مخطط مكة المكرمة الهيكلي والمشاركة

by Admin

مخطط مكة المكرمة الهيكلي والمشاركة

سبق لي أن كتبت حول قيام الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بإعداد مخطط استراتيجي لمدينة الرياض يصوغ رؤية مستقبلية لنمو وتطور المدينة خلال الخمسين عاماً القادمة ، و يهدف إلى مواجهة و تقويم الوضع الراهن للمدينة والنمو المتواصل الذي تشهده ، وتبعات هذا النمو على حاضر و مستقبل مدينة الرياض من مختلف الجوانب ، وكذلك يهدف إلى تحديد محاور النمو وأنماط التطوير المناسبة و معالجة مختلف قضايا التنمية الحضرية عبر نظرة شاملة لجميع الجوانب العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والترويحية ، واقتراح الحلول والمعالجات المناسبة للمشكلات التي تعاني منها المدينة حالياً أو قد تعاني منها مستقبلاً ..

و من المتوقع بحسب الخبر الذي بثته وكالة الأنباء السعودية حول هذا الموضوع في حينه أن ينتج عن هذه الاستراتيجية رؤية للمدينة عبر الخمسين عاماً القادمة إنشاء الله ، وإطار استراتيجي للخمسة والعشرين عاماً القادمة ، وبرنامج تنفيذي لعشر سنوات .

و أشرت في مقال آخر إلى أهمية التخطيط الإستراتيجي لمكة المكرمة لما تحتله من مكانة في نفوس المسلمين ، و ما تستقبله من ملايين البشر خلال المواسم المختلفة وبالأخص شهر رمضان المبارك وموسم الحج ، والتزايد المطرد في أعداد الزوار والمعتمرين والحجاج ، وقلت أن ذلك يتطلّب إعداد دراسات علمية دقيقة شاملة ، يتم على أساسها وضع الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد لتطوير المدينة ، لمواجهة تنامي أعداد الزوار ومواكبة تطورات العصر الحديث ، وليس ذلك فقط لمنطقة ما حول المسجد الحرام ، وإنما لجميع أنحاء مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة .

وكررت المطالبة التي سبقني إليها الكثيرون و المتمثلة في تكوين هيئة عليا لتطوير مكة المكرمة و المشاعر المقدسة ، تُهيمن على الأجهزة التنفيذية بشكل ما ، لتتولى إعداد الدراسات ووضع الخطط ، ومن ثم متابعة التنفيذ مع الجهات التنفيذية المتخصصة ..

و في الواقع أنني سُررت جداً بإعلان أمانة العاصمة المقدسة عن انتهاء المخطط الهيكلي لمكة المكرمة و الذي يضع تصور لمستقبل المدينة ومحاور توسعها من وجهة نظر الأمانة و على مدى خمسين عاماً قادمة بإذن الله ، وهي خطوة مشكورة ومقدرة لأمانة العاصمة في عهد أمينها الحالي الدكتور فؤاد غزالي ، و قد طال انتظارها ، و تعتبر بمثابة القاعدة و الأساس لما نحلم به لهذه المدينة المقدسة وهو وجود مخطط استراتيجي يأخذ في الاعتبار جميع الأمور المتعلقة بالمدينة و حاجات سكانها و القادمين إليها من كل فج عميق . عمرانياً و ثقافياً و اقتصادياً ..

و هذا الحلم لكي يتحقق لابد من جهة مركزية تتولى وضع هذه الاستراتيجية ، و يكون لها من الإمكانيات و الصلاحيات ما يمكنها من القيام بمهامها بفاعلية ، و لعل الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة المشار إليها و التي طالب مجلس المنطقة بتكوينها في جلسته الختامية لدورته الأولى ، و التي كانت بحضور صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ، وقد وعد وفقه الله برفع المطلب بعد دراسته إلى مجلس الوزراء الموقر لاتخاذ ما يراه ، أقول لعل هذه الهيئة هي الجهة التي يمكن لها في حال تكوينها الاضطلاع بهذا الدور .

وأما عن المشاركة في وضع المخطط الهيكلي ، فقد لمعت في ذهني أهميتها أثناء ندوة فرص الاستثمار في مكة المكرمة ، التي أقامتها الغرفة التجارية على هامش احتفالاتها بمرور خمسين عاماً على تأسيسها ، حيث ظهر من خلال النقاش الذي دار في إحدى الجلسات المتعلقة بالصناعة و معوقاتها في مكة المكرمة ، أن اختيار موقع المدينة الصناعية في مكة لم يكن موفقاً من جهة طول المسافة بينها وبين جدة حيث يقيم الخبراء و الفنيين من غير المسلمين ، وهو ما أدى لارتفاع تكلفة استقطابهم و إقناعهم بالعمل في مصانع مكة ، و هو ما تم تلافيه في المدينة الصناعية الجديدة المقترحة خارج حدود الحرم من ناحية الشميسي .

و لذلك أرى أن يتفضل معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور فؤاد غزالي بالدعوة إلى مؤتمر أو ندوة للتعريف بما قامت به الأمانة بشأن المخطط الهيكلي ، و تكون بحضور ممثلين لجميع الجهات والهيئات ذات العلاقة و كذلك الأعيان ، و ذلك بهدف تدارك أي أخطاء استراتيجية قد تغفل عنها الأمانة بحكم عدم التخصص ، أو إقامة لقاءات مصغرة مع كل جهة على حدة لتدارس المخطط و أخذ الملاحظات والاقتراحات ، ولعلي هنا أخص الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ، لكونها تمثل رجال الأعمال و القطاع الخاص ، الذي تعوِّل عليه الحكومة -بعد الله- للقيام بدور أكبر و بمشاركة أكثر فاعلية في التنمية الوطنية ..

ولعل هذا الكلام يقودني لمعاودة المطالبة بإحياء دور المجلس البلدي المنتخب من أحياء المدينة ، و الذي سيكون لنا معه وقفة قادمة إنشاء الله ..

12/9/1419هـ                                                                      فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر على قسمين : القسم الأول يوم السبت الموافق : 15/9/1419هـ والقسم الثاني يوم السبت الموافق : 22/9/1419هـ .

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 12216 و 12222        صفحة رقم : 7 (الرأي) .

التعديل : أضيف في نهاية الجزء الثاني فقرة الكهرباء بين الافراط والتفريط التي حذفت من المقال السابق .

 

12216 و 12222 مكة المكرمة الرأي 15-22/9/1419 الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق