حول منع دخول الجمس و الكوستر !!
نُشر بصحيفة عكاظ الثلاثاء الماضي خبر منقول عن سعادة مساعد قائد قوات أمن الحج اللواء حسان الغاطي ، مفاده أنه لم يعد بإمكان السيارات الجمس الكبيرة و الكوستر دخول المشاعر المقدسة ، و ذلك بسبب ثبوت أن أصحاب هذه النوعيات من المركبات لا يلتزمون بقواعد و نظم المرور وتنفيذها ..
هكذا يعمم المسئول القول على أصحاب هذه السيارات و الذين يُعدون بالآلاف ، بأنهم لا يلتزمون بقواعد و نظم المرور ..
و الغريب في الأمر أننا في كل عام نسمع عن تصريحات المسئولين عن الخطة المرورية بأنها نجحت نجاحاً باهراً ، و لا أدري مادام أن النجاح دائماً باهر و منقطع النظير ، فلماذا يعمدون إلى مثل هذه القرارات التي ستتسبب -بشكل منقطع النظير أيضاً- في قطع أرزاق مواطنين ينتظرون الموسم بفارغ الصبر ..
إن ما يثير الغرابة فعلاً هو أننا نردد بأن جميع الخطط و الأعمال التي نقوم بها قد نجحت ، في الوقت الذي نفتقد فيه المعايير التي نقيس بها مدى نجاحنا في تحقيق أهدافنا و خططنا ..
و هذا ما لفت الانتباه إليه الملتقى الأول لمركز أبحاث الحج ، الذي عُقد في رحاب جامعة أم القرى مطلع الأسبوع الماضي .. عندما ذكر نائب عميد المركز سعادة الدكتور سامي برهمين بأن المركز بصدد وضع معايير يمكن من خلالها تقييم الأعمال و الخدمات التي تُقدم لضيوف الرحمن ، و مدى تنفيذ الخطط الرامية إلى تسهيل أداءهم لمناسكهم ، و تأكيده بأنه لا يمكننا الحكم بالنجاح أو الفشل في ظل غياب المعايير ..
إن القرار بمنع دخول الجمسات و الكوسترات قرار متأخر جداً ، و سيتسبب في إرباك عمليات نقل الحجاج وفقاً لظروفهم المختلفة ، فهناك المرضى و كبار السن ، و هناك العوائل ، وهناك إلتزام بنقل بعض الحجاج بهذا النوع من السيارات ، و من جهة أخرى سيقطع أرزاق أناس كثيرين ينتظرون الموسم بفارغ الصبر للتكسب وسد احتياجات من يعولون ، هذا بالإضافة إلى أن هناك حاجة ماسة و ضرورة لاستخدام مثل هذه السيارات لانتقال الحجاج ما بين مكة و منى ، بل و انتقالهم ما بين منطقة الجمرات و أطراف منى ، و مزدلفة التي امتدت إليها الخيام الجديدة و أصبحت مسكناً للحجاج في أيام التشريق ..
و أنا متأكد و في ظل هذا القرار و لعدم واقعيته أن هناك من سيحصل على تصاريح خاصة ، و يكون بذلك التمييز الذي ينهى عنه الشرع الحنيف ، و يتنافى مع أهم أغراض الحج و هو أن جميع الناس سواسية ..
إن المشكلة المرورية التي نتغاضى عنها عندما نؤكد نجاح الخطة في كل عام ، لا أعتقد أنها بسبب دخول السيارات الصغيرة للمشاعر ، و إنما لأسباب أخرى لعل أبرزها مسألة افتراش الحجاج لطرقات منى و ساحات منطقة الجمرات .. و التي أعاقت الحركة المرورية وبالتالي بقية الخدمات أيما إعاقة ..
و منع السيارات الصغيرة سوف لن يحقق انسيابية الحركة ، و لن يسهل أداء الحجاج لمناسكهم ، بل قد يتسبب في مزيد من العنت و الضيق لضيوف الرحمن ، بالإضافة لما ذكرناه بالنسبة للمواطنين من أصحاب الجمسات و الكوسترات ..
هذا باعتبار أن المقصود بالكوستر هو السيارات التي تنقل حوالي 14 راكباً ، أما إن كان المقصود بالكوستر تلك المركبات التي تقل خمسة و عشرين راكباً و هي التسمية الصحيحة لها ، فهو أمر غير معقول ، و سيكون المتضررين جراء هذا القرار أكثر و أكثر .. و الله المستعان ..
23/11/1421هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5422611-02
E-mail: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
نُشر يوم : الاثنين الموافق 25/11/1421هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12870 الصفحة الأخيرة .
التعديل : لا يوجد .
12870 الحج و الطوافة الصفحة الأخيرة 25/11/1421 الندوة رابط المقال على النت http://
