مراكز اللياقة و مسئولية الأمانات الاجتماعية

by Admin

مراكز اللياقة و مسئولية الأمانات الاجتماعية

استوقفني أحدهم قبل يومين يطلب مني الكتابة عن الآثار الإيجابية لمراكز اللياقة التي باتت منشرة في معظم مدن المملكة ، فقد لاحظ أنها تسهم في جمع الشباب في مكان مهيئ لهم بشكل مناسب ، و امضائهم وقتاً معتبراً من يومهم في الالتقاء و ممارسة الرياضات المختلفة ، و هو ما يسهم في تحسين لياقتهم و صحتهم ، بعيدا عن العادات الضارة و السلبية مثل التدخين ، و عوضاً عن تسكعهم في الشوارع و الأسواق ..

ولكنه استدرك بالقول أنها تظل في النهاية للمقتدرين مادياً فقط ، و هم نسبة بسيطة من المجتمع ، و طالب بتوفير المزيد منها برسوم معقولة  في متناول شريحة أكبر من المجتمع .. انتهى كلامه

و من ملاحظاتي العامة أن لدى الناس رغبة واضحة و متزايدة في الاهتمام بممارسة الرياضة ، و الدليل على ذلك سرعة انشار مراكز اللياقة و كثرة الإقبال عليها برغم رسومها المرتفعة ، و كذلك تكاثر ممارسي رياضة المشي في الأماكن التي تعدها الأمانات لذلك  ..

و حسب علمي أن أمانة العاصمة المقدسة أنشأت مجموعة من الأندية الرياضية ، و كانت هناك رغبة لدى مراكز الأحياء في مكة بتولي تشغيلها ولكن فيما يبدو أن المفاوضات بشأن هذه الرغبة لم تنته إلى شيء حتى الآن..

و المؤمل أن تهتم الأمانات بنشر الأندية الرياضية وأماكن ممارسة رياضة المشي ضمن مسئولياتها الاجتماعية و التنموية ، و أن تتعاون في ذلك مع مؤسسات المجتمع المدني كمراكز الأحياء و الأندية الأدبية ، لما لمثل هذه الأندية من آثار إيجابية على صحة و سلوك أفراد المجتمع ، وتنمية القيم الأخلاقية فيهم ، و حتى رعاية المواهب الرياضية و الثقافية و الأدبية والعلمية التي لدى بعض منهم..

و أن يكون في اعتبارها جعل ذلك ميسراً برسوم مخفضة كتلك التي تقدمها رعاية الشباب في بيوت الشباب المنتشرة في مدن المملكة و التي تقدم خدمات السكن في بيوت الشباب بمبالغ رمزية جداً ، و أن يكون بعضها مجاناً .. أقول ذلك لأن الملاحظ أن الأمانات أصبحت تنزع إلى تنمية مواردها على حساب مسئولياتها الاجتماعية و تركز عىلى ذلك أكثر من القدر اللازم حتى غابت الأهداف الأهم لتنمية هذه الموارد وهي تحسين ما تقدمه من خدمات للمجتمع ..

إن العناية بهذا الجانب و أعني به إيجاد أماكن للشباب -و الشابات كذلك- يحقق حزمة من المنافع الكبرى للمجتمع ، منافع معنوية و مادية ، أخلاقية و صحية ، ولهذه المنافع انعكاس حتماً على سلوكيات أفراد المجتمع بشكل إيجابي ، وهو ما سوف ينعكس بالضرورة على أداء قطاعات مهمة كمراكز الشرطة و المحاكم و المستشفيات و البلديات وغيرها ..

كل ذلك يتحقق بتحويل طاقات الشباب والشابات و عموم أفراد المجتمع إلى مسارات إيجابية بدلاً من تركها تتجه لمسارات سلبية مضرة بالفرد و بمحيطه و مجتمعه .. لأن طاقات الفرد لابد من تفريغها ، و إن لم تجد مساراً إيجابياً مفيداً لتفريغها سيتم تفريغها فيما ليس فيه فائدة وكثيراً ما يكون فيه الضرر ..

فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية إذ لا فراغ في هذه الدنيا لإنسان .. فإما أن يشغل نفسه و وقته بما يفيده و ينفعه في الدنيا و الآخرة أو يشغلها بما يضره و في أقل الأحوال ما لا يفيده ..

و الله ولي التوفيق

د. فائز صالح جمال

14/06/1435هـ                                               @fyzjml

 

 

 

بيانات النشر

اليوم

التاريخ

الصحيفة

رقم العدد

الصفحة

الإثنين

12/06/1435

12/04/2014

عكاظ اليوم الإلكترونية

رأي – كتاب و مقالات

التعديل : ما تحته خط

http://www.okazalyoum.com/?p=277035

           

 

 

مجتمع الرأي 12/06/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=277035

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق