عودة إلى توجيهات سمو الأمير نايف

by Admin

عودة إلى توجيهات سمو الأمير نايف

استمعت إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية و رئيس لجنة الحج العليا و رئيس مجلس الإعلام الأعلى عقب تفقده للمشاعر المقدسة خلال الأسبوع الماضي ، وسُررت بعدد من إجابات سموه على أسئلة الصحفيين ، و أود التعليق على إجابتين تقع في دائرة اهتماماتي ، الأولى كانت على سؤال لسعادة الأستاذ أسامة السباعي رئيس تحرير جريدة المدينة الغراء حول مشروع الخيام المقاومة للحريق الذي سيتسبب في تقلص مساحة الإسكان في منى مقارنة بالخيام التقليدية ، وفكرة بناء سفوح الجبال كأحد الحلول لهذا التقلص و لتزايد أعداد الحجاج المطرد ، وهذه سأعود إليها في مقال لاحق بإذن الله ..

وأما الإجابة الثانية وهي موضوع مقال اليوم فهي إجابة سموه على تعليق معالي وزير البرق والبريد والهاتف حول المساحة المتاحة من حرية الصحافة لدينا ، وإشارته للأغراض الشخصية لدى بعض الصحفيين و اعتماد بعضهم في النقد على تجريح  الأشخاص والنيل منهم ..

وقد لاحظت كغيري سرور الصحفيين بإجابة سموه على تعليق معالي وزير البرق والبريد والهاتف ، و الذي عبروا عنه بموجة من التصفيق بحرارة تحية لسمو الأمير ، وكدت أن أصفق معهم عن بُعْد لولا أني تذكرت أنني لست معهم في قاعة المؤتمر الصحفي وأن تحيتي لن تُسمع ، ونويت أن تكون تحيتي عبر زاويتي هذه وعبر هذه الصحيفة الغراء من مكة المكرمة التي احتضنت ذلك المؤتمر الصحفي السنوي الهام  ..

لقد أكد سموه في رده على تعليق معالي الوزير على وجوب قبول النقد و اتساع صدور المسئولين له مادام يتحدث عن الحقيقة ويتحراها ، و عدم الحساسية -المفرطة التي لدى بعض المسئولين- من النقد البناء ، و يحضرني في هذا المقام مقولة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض قالها في مناسبة صحفية ، تؤكد على نفس المعنى و هو قبول النقد البناء حتى وإن اشتمل على بعض المعلومات الخاطئة ، لأن هذا النقد  سوف يتيح الفرصة للمسئول لمعرفة رأي المواطن و مكامن الخطأ والقصور فيما تقدمه الجهة التي يتولى مسئوليتها  ، وبالتالي معالجة الأخطاء وجوانب القصور ، و هو في نفس الوقت -واعني النقد- سوف يتيح الفرصة للمسئول فيما لو أنه اشتمل على معلومات غير صحيحة أو مشوهة أن يوضح الحقيقة ..

إن صدور مثل هذا الكلام عن مثل هؤلاء الرجال وهم يتسنمون ذرى المسئولية في هذه البلاد الطيبة ليُعبر عن درجة عالية من الوعي بأهمية الصحافة والإعلام و دورهما في تحقيق المصلحة الوطنية ..

نحن نعيش في عصر المعلومات ، وعصر الانفتاح على العالم الذي نمارسه عبر انفتاحنا على الفضائيات العربية والعالمية و على شبكة الانترنت قريباً ، و العالم يتحدث عن الشفافية و وجوب الإفصاح عن المعلومات كبيرها وصغيرها ، ويعزون حدوث الكثير من الكوارث الوطنية والعالمية إلى غياب تلك الشفافية ، ونحن نتحدث عن مزيد من تحجيم مساحة حرية الصحافة لدينا رغم محدوديتها ..

إن وجود بعض المتطفلين على الصحافة الذين يجندون أقلامهم لمصالح خاصة أو حتى لتصفية خلافات شخصية ، لا يُجيز في تصوري تضييق المساحة على الكل ، و إنما ينبغي ومن منطلق المصلحة الوطنية و المسئولية  الوطنية عن تنمية وبناء الوطن التي تقع ليس فقط على المسئولين وإنما على جميع المواطنين والذين منهم الصحفيين ، منح المزيد من الثقة في المواطن وإتاحة المزيد من حرية الرأي والتعبير ، فذلك مما ينفع الناس ، حتى وإن ظهر على السطح بعض الزَّبَد المتمثل في أولئك المتطفلين على الصحافة و أصحاب الأهواء {فأما الزبد فيذهب جفاءً ، و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} ..

و بعد سماعي لتعليق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وهو على رأس مجلس الإعلام الأعلى بهذا الخصوص ، وتأكيده على إيمانه بالنقد البناء وعلى الحقيقة و توجيهه للمسئولين بعدم الحساسية للنقد ، فإنني أتوجه للقائمين على الصحافة في بلادنا الحبيبة وأرجوهم أن يعملوا بتوجيهات سمو الأمير الجليل .. فهو أمر مطلوب بإلحاح ، وهو مما يُشعر الجميع بمسئوليتهم الجماعية والمشتركة عن تنمية هذا الوطن الكبير ، و يعزز لديهم الانتماء و الشعور الوطني ..

 والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد ..

6/12/1418هـ                                                                      فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : السبت الموافق : 7/12/1418هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 11982         صفحة رقم : 7 (الرأي) .

التعديل : لا يوجد .

 

 

11982 صحافة و إعلام الرأي 7/12/1418 الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق