كثافة الإسكان و أثرها على احتياجات السكان
يراعى عند تخطيط المدن معدلات كثافة الإسكان لاعتبارات عديدة تصب كلها في النهاية في الاتقاء بمستوى معيشة السكان و تهيئة بيئة آمنة و مريحة لحياتهم و توفير احتياجاتهم بالقدر الكافي و في الوقت و المكان المناسبين ..
هذا بشكل عام ، و في رأيي أن هذه المعدلات تحتاج إلى نظر خاص في مكة المكرمة و المدينة المنورة وبالأخص في المنطقة المحيطة بالمسجدين الشريفين باعتبار خصوصية سلوك و حركة روادهما الذين يتكرر الذهاب و العودة منهما خمس مرات في اليوم الواحد ، و ما ينشأ عن ذلك من احتشاد و حركة كثيفة ، هذا بالإضافة لاحتياجات الناس العامة مثل الطعام و الشراب و العلاج و اللباس و التسوق و ما إلى ذلك من احتياجات لا تكاد تُحصى تفاصيلها ..
و معروف لدى المعنيين بخدمات الإسكان و النقل و الإعاشة عدد من الإشكالات التي تنشأ عن كثافة أعداد السكان ومنها اصطفافهم أمام المصاعد و المطاعم و في محطات النقل ، و كلما زاد حجم الاصطفاف طالت مدد الانتظار و تسبب ذلك في بعض العنت للسكان ..
و من المشاهد في مواسم الحج امتداد صفوف الانتظار أمام دورات المياه و المطاعم في مكة المكرمة و المشاعر المقدسة لعشرات الأمتار و حتى الانتظار أمام المصاعد يطول لأوقات طويلة نسبياً ..
ومعالجة هذه الصعوبات التي يواجهها السكان تتم من جهتين الأولى توفير أعداد أو كميات أو منافذ كافية لتوفير احتياجاتهم و الثانية تخفيف كثافتهم في مناطق تواجدهم ..
صادف الأسبوع الماضي وجودي في المدينة المنورة تلبية لدعوة خاصة وهي من المرات القلائل التي أتواجد فيها في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم أثناء مواسم الحج و العمرة ، و شهر ربيع الأول هو من مواسم العمرة النشطة ، بالإضافة لمصادفة إجازة نصف العام الدراسي ، و قد امتلأت مساكن المدينة و كذلك المسجد النبوي و ساحاته بالزوار .. وظهر آثار كثافة الإسكان حول المسجد النبوي في طول وقت الانتظار أمام المصاعد داخل المساكن ، و كذلك أمام المطاعم و البقالات .. و وجدت في ذلك بعض العنت الذي لابد من تخفيفه من خلال تخفيف كثافة السكان في المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي بحيث تكون عند حدود أقل مما هي عليه الآن و توزيع الكثافة الحالية على مساحة أكبر و تطوير وسائل نقل ميسرة و مريحة للنقل إلى المسجد النبوي و منه إلى الأحياء الأبعد ..
حتى توسعة المسجد النبوي لو استبدلت بتمديد صفوف الصلاة داخل المباني المحيطة أو من خلال جسور ممتدة في شمال و شرق و غرب المسجد و متعددة الأغراض بحيث تُستخدم كمصليات متصلة بالمسجد أوقات الذروة و حدائق و مساحات للمشي و التنزه في غيرها ؛ لكان أحسن حيث تخف جميع آثار كثافة الاسكان و تتحقق معدلات أكبر من الراحة و الأمان لهم ..
بقي أن أقول أن الملاحظ أيضاً شح الاستراحات على الطريق بين الحرمين الشريفين برغم كثافة الأعداد التي تستخدم الطريق ، و تدني مستويات النظافة في أنحائها و رداءة مرافقها بشكل عام وهو ما يحتاج عناية من وزارة النقل التي أهملت استراحات الطرق بشكل مريع ، حيث أنها لم تضع من الأنظمة و الحوافز ما يسهم في نجاحها و توافرها بالمستوى اللائق.
د. فائز صالح محمد جمال
18/3/1435هـ @fyzjml
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
الإثنين |
25/03/1435 |
27/01/2014 |
عكاظ اليوم الإلكترونية |
— |
رأي – كتاب و مقالات |
التعديل : ما تحته خط |
|||||
شئون بلدية الرأي 25/03/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=217418