تصحيح لم يكتمل .. و الأهم و الأصعب لم يبدأ

تصحيح لم يكتمل .. و الأهم و الأصعب لم يبدأ

منذ بدء حملة التصحيح و في مقال نُشر بصحيفة المدينة بتاريخ 25/5/1434هـ تحت عنوان : حملة وزارة العمل .. خلل مزدوج وثمن يُدفع مرتين

ورابطه

http://www.fayezjamal.com/features/madina/item/84

طالبت بأن تكون المعالجة لتصحيح أوضاع العمالة على محورين ، الأول: فتح الباب أمام تصحيح أوضاع العمالة بنقل الكفالات من المؤسسات الوهمية إلى الجادة ، و تذليل عقبة نظام نطاقات الذي سيمنع التصحيح أو تحييد ما يتم نقله من كفالات تصحيحاً للأوضاع المختلة من نسبة التوطين لفترة كافية و واقعية ، و إدخالها في النسبة بشكل تدريجي. و الثاني: تصحيح وضع المهن من خلال إلغاء قوائم الوظائف المقصورة على السعوديين ، و السماح بتصحيح المهن وبدون رسوم ..

تحقق المطلب الخاص بالمحور الثاني إلى حد كبير أما مطلب المحور الأول فأعاق تمامه قيود برنامج نطاقات و بقاء الرسوم للسنوات السابقة ؛ و حتى الاعفاء من الغرامات تجاوزته أتعاب المعقبين الذين استغلوا الوضع و غالوا في أتعابهم .. و أيضاً حجم المخالفات المستهدف تصحيحها يتجاوز الوقت الذي خصص و المهلة التي مُنحت لذلك لم يكتمل التصحيح ..

أيضاً واجهت مؤسسات في القطاع الخاص شحاً ظاهراً في أيدي العمل الوطنية برغم رفع الحد الأدنى للأجور لثلاثة آلاف ، وهو ما أعاق رفع نسب التوطين لاستيعاب الحاجة الحقيقية من العمالة الوافدة بنقل الكفالة .. وهو ما سبق لي أن تنبأت به في مقال تحت عنوان: تعسف نطاقات و تبعاته .. و قرار الملك فرصة لوزارة العمل (رابطه http://www.fayezjamal.com/features/madina/item/86 ) قلت فيه أنه  يستحيل تحقيق نسب التوطين التي حددتها وزارة العمل في برنامج نطاقات حتى لو تم تشغيل جميع العاطلين من الذكور و الإناث.. و لذلك أكرر مطالبتي لوزارة العمل لإعادة احتساب نسب التوطين بناءً على نتائج الحملة الجارية و نتائجها القادمة.

و قد اتضح وبرغم المهلة الثانية أن اختلالات سوق العمل -التي كان للأنظمة النصيب الأوفى في التسبب فيها-  أكبر و أعمق مما هو مُتصوّر ، و أحد الأدلة على ذلك ما نُشر عن أن أكثر من 13000 مدرسة حكومية تتبع لوزارة التربية و التعليم تستخدم عمالة مخالفة من أجل أعمال النظافة ، بسبب عدم واقعية أنظمة وزارة العمل و توطين الوظائف التي لا تراعي الأعمال التي لا يعمل فيها السعوديون. و مالم يتم الاتفاق على تسوية خاصة بين وزارة التربية و التعليم و وزارتي الداخلية و العمل –ولو من تحت الطاولة- فسنرى آثار الحملة خلال أيام في فصول و ساحات مدراسنا ..

بقي أن أقول أن التصحيح الأهم و الأصعب هو تصحيح أوضاع المقيمين بيننا و ليس لديهم هويات أصلاً و تصل أعدادهم للملايين على مستوى المملكة .. وتصحيح أوضاع هؤلاء المقيمين بيننا إلى قرارات جريئة و أفكار مبتكرة من خارج صندوق الأفكار التقليدية و الروتين المتكلّس اللذان سيعيقان التصحيح لا محالة  ، وذلك من أجل تحويلهم إلى طاقات منتجة و إيجابية تسهم في التنمية و في تحقيق الأمن الاجتماعي و الاقتصادي بدلاً من بقائهم عبئاً على المجتمع و تحولّهم إلى طاقات سلبية و دفعهم إلى هامش العنف و الجريمة ..

د. فائز صالح محمد جمال

29/12/1434هـ

Email:fayezjamal@yahoo.com

بيانات النشر

عمل و توظيف الرأي 01/01/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=139294