مع الإجلال إلى سمو أمير منطقة مكة المكرمة (2)
كنت قد توجهت بمقالي في الأسبوع الماضي إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ، مرحباً و مهنئاً لسموه الكريم ، وعارضاً لما رأيت انه يقع في أعلى سلم أولويات تطلعات ومطالب أهالي مكة المكرمة ، ألا و هو التخطيط الاستراتيجي لمدينة مكة المكرمة ، وكنت قد ختمت مقالي بالحديث عن الوضع العشوائي للمنطقة المحيطة بالمسجد الحرام الذي يتضح من النظرة الأولى للمنطقة ..
و لا يخفى أن العشوائية تُظهر المدينة بمظهر غير لائق ، و ينتج عنها صعوبات و مشاكل جمة ، و تتسبب في نشوء أوكاراً و بيئة مناسبة لنمو كل ما يخل بالأمن ، هذا من جهة ، و من جهة أخرى و هو واقع الآن وهو صعوبة وصول آليات و معدات الدفاع المدني و سيارات الإسعاف لكثير من المناطق والأحياء العشوائية المحيطة بالمسجد الحرام ، و لنا أن نتخيل الوضع في حال وقوع حوادث حريق وإمكانية انتشارها دون التمكن من السيطرة عليها نظراً لعشوائية البناء ، وكم ستتضاعف الخسائر البشرية والمادية بسبب ذلك ..
و هنا لابد لنا من الإشارة إلى المخطط الهيكلي الذي قامت مؤخراً بإعداده أمانة العاصمة المقدسة مشكورة ، و الذي يمكن أن يكون بمثابة النواة للمخطط الأشمل الذي نتحدث عنه ..
وأختم حديثي عن المطلب الأول بما سبق للشيخ عبد الرحمن فقيه أن نبه إليه و هو جدير بالاهتمام ، و هو أنه كلما تأخر اعتماد مخطط استراتيجي لمدينة مكة المكرمة كلما تضاعفت تكلفة تحقيقه بشكل كبير ..
وانتقل الآن إلى الحديث عن المطلب الثاني لأهالي مكة المكرمة وهو ما يعتبر بمثابة البنية التحتية لتحقيق المطلب الأول ، و ضرورة لضمان نجاح فكرته ، و هو قيام الهيئة العليا لتطوير مدينة مكرمة المكرمة ، التي سبق لمجلس المنطقة أن طالب به في نهاية دورته السابقة ، على غرار هيئة تطوير مدينة الرياض ، وللتدليل على ضرورة الهيئة العليا لتحقيق المطلب الأول و نجاح فكرته ، أن هناك مكتب تخطيط مكة الذي أقيم منذ اكثر من عشرين عاماً و لم ينجح حتى الآن في تحقيق مخطط شامل ، بسبب عدم وجود من يتبنى المخططات التي يعدها ويضعها موضع التنفيذ ، ثم الآن توجد هيئة لتطوير الساحات المحيطة بالمسجد الحرام ، و لكنها تقتصر بالساحات المحيطة بالحرم و لا تفي بغرض النظرة الشمولية لمخطط مدينة مكة المكرمة ككل وارتباطها بالمشاعر و المدن المجاورة ..
ثم نأتي للمطلب الثالث و الأخير والذي أعرف مقدماً أنه سيزعج الكثيرين ممن سيتأثرون به ، ولكن حسبي أنني أنطلق من قناعة بأنه يحقق مصلحة عامة عليا ، وهذا المطلب يتمثل في نقل جميع الإدارات العامة للمنطقة إلى مدينة مكة المكرمة حيث مقر الإمارة ، وذلك لارتباطها المباشر بأمير المنطقة وبالإمارة ، وهذا المطلب جاء لأسباب منها :
أولاً : أن هذا ما ينسجم مع نظام المناطق و مع ما هو قائم في المناطق الأخرى .
ثانياً : لأن جل أعمال هذه الإدارات مرتبط بمدينة مكة المكرمة و بمواسم الحج والعمرة و شهر رمضان المبارك ، وهي في نفس الوقت مرتبطة بالإمارة ، و لا شك أن تواجدها في مكة حيث جل أعمالها وحيث وجود الإمارة سينعكس إيجاباً على أدائها و على أداء الإمارة .
وثالثاً : أن مدينة مكة المكرمة تتوسط المنطقة و تقع بين أكبر مدينتين في المنطقة و هي جدة و الطائف ، و هذا أيضاً سوف يؤدي إلى تحسن الأداء ..
هذه هي المطالب الثلاث التي أرى أنه سيسجلها التاريخ لسمو أمير منطقة مكة المكرمة و للدولة السعودية بكثير من التقدير والإكبار والله ولي التوفيق للجميع ..
زمان العجائب التي لا تنقضي !!
من أعجب ما سمعت مما تتحفنا به الحكومة الأمريكية بين فينة وأخرى في انحيازها السافر إلى جانب العدو الإسرائيلي المحتل المغتصب ، ما تناقلته وسائل الإعلام حول ما صرح به أحد المسئولين الأمريكيين من وجوب مساهمة دول الخليج و اليابان و الاتحاد الأوربي في تعويضات لإسرائيل مقابل انسحابها من الجولان المحتل ..
و مصدر العجب الذي لا ينقضي هو الكيفية التي تمارس بها أمريكا و إسرائيل أباطيلها و كيف تروج لها ، فبدلاً من أن تطالب سوريا المُعتَدى عليها و المحتلة أرضها إسرائيل بالتعويض عن سنوات الاحتلال منذ عام 1967م ، أصبحت إسرائيل هي صاحبة الحق في التعويض على الانسحاب من أراضي احتلتها لأكثر من ثلاثة عقود و امتصت من خيراتها الكثير ، وكأن لسان حال الأمريكان هو المثل الشائع (خذوهم بالصوت لا يغلبوكم) ، و الأدهى من ذلك أن على دول الخليج الغنية بالبترول –حسب تعبير المسئول الأمريكي- المساهمة في دفع هذه التعويضات ، بحجة أن المنطقة مقبلة على تغيرات استراتيجية و أن ميزانية الحكومة الأمريكية لا تتحمل دفع كل هذه التعويضات .. و عجبي ..
21/10/1420هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5422611-02E-mail: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
نُشر : يوم : الاثنين الموافق 25/10/1420هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12543 صفحة رقم : 7 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
12543 مكة المكرمة الرأي 25/10/1420 الندوة رابط المقال على النت http://