إلى متى يا معالي الوزير ؟!
إلى معالي وزير المعارف :
إلى متى سيستمر هذا الحشو في مناهج التعليم ؟؟ و إلى متى سنظل نستجيب -فقط- لأفكار إضافة مواد جديدة مثل التربية الوطنية والحاسب الآلي وغيرها والمزيد من الحشو دون النظر إلى ما تشكله من عبء على الطالب و المعلم و المدرسة ، في ظل عدم المساس بالمناهج القديمة أو تخفيف وزنها ومضمونها الذي تنوء بحمله ظهور و أدمغة أبناءنا الطلاب ؟؟
متى سيأتي اليوم الذي نسمع فيه إلغاء الوزارة -ورئاسة تعليم البنات بالطبع- للمناهج القديمة ، و اعتماد هيكل جديد للمناهج بصياغة حديثة و قابلة للتجدد دائماً ، مناهج تقوم على أساس إيجاد جيل مبدع مفكر خلاّق و محاور من الطراز الأول ، جيل يحترم قيم العمل ويساهم بشكل فعّال وحقيقي في تنمية وطنه والحفاظ على مكتسباته ؟؟ متى ؟؟
قبل أيام كنت أستمع لابنتي الصغيرة بالصف الأول ابتدائي و هي تحفظ وتراجع دروس الأناشيد ، فوجدتها تردد نفس الأناشيد التي حفظناها أنا وأمها عندما كنا في نفس سنها ، مثل نشيد أمي لها فضل كثير ، و نشيد الله رب الخلقِ ، ونشيد مع الصباح المشرقِ .. فهل يُعقل أن يظل منهج الأناشيد محتفظاً بهذه المقطوعات كل هذه السنين -حوالي ثلاثة عقود- على الرغم من بساطة أفكارها وبساطة تراكيبها ؟؟
سؤال أترك الإجابة عليه للقائمين على المناهج في الوزارة والرئاسة العامة لتعليم البنات ..
و قبل أسبوعين كنت في زيارة إحدى المدارس الابتدائية في مكة المكرمة ، وصادف ذلك بُعيْد انتهاء الفسحة الكبيرة -كما نسميها- فوجدت ساحة لعب الطلاب مفروشة بمخلفات ما يشترونه خلال الفسحة بشكل مقزز ، بما في ذلك أجزاء من (السندوتشات) ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، فلمع في ذهني سؤال وهو : أليس لدى وزارة المعارف برنامج فعّال يتعود من خلاله الطالب على احترام نعم الله ، و وضع المخلفات في أماكنها التي خصصت لها في فناء المدرسة ، والعيش في بيئة نظيفة ، بدلاً من إلقاءها بهذه الطريقة المتخلفة وإظهار المدرسة بذلك المظهر السيئ ، برنامج ينطوي على أسلوبي الترغيب و الترهيب ، الثواب و العقاب ؟؟ ، و تساءلت في نفسي إذا لم تنجح الوزارة في تحقيق مثل هذا الهدف البسيط ، و في داخل نطاق مدارسها المحدود ، فهل يا ترى ستنجح في تحقيق أهدافنا التربوية و الوطنية على المستوى الأشمل ؟؟ سؤال أترك إجابته لمعالي الوزير و للقارئ الكريم ؟؟
إلى معالي وزير المواصلات :
إلى متى سيظل طريق الجنوب الساحلي يحصد أرواح البشر وثروات الوطن ، و الوزارة تقف من هذه المشاهد التي تكاد أن تكون على مدار الساعة موقفاً يقتصر على الإعلان عن أن المشروع تحت الدراسة حيناً ، وأُعتمد في ميزانية العام حيناً ، وعدم توفر التمويل أحياناً أخرى ، وكأن مخلفات هذه الحوادث المتمثلة في الوفيات و الإعاقات الشديدة و الترمل واليتم والفقر لا تستحق منا إعطاء أمر هذه الطريق أولوية مطلقة ..
وعندما أقول أولوية فذلك لأن طريق الجنوب الساحلي يربط بين عدة مناطق من مناطق المملكة تنطوي على كثافة سكانية عالية جداً مقارنة ببقية المناطق ، و هي منطقة مكة المكرمة و المنطقة الجنوبية مروراً بمنطقة الباحة و منطقة جيزان و منطقة نجران ، ويرتاده أعداد كبيرة من المواطنين من سكان هذه المناطق بسيارتهم ، بالإضافة إلى كثافة شاحنات النقل التي تنقل البضائع من ميناء جدة الإسلامي إلى جميع مدن وقرى تلك المناطق ..
ولابد لي هنا من القول بأنه ينبغي لنا عدم الركون إلى حجة عدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة و جعلها المبرر لتأخر مثل هذه المشاريع الحيوية والتي تمس حياة المواطن بشكل مباشر ، وأقول هذا الكلام لأن الواقع يؤكد أن هناك اعتمادات مالية و هناك إنفاق حكومي على مشاريع كبرى أخرى في مناطق المملكة المختلفة لم تقف هذه الحجة في طريق تنفيذها ، لذلك فإن المطلوب -فيما أتصور- هو ترتيب الأولويات وإعطاء هذا المشروع على مستوى مشاريع وزارة المواصلات واعتمادات وزارة المالية أولوية مطلقة ..
لقد أُعلنت أوامر خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بازدواج طريق الجنوب منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً ، وللأسف حتى يومنا هذا لازال هذا الطريق (الكارثة) يحصد في الأرواح والممتلكات على مدار الأيام ..
والسؤال الذي يطرح نفسه هو متى سينتهي هذا المشروع وليس متى يبدأ ؟؟
لأننا سنظل نسمع عن مآسي مرتادي هذا الطريق ممن تقع لهم الحوادث حتى أثناء تنفيذ المشروع ، إلى أن يتم الانتهاء منه .. و يتوقف شلال الدماء الذي يروي ظمأ الإسفلت ، حسب وصْف هذه الجريدة الغراء لهذا الواقع المرير في عنوان تحقيقها الذي نشرته الأربعاء الماضي ، فمتى يا معالي الوزير ؟؟
8/8/1419هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : السبت الموافق : 9/8/1419هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12186 صفحة رقم : 5 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
12186 التعليم و الجامعات الرأي 9/8/1419 الندوة رابط المقال على النت http://