مفاجآت التصحيح .. واحتواء الشغب
بدى واضحاً تفاجؤ المجتمع بآثار حملة تصحيح أوضاع العمالة..
ففي 1/1/1435هـ -وهو تاريخ بدء حملات التفتيش على العمالة المخالفة- شوارع خلت ، و أسواق أغلقت ، ومشاريع توقفت ..
و في 1/1/1435ه بدء اضراب عمّال النظافة في المدينتين المقدستين مكة المكرمة و المدينة المنورة ـ.
و حتى الجهات الأمنية المعنية بترحيل المخالفين في رأيي تفاجأت أيضاً ..
ففي 1/1/1435هـ تكونت تجمعات لآلاف العمالة الراغبة في الرحيل طواعية -على حساب الدولة- في معظم المدن الرئيسية ..
بدأت هذه التجمعات بشكل عادي و سلمي ، وبدى التعاون و اللطف بين العمالة و جهات الأمن واضحاً حسبما نشرته الصحف في الأسبوع الأول .. ولكن بمرور الأيام بدء يشوبها شيء من العنف و الشغب ..
ضاقت مراكز الإيواء و الترحيل بأصحابها فتم استئجار استراحات ، و تم استخدام بعض المقرات لجامعات في الرياض و المدينة المنورة ..
قصرت إمكانيات الجهات المعنية و قنصليات الدول التي ينتسب لها بعض المخالفين عن مواكبة الأعداد الكبيرة للراغبين الترحيل طواعية و حدث تأخير في إنهاء الإجراءات و بالتالي طالت أيام الانتظار في مراكز الترحيل .. فتكرر الشغب ..
كل هذا حدث مع الموجة الأولى للراغبين في الرحيل طواعية فما بالنا بمن لا يرغبون في الرحيل و ظلوا على مدى سنوات و عقود و هم يتخفون و يخالفون ؟!
إن المظاهر التي تمت الإشارة إليها تؤكد أن حجم المشكلة كبير و يحتاج إلى مواجهة بإمكانيات كبيرة و بطرق تخفف من تبعات التصحيح على طرفي المعادلة وهما الجهات الرسمية و العمالة المخالفة ..
بمعنى وجوب دقة حساب الوقت اللازم لترحيل الأعداد الضخمة للراغبين في الرحيل طواعية و وضع تنظيم لتسجيلهم و تحديد مواعيد لاستكمال الإجراءات المطلوبة بالتنسيق مع قنصليات بلدانهم ومن ثم تحديد مواعيد سفرهم ، و أن لا يتم إيواءهم إلاّ في أضيق الحدود و لمدة لا تزيد عن 48 ساعة ..
ولكن باعتبار انتهاء مهلة التصحيح و منع عمل أي شخص مخالف لأنظمة العمل فيجب في حال طول المدة اللازمة لإجراءات الترحيل مراعاة توفير الإيواء و الإعاشة للراغبين في الرحيل الطوعي طوال فترة الانتظار وفي ظروف انسانية لائقة ..
أقول ذلك لتفادي تنامي ردود الأفعال السلبية و تكرار الشغب بين الجاليات و انتقالها من جالية لأخرى .. و كذلك من أجل عدم الانشغال عن العملية التصحيحية بغيرها أو إجهاضها لاسمح الله ..
بقي أن أقول أن حملة التصحيح كشفت حجم العديد من المشكلات التي تُركت لعقود وهو تنمو و تتفاقم .. وانعكست آثارها السلبية على أخلاق و انتاجية المجتمع للدرجة التي خلقت لنا أكثر من جيل من الطفيلين و التنابلة و مصاصي دماء العمالة الوافدة المنتجة ..
صحيح أننا سنحتاج لفترات طويلة لمعالجة آثار الاهمال الطويل و تفاقم المشكلات .. و لكن المهم هو الاستمرار في التصحيح ..
و أهم تصحيح في رأيي هو تصحيح قرارات الجهات المعنية بتنظيم سوق العمل التي أفرزت لنا الأوضاع الخطأ و أفسدت أخلاقنا و عكرت حياتنا و حرمت أولادنا من فرص العمل و التجارة بتسهيلها أمام الوافدين و تمكينهم منها ..
د. فائز صالح محمد جمال
28/1/1435هـ
Email:fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
الإثنين |
29/01/1435 |
02/12/2013 |
عكاظ اليوم الإلكترونية |
— |
رأي – كتاب و مقالات |
التعديل : ما تحته خط |
|||||
عمل و توظيف الرأي 29/01/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=167550