البنزين المرصص إلى متى ؟؟
في عام 1979م أي 1399هـ كانت أول مرة لي أطلع فيها على عبارة UNLEADED FUEL أي بنزين غير مرصص أو خالي من الرصاص ، على مؤشر خزان البنزين في السيارات الأمريكية من إنتاج عام 1979 ، وقد يكون إنتاج هذا النوع من السيارات قبل ذلك ، وإنما أنا تعرفت على هذه المعلومة في ذلك الوقت ..
لاحظوا معي أن معنى هذا الكلام أن إنتاج البنزين الخالي من الرصاص مضى عليه ما يقارب العشرين عاماً.
سمعنا مراراً وتكراراً في برنامج (سعودي) -و لا نزال- عن إنتاج سابك للمادة البديلة للرصاص وهي مادة تُدعى (M.T.B.E) و أيضاً منذ عدة سنوات ، في حين أن أرامكو السعودية لازالت تنتج البنزين المخلوط بالرصاص إلى يومنا هذا ، وهذا يعني أننا نقوم بتصدير المادة البديلة للخارج ولم نستفيد منها ..
حديث الأطباء والمعنيين بالصحة والبيئة ينذر بمخاطر كبيرة لهذا الرصاص المنبعث مع عوادم سياراتنا على صحة أجسادنا وأجساد أطفالنا ، و بعض المتخصصين ذكروا بأن عادم سيارات الديزل أقل ضرراً على البيئة وصحة الإنسان من عادم سيارات البنزين ، و هذا عكس ما هو شائع بيننا ..
و لعل مما يعمق خطورة هذا الرصاص أنه إذا دخل إلى الجسم يترسب في ثناياه ويأبى الخروج منه لأن الجسم غير قادر على إفرازه و إخراجه وطرده إلى الخارج ..
نسمع عن حالات الفشل الكلوي صباح مساء بشكل يثير الرعب في نفوسنا ويجعل الشخص يشعر بأنه غير بعيد عن الإصابة بهذا المرض العضال ، نسأل الله الشفاء والأجر و العافية لمن ابتلوا بهذا المرض العضال ونسأل الله للجميع السلامة ..و نسمع عن حالات فشل الكبد .. ولا ندري هل لهذا الرصاص وغيره من ملوثات البيئة دور في انتشار هذه الأمراض الفتاكة ؟!
ويبدوا أن أرامكو السعودية لا يعنيها الأمر لا من قريب أو بعيد ، فعلى مدى ما يزيد عن العشرين عاماً وهي تراوح مكانها ولازالت تنتج البنزين المرصص ، في حين أن مدة العشرين عاماً كافية جداً لعملية إحلال المصافي الجديدة مكان تلك القديمة دون تحقيق أي خسائر رأسمالية قد تحدث عند التغيير قبل انتهاء العمر الافتراضي لتلك المصافي العتيقة ..
إن أمر البيئة و الصحة العامة و صحة المواطن السعودي أهم بكثير مما قد يتحقق من خسائر مادية آنية قد تتكبدها أرامكو ، بل قد تكون الخسائر غير المنظورة على مستوى الأمة السعودية نتيجة لتلوث البيئة و تدهور صحة المواطن و على المدى القصير و البعيد أكبر بكثير من خسائر أرامكو -هذا إن وجدت- المترتبة على تغير مصافي إنتاج البنزين ..
والسؤال المطروح الآن وبالبنط العرض كما يقولون إلى متى سنظل نستنشق هذا الرصاص الخبيث و نكتنزه في أجسامنا يا أرامكو السعودية ؟؟ ونحن في انتظار الجواب والذي نتمنى أن يحمل لنا البشرى بالتوقف عن إنتاج هذا البنزين المرصص وكف أذاه عنا وعن فلذات أكبادنا و في أسرع وقت ..
والله حسبنا ونعم الوكيل .
27/5/1419هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : السبت الموافق : 6/6/1419هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12132 صفحة رقم : 5 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
12132 حكومية الرأي 6/6/1419 الندوة رابط المقال على النت http://