حاضروا المسجد الحرام وتنظيم حج السعوديين
تنظيم الحجاج السعوديين الذي أُعلن عنه مؤخراً عبر وسائل الإعلام ، والذي بموجبه لن يُسمح لمن حج بتكرار الحج إلاّ بعد مضي خمس سنوات ، كما هو معمول به مع المقيمين في المملكة ، اُستثنى منه المشاركين في خدمة الحجاج من موظفي الدولة المدنيين منهم والعسكريين ، وسُمح بتكرار الحج و إصدار البطاقة لأصحاب مؤسسات حجاج الداخل والموظفين المتعاملين معهم ممن تقتضي طبيعة عملهم المشاركة في خدمة الحجاج ، في الوقت الذي لم يُشر فيه التنظيم لا من قريب ولا من بعيد إلى سكان منطقة مكة المكرمة وبالتحديد المدن الرئيسية فيها و هي مكة المكرمة و جدة و الطائف ، ولا إلى الكيفية التي سيتم التعامل مع ظروف الإرتباط الشديد بين سكانها حتى من ليس لهم علاقة بخدمة الحجاج ، كذلك لم يتم الإشارة إلى المطوفين والزمازمة ولا إلى العاملين في مؤسسات الطوافة ..
إن سكان مدينة مكة المكرمة عانوا لسنوات في السابق من تنظيم منع دخول السيارات الصغيرة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، الذي لم يراعي ظروفهم الخاصة ولا ظرف إقامتهم في مكة المكرمة ، ولم ينص صراحة على كيفية التعامل معهم بما يكفل لهم حرية الدخول والخروج من مكة -وليس المشاعر المقدسة- ، فقد كان أمام من لا يملك سيارة حمولة 9 ركاب أحد خيارين ، أولهما السعي عبر واسطات للحصول على تصريح لدخول مكة المكرمة وفي ذلك عنت للبعض وظلم لآخرين ، وثانيهما البقاء محصوراً في مكة خلال فترة المنع فلا يستطيع الخروج منها ، أو إن خرج لا يعود إليها طوال فترة المنع التي كانت تمتد من ليلة الخامس من ذي الحجة وحتى اليوم الثالث عشر منه ، وكذلك من كان من سكان جدة و والداه وجميع أفراد عائلته في مكة فإنه لن يتمكن من زيارتهم وقضاء حوائجهم طوال تلك الفترة ، و معلوم مدى الارتباط بين أهالي كل من مكة وجدة .
المطوفون كذلك عانوا في سبيل القيام بواجباتهم من تنظيم منع دخول السيارات الصغيرة إلى مكة و المشاعر ، لأنه أيضاً لم يُنص صراحة على أحقيتهم في الحصول على التصاريح اللازمة لدخول مكة والمشاعر ، وتُرك الأمر للاجتهادات و فُسح المجال للواسطات لكي تعمل عملها ، في حين أن طبيعة عمل المطوفين تفرض عليهم التنقل بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وكذلك جدة ، بل و يتكثف هذا التنقل خلال فترة المنع والتي تبدأ بالنسبة للمشاعر من غرة ذي الحجة ، وانعكس ذلك بلا شك على أدائهم في خدمة ضيوف الرحمن . و أذكر أنه في عام من الأعوام لم تحصل مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية على تصاريح الدخول إلى مكة المكرمة و منطقة المشاعر المقدسة حتى يوم السادس من ذي الحجة ، وهي كبرى مؤسسات الطوافة و تقوم على خدمة ما يقارب الثلاثمائة ألف حاج مما دفع رئيس المؤسسة إلى الإبراق شاكياً إلى سمو وزير الداخلية لأن ذلك أعاق تحرك المطوفين والعاملين في المؤسسة عن أداء مهامهم ، و أذكر أيضاً أنه حتى بعد استلام التصاريح لم تكن بالعدد الكافي ..
كانت تلك المعاناة وجميع انعكاساتها السلبية على خدمة ضيوف الرحمن ، بسبب عدم وجود تنظيم واضح و محدد ومعلن فيما يخص أهالي و سكان منطقة مكة المكرمة عموماً ، و القائمين منهم على خدمة الحجيج على وجه الخصوص كالمطوفين والزمازمة وغيرهم ..
لذلك و تجنباً لمعاناة جديدة نتمنى على سمو وزير الداخلية التوجيه بأن يأخذ التنظيم الجديد في الإعتبار طبيعة وظروف من هم من حاضري المسجد الحرام و امتدادهم الطبيعي في كل من جدة والطائف ، وجلهم -وأعني أهالي مكة المكرمة- إن لم نقل كلهم يقوم على خدمة الحجيج في جميع المجالات الحياتية وليس في مجال الطوافة فقط ، و أن يُنص صراحة في التنظيم على ذلك ، وعدم ترك الأمر لوجهات النظر الشخصية والواسطات التي سوف لن تنصف الجميع ، و في النهاية لا و لن تخدم المصلحة العامة ..
والله ولي التوفيق ..
26/6/1419هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : السبت الموافق : 27/6/1419هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12150 صفحة رقم : 5 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد
12150 مكة المكرمة 27/6/1419 الندوة رابط المقال على النت http://