التأمين الصحي هل هو للأصحاء و صغار السن ؟!
التأمين التعاوني يقوم على مبدأ التكافل بين المؤمن لهم ، و باعتبار أن مجموع ما يدفعوه كلهم إنما هو من أجل تغطية مخاطر قد تقع على بعضهم ..
و التأمين الصحي في أساسه هو تأمين لمواجهة مخاطر المرض و تكاليف علاجه لبعض المؤمن عليهم يدفعه الكل من أجل علاج البعض ..
بمعنى آخر أن التأمين الصحي هو من أجل علاج المرضى ، و أن المبالغ التي تُدفع عن جميع المؤمن عليهم هي من أجل علاج المرضى منهم فقط ..
لكن الواقع –والعجيب- أن شركات التأمين الصحي تتفنن في التخلص من علاج البعض من خلال استثناء كبار السن ، و أصحاب الأمراض المزمنة من عقود التأمين مع الشركات و المؤسسات أو فرض أقساط تتجاوز أحياناً التكاليف الفعلية للعلاج .. وهذا لمسته من خلال تفاوضي مع عدة شركات تعمل في مجال التأمين الصحي ..
فقائمة الافصاح عن كبار السن و الأمراض المزمنة و الاستثناءات تفرغ التأمين من مفهوم التعاون و التكافل إلى التجارة و التجارة فقط ..
في حين أن المفترض أن الشركات في ظل الإلزام بالتأمين الصحي تأخذ في اعتبارها جميع المؤمن عليهم لديها و ليس على مستوى كل عقد ، بمعنى أن خسارة عقد تغطيها أرباح عقد آخر ، و على هذا الأساس يمكن وضع معايير توازن بين الربحية و التكافل ، أما أن تظل شركات التأمين تعمل على أساس الربحية فقط في ظل الالزام فهو أمر غير مقبول و على الحكومة التي ألزمت الناس بالتأمين الصحي أن تتدخل من أجل تحقيق التوازن ما بين الربحية و التكافل حتى لو اقتضى الأمر ضمان حد أدنى من الربح النهائي لشركات التأمين أو تقديم دعم وفق آلية مدروسة ..
إن ترك الوضع بهذا الشكل الذي يستبعد الأحق بالرعاية وهم أصحاب الأمراض المزمنة و كبار السن فهو أمر غير مقبول ، و لابد من التنبه لذلك و لابد للحكومة كما ألزمت مؤسسات القطاع الخاص بالتأمين الصحي على جميع العاملين أن تلزم شركات التأمين بشمول الجميع و أن لا تستثني أحداً وفقاً لقاعدة الزكاة التي تُؤخذ من الأغنياء و تُرد على الفقراء بالأخذ من الأصحاء والرد على المرضى ..
د. فائز صالح محمد جمال
12/2/1435هـ
Email:fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
الإثنين |
12/02/1435 |
16/12/2013 |
عكاظ اليوم الإلكترونية |
— |
رأي – كتاب و مقالات |
التعديل : ما تحته خط |
|||||
حكومية الرأي 12/02/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=180604