متطورة وأسلحة نووية لم يكن لولا الدعم الأمريكي اللامحدود لها ولبرامج تسليحها ..
إن سكوت العرب بهذا الشكل وخصوصاً الجيش اللبناني على العدوان الإسرائيلي – حسب اعتقادي – لم يكن لولا معرفتهم بأن الرد على إسرائيل بالمثل إنما هو الدخول في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأول بلا منازع لهذه الدولة المعتدية .. والجميع يعرف نتائج الدخول في حرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة النفوذ والقوة والتقنيات العسكرية الأكثر تطوراً في العالم ..
إن إسرائيل تدعي أن سبب شن هذه الحرب على لبنان هو إيقاف كاتيوشا حزب الله عن مستوطنات شمال إسرائيل ، ولكن الواقع يقول أن إسرائيل تريد تدمير لبنان الذي بدأ يستعيد نشاطه وقوته بعد حرب طاحنة استمرت ثمانية عشر عاماً ، وتعيده إلى الظلام لسنوات أخرى ، وإلا فما هو المبرر لقصف محطات توليد الطاقة الكهربائية ؟! ، وهي كذلك تنتهز الفرصة لتدرب جيشها عملياً من خلال هذه الحرب لقصف أهداف حقيقية وليست وهمية كالتي تستخدم في التدريب العادي ..
إن أمريكا ودول الغرب الداعمة لإسرائيل بشكل عام فيما يبدو لي أصبحت تعرف أن ردود العرب لن تتجاوز الشجب والتنديد والاستنكار ، فهم لا يستخدمون – وهنا أعني الأفراد وليس الحكومات – حتى أبسط الأدوات المتاحة والممكنة والتي تُعد من أبسط الحقوق في التعبير عن رأيهم عملياً ، مثل المقاطعة الاقتصادية والتي في اعتقادي أنها ستؤتي ثمارها حتى ولو كانت على مستوى الأفراد ، فدول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت تستقبل ملايين السواح العرب الذين يدعمون اقتصادها ويمدونه بملايين الدولارات ، وهي ترى الإقبال حتى ممن يعرف من العرب دورها في دعم عدوه على شراء منتجاتها ودعم اقتصادها من حيث يدري أو لايدري ، فهو يركب ويلبس ويأكل ويشرب المنتجات الأمريكية والغربية .. ولا يُبدي حتى امتعاضه من دور حكوماتهم الداعم لإسرائيل المعتدية المحتلة الظالمة ..
فإلى متى سنظل هكذا ؟؟
فيارب منك الفرج لعبادك المضطهدين في لبنان وفلسطين وفي جميع أنحاء المعمورة .. ولا حول ولا قوة لنا إلا بك .
مع التحية للأستاذ محمد أحمد الحساني
اطلعت وأخي ماهر على ما جاء في زاويتكم “مد وجزر” الجمعة الماضية 2/12/1416هـ تحت عنوان (الشبلان) والذي ما نحسبه إلا حُسن ظن منكم ، فشكراً لكم على حسن ظنكم وكريم تقديركم ، ونرجوا من الله التوفيق لصالح الأقوال والأعمال مع الإخلاص فهو ولي ذلك والقادر عليه .
وأما ما يتعلق بموضوع المقالة الأساسي وهو (السعودة والربت على الأكتاف) فلنا معكم ومع الأخوة المهتمين بموضوع سعودة القطاع الخاص وقفة نعود لها بعد إجازة الحج وعيد الأضحى المبارك بإذن الله .
وكل عام والجميع بخير ..
3/12/1416هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 13/11/1416هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 12044 صفحة رقم : 11 (الرأي) .
التعديل : حذف الجزء المؤشر بخط تحته .
12065 سياسة الرأي 05/12/1416 المدينة رابط المقال على النت http://