وجهة نظر إلى معالي وزير الإعلام
أضع وجهة النظر هذه تحت أنظار معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد عبد السلام فارسي مدفوعاً بحرصي على أن يظل التلفزيون السعودي محتفظاً بما تبقى له من مشاهدين أوفياء في خضم الفضائيات العربية التي ملأت سماءنا ، وعكّر بعضها أمزجتنا وثقافتنا ولغتنا وأخلاقياتنا وتقاليدنا العريقة .. ، هذه الفضائيات التي جذبت المشاهد السعودي بشكل كبير وملفت ليس فقط من خلال الترفيه البريء وغير البريء ، وإنما أيضاً باهتمامها بالمشاهد ورغباته ، وتحقيق ما يتطلع إليه من برامج حوارية وإخبارية متميزة ، وأرجو أن يتسع صدر معالي الوزير لسماع وجهة النظر من مواطن حريص على تألق التلفزيون السعودي ويعتبره حلقة الوصل الأهم بين المواطن والمسئول ، و هو قبل ذلك وبعده مجتهد يتطلع إلى الحصول على الأجرين -أجر الاجتهاد و أجر الإصابة- ..
و وجهة النظر تتمحور حول فترة الأسرة في القناة الأولى -إن صحت التسمية- وهي الفترة المسائية الممتدة من نشرة أخبار التاسعة والنصف مساءً وحتى أخبار الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل .. ففي هذه الفترة تتجمع الأسرة بعد عناء يوم طويل متطلعة لقضاء بعض الوقت أمام شاشة التلفزيون السعودي لمشاهدة برامج ومسلسلات تعود عليها بالمتعة و الفائدة في نفس الوقت ، برامج يُجْمِع على الرغبة في مشاهدتها الغالبية العظمى من المشاهدين بمختلف فئاتهم ..
و الملاحظ أن هذه الفترة كثيراً ما تتعرض لتعديلات آنية و أوقاتها غير منتظمة ، ومذيعوا الفترة كثيروا الاعتذار بسبب تلك التعديلات .. فالأخبار ليس لها حد أقصى من الوقت حتى في الظروف العادية فقد تطول بحيث تأتي على معظم وقت الفترة ، ومباريات كرة القدم وسباقات الفروسية وحفلات تخريج العسكريين تُعطى الأولوية على حساب المسلسل اليومي ، الذي كثيراً ما يُعتذر عن بث بعض حلقاته بسبب هذه المواد وهو مما يعكر مزاج المشاهد أيما تعكير ، ويدفعه دفعاً للتحول إلى الفضائيات الأخرى ، وكما هو معروف أن البرامج التي أشرت إليها آنفاً لا تمثل اهتمامات معظم المشاهدين ، بعكس التمثيلية التي لازالت محور اهتمام الغالبية العظمى من المشاهدين لذلك تجد أن معظم أفراد الأسرة يتجمعون لمشاهدتها ومتابعة أحداثها ، وهذا الأمر معروف لدى القائمين على التلفزيون تماماً ، و الدليل على ذلك تركيزهم للإعلانات التجارية قبل التمثيلية اليومية واعتبارها من أهم الفترات الإعلانية و أغلاها كلفة بالنسبة للمعلن ..
لذلك فإن اقتراحي أو وجهة نظري تتركز حول إعطاء اهتمام خاص بهذه الفترة وإعادة ترتيب أولويات البرامج التي تُبث فيها ، بحيث يتم تخصيصها لبرامج ترفيهية وبرامج حوارية مباشرة ذات مضامين تبتعد عن التخصص و تحظى باهتمام عموم المشاهدين ، مع إعادة النظر في صياغة النشرة الإخبارية الرئيسية التي تُبث الساعة التاسعة والنصف بحيث لا تتجاوز فترتها الخمس عشرة دقيقة بأي حال ، و ذلك من خلال اختصار الأخبار المحلية واقتصارها على ما يُبث في المواجز و في القناة الثانية بشكل مختصر ، على أن يتم التوسع في النشرة الأخيرة التي يمكن اعتبارها نشرة موسعة بانورامية -إن صح التعبير- ، وأما برامج الفروسية وحفلات تخريج العسكريين و ما شابه ذلك مما يُعد من اهتمامات البعض دون الغالبية العظمى فيمكن تقديمها قبل نشرة التاسعة و النصف ..
والشيء بالشيء يُذكر ، و مادمنا بصدد نشرات الأخبار فأيضاً لدي وجهة نظر أخرى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، و هي إعادة النظر في صياغة وترتيب الأخبار فالملاحظ أن هناك اهتمام بتطوير شكل و إخراج الأخبار وأما المضمون فلا يزال دون تطوير يُذكر ، فلا يزال الالتزام بترتيب الأخبار دون النظر لأهمية الخبر حتى داخل التقسيم العام للأخبار وهي الأخبار المحلية والأخبار العربية والعالمية ، فمثلاً هناك بعض الأخبار الهامة المحلية والتي تتصدر نشرات الأخبار في القنوات العربية و العالمية لا تُعطى الاهتمام الكافي ويتأخر بثها إلى ما بعد أخبار محلية أخرى أقل أهمية ، و هذا ما حدث بشأن حادث وفاة عدد من حجاج بيت الله الحرام نتيجة للتدافع حول الجمرات في ثاني أيام التشريق من حج هذا العام 1418هـ ، فقد تصدر الخبر نشرات الأخبار في القنوات العربية والعالمية ، بينما لدينا لم يُشر إليه في الموجز ، وجاء بث الخبر متأخراً كثيراً .. ، و لاشك أن مشاهد التلفزيون السعودي بل العالم كله كان متلهفاً لسماع الخبر من التلفزيون الذي يمثل المصدر الأساسي له ..
كما يُلاحظ الإطالة في صياغة بعض الأخبار بما قد لا يُفيد المشاهد أو يضيف له معلومة ، فعلى سبيل المثال كثيراً ما يُبث خبر سفر مسئول ما من بلد إلى بلد على قسمين قسم يتحدث عن وصوله بإسهاب ثم قسم يتحدث عن مغادرته وبإسهاب أيضاً ، في حين أن ما يهم المشاهد فيما أتصور هو خبر سفر المسئول وبعض الأحداث المهمة ذات العلاقة ، وجميع ذلك يمكن إيصاله للمتلقي في وقت أقصر بكثير مما يتم لدينا من خلال إعادة النظر في طريقة صياغة الخبر وإخراجه في إدارة الأخبار .. و هذا الأمر مشاهد ومعمول به في معظم القنوات الفضائية و حتى تلك المتخصصة في الأخبار والتي يمكنها الإطالة ، وذلك مراعاة لوقت المشاهد و رغباته ومواكبة لطبيعة العصر الذي نعيشه .. هذا و الله ولي التوفيق للجميع وهو من وراء القصد ..
13/12/1418هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : السبت الموافق : 14/12/1418هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 11988 صفحة رقم : 7 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
11988 صحافة و إعلام الرأي 14/12/1418هـ الندوة رابط المقال على النت http://