رسالة عاجلة إلى لجنة الحج المركزية
و هي رسالة تتعلق بالإعلان عن قرب صدور نظام جديد لمؤسسات الطوافة ، المعنية بخدمة الحجاج القادمين من خارج المملكة ، و أنطلق فيها من المنطلقات التالية :
أولاً : ما أعتقد أنه يحقق المصلحة العامة ، و يحقق ما تصبو إليه حكومة هذه البلاد من تحسين مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ، و تيسير أدائهم لمناسكهم بأمن و طمأنينة ..
ثانياً : ما استقر في علم الإدارة ، و ما ثبت من واقع الخبرات الإنسانية و العملية ، من ارتباط نجاح أي نظام جديد بمشاركة المعنيين بتطبيقه في وضعه ..
ثالثاً : أن لكل نظام من أنظمة الطوافة السابقة إيجابيات و سلبيات ، و أنه بالضرورة لابد للنظام الجديد من تلافي جميع سلبيات الأنظمة السابقة ، أو الحد منها قد الإمكان ..
و باستحضار شيئاً من ذاكرة التاريخ ، نجد على سبيل المثال أن نظام التقارير أفرز الاتكال و قتل المنافسة و بالتالي تردت الخدمة ، و نظام السؤال أفرز مشكلة السمسرة (الضارة) ، و نظام التوزيع عاد فقتل المنافسة ، و أخيراً نظام المؤسسات الذي وإن كان قد حقق تطويراً مهماً في مسيرة مهنة الطوافة ، إلاّ أنه بسبب سوء التطبيق أدى إلى هروب وانصراف الخبرات ، و انعدام المنافسة ، و استشراء البيروقراطية ، وهو ما أدى بالتالي إلى ضعف الأداء ..
و لا ننسى كذلك أثر نظام ما سمي بضوابط الإسكان ، الذي حرم المطوفين العاملين ، والاقتصاد الوطني من عوائد مادية كبيرة ، و حوّلها لصالح القائمين على بعثات الحج و بالتالي إلى خارج الدورة الاقتصادية الوطنية ، هذا بالإضافة إلى تمكين البعثات من التحكم في سوق العقار بمكة المكرمة و المدينة المنورة ، و في رقاب المواطنين من أصحاب العقار ، بالإضافة إلى محاذير أخرى ليس هذا مجال الحديث عنها ..
و لذلك كله أتوجه وكلي ثقة و أمل إلى لجنة الحج المركزية بهذه الرسالة العاجلة و أقول فيها :
إنني حرصاً على الوصول إلى أفضل النتائج ، و أقربها إلى الصواب و إلى التطبيق على الواقع ، أتمنى و قد أُعلن عن قرب صدور أنظمة جديدة لمؤسسات الطوافة ، أن تصدر التوجيهات لعقد عدة مؤتمرات أو ندوات أو ملتقيات ، يجتمع فيها جميع المعنيين بأمور الطوافة ، لتدارس النظام الجديد ، و استقراء واقع تطبيقه و الآثار المترتبة على ذلك قبل صدوره ، و آمل أن يتم تقسيم النظام إلى عدة أقسام ، مثل الاستقبال و التطويف ، و الإسكان في مكة و عرفة و منى ، و خدمات النقل ، الأنظمة المالية و الإدارية للمؤسسات و الوحدات التابعة لها ، و هكذا ، بحيث تكون هناك عدة جلسات أو حلقات أو لقاءات لنقاش كل قسم على حدة ، و أن يشترك في النقاش جميع مستويات العاملين المعنيين بذلك القسم من النظام بدءً من قاعدة الهرم و انتهاءً بقمته ، ثم في نهاية الأمر يكون اجتماع شامل تتم فيه المراجعة الشاملة للنظام بأقسامه ، و من ثم رفعه بالتوصيات التي يراها المجتمعون إلى الجهة المختصة بإصداره ..
و رجاء أخير وهو أن لا تقتصر المشاركة في مناقشة النظام الجديد على مجالس إدارة المؤسسات القائمة ، بل أن تتسع المشاركة لأعداد أخرى من أعضاء الجمعيات العمومية لتلك المؤسسات التي تمثل جميع المطوفين ، و ذلك لضمان اتساع مدى الرؤية للنظام ، و لتلافي غلبة وجهة نظر على وجهات النظر الأخرى ..
و الله أسأل أن يوفق جميع المعنيين بشئون خدمة ضيوف الرحمن لما يحبه و يرضاه ..
فهو ولي ذلك و القادر عليه ..
1/1/1422هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5422611-02
E-mail: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
نُشر يوم : الأربعاء الموافق 4/1/1422هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12902 الصفحة الأخيرة .
التعديل : لا يوجد .
12902 الحج و الطوافة الصفحة الأخيرة 4/1/1422 الندوة رابط المقال على النت http://
