المبادرة و الابتكار في بنية النظافة في مشروعات مكة الكبرى
شاركت قبل رمضان في ندوة صحفية حول الإطعام الخيري ، و دار الحديث حول مجموعة من القضايا و منها مفاهيم السقاية و الرفادة ، و حجم المخلفات المترتبة على أعمال التوزيع للطعام ، و حجم الهدر كذلك ..
و كان ضمن الأفكار الجميلة التي طرحت في الندوة فكرة أن يتوجه فكر المعنيين بالإطعام الخيري إلى الاحتساب وطلب الأجر في كيفية تقليص الهدر المشاهد في توزيع الطعام و الشراب و الذي ينتهي الأمر بكميات معتبرة منه إلى مرمى المخلفات ، و في نوعية مواد التعبئة و التغليف بحيث يتم استخدام الأقل تلويثاً للبيئة ..
و تطرق الحديث عن القصور الواضح في سلال المخلفات على مسارات الحجاج ، و أن هذا مما يضطر الناس إلى رميها في الشوارع سواء في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة .. فتذكرت كيف أن بعض المشاريع الكبرى انشغلت بالهاجس الأمني و تغافلت عن البعد الخدمي و مثالها منشأة الجمرات ، تلك المنشأة الضخمة التي أنفق على إنشائها المليارات ، و أعطيت من الصلاحيات ما سمح لها ببعج بطن وادي منى و نسف أجزاء معتبرة من جبالها ، و في النهاية لا نرى أثراً لأي بنية لا مبتكرة و لا حتى حديثة للنظافة و حماية البيئة ، و ظلت أعمال النظافة تتم بتقليدية مغرقة في القدم ، لا تتناسب لا مع حجم المشروع و لا مع تضاعف أحجام الحشود و لا مع الزمن الذي نعيشه ..
و الآن تتم مشاريع ضخمة حول المسجد الحرام لاستيعاب أعداد مضاعفة من الحجاج و المعتمرين ، و هو ما يعني تضاعف احتياجاتها و ما يترتب على ذلك من تضاعف حجم المخلفات..
وهنا أتساءل هل ستظل أمانة العاصمة في موقف المتفرج لحين انتهاء المشاريع وبعد ذلك تبدء في التفكير في كيفية التعامل مع احتياجات النظافة و البيئة ؟ أم أن عليها أن تشارك في معرفة تفاصيل المشاريع و تصاميمها بحيث يتم تأسيس بنى مبتكرة لتجميع و نقل المخلفات للملايين الذين سيترددون على المسجد الحرام و المناطق المحيطة به ..
فكميات المخلفات التي تخرج من المسجد الحرام نفسه حالياً كبيرة و ستتضاعف مستقبلاً ، و لا يصح أن يستمر نقلها بطرق تقليدية كما يجري الآن ، بما يسيء للمنظر العام و يتسبب في انبعاث روائح كريهة من سيارات النقل و أماكن وقوفها قرب أبواب المسجد الحرام ، و كذلك كميات المخلفات التي سيتخلص منها الملايين من ضيوف الرحمن في الساحات و المسارات و المرافق و محطات النقل المحيطة بالمسجد الحرام وكذلك مخلفات المطاعم و المشارب لا يصح أن يتم جمعها و نقلها بالطرق التقليدية ..
الأوضاع في مشعر منى دليل إثبات على أن الابتكار مطلوب و أن التقليدية غير مقبولة ، فعندما ابتكرت الأمانة قبل أكثر من عشرين عاماً باستخدامها فكرة ضواغط و خزانات للمخلفات في المخيمات تحسن أداء منظومة النظافة ، و عندما توقفت عن الابتكار و استنفذ ابتكارها صلاحيته نتيجة لتضاعف الأعداد و تنامي حجم نصيب الفرد من المخلفات وجدنا وضع النظافة يتراجع و يتفاقم سوءه عاماً بعد عام ..
قبل عدة سنوات أعلنت الأمانة عن مشروع سيور لنقل المخلفات في مشعر منى و لا ندري أين وصل هذا المشروع الذي سبق لي أن طالبت بتنفيذه قبل سنوات عديدة و حتى قبل انشاء منشأة الجمرات الذي كان فرصة ذهبية لتحقيق الفكرة ؛ و لكن انشغال الجهة المنفذة بالمحاذير الأمنية و بسلامة الحجاج طغى على انشغالها بالخدمات التي لا تقل أهمية في تحقيق المفهوم الشامل للأمن ..
ما أرجوه هو أن تبادر أمانة العاصمة إلى المشاركة بقوة في وضع بنى تحتية و فوقية وتشكيل منظومة مبتكرة لجمع و نقل المخلفات في جميع المشروعات الكبرى الجارية في مكة المكرمة ، سواء في مشروع توسعة المسجد الحرام أو المرافق المحيطة به أو ما سُمي بمشروع إعمار مكة أو مشاريع النقل العام أو مشاريع لتحقيق المخطط الشامل ..
والله الموفق
29/10/1434هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5450077-02 Email:fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
السبت |
1/11/1434 |
7/9/2013 |
المدينة المنورة |
18399 |
الرأي |
التعديل : ما تحته خط |
|||||
18399 مكة المكرمة الرأي 1/11/1434 المدينة رابط المقال على النت http://www.al-madina.com/node/476601