مركز مكة الطبي .. هدف سامٍ .. ولكن !!
لا شك أن الهدف الذي من أجله اجتمع مؤسسوا مركز مكة الطبي قبل سنوات عديدة وساهموا بأموالهم لتحقيق فكرته هو هدف سام ، فقد استشعر القوم مدى حاجة سكان مكة المكرمة .. جيران بيت الله .. إلى خدمات صحية متقدمة تكفيهم مئونة السفر إلى جدة بحثاً عن العلاج .. وكان إحساس كثير منهم بأن عليه واجباً تجاه مكة التي نشأ وترعرع وتعلم فيها بل أن بعضهم انطلق بتجارته منها ..
ولكن .. وما أصعب لكن هذه .. التي تكاد تجهض إن لم تكن بالفعل قد أجهضت الفكرة وبددت ذلك الحلم الجميل الذي ظل أبناء مكة المكرمة ينتظرونه لسنوات طويلة .. أقول لكن يبدوا أن معظم المؤسسين اكتفوا بدفع مساهماتهم النقدية دون المساهمة الأهم وهي المتعلقة برسم خطط تشغيل المركز وفقاً لما رُسم له وتحقيق الهدف الذي تأسس من أجله ، وذلك من خلال الحضور الفعّال في الجمعية العمومية لمناقشة ومشاركة مجلس الإدارة في الإدارة والتوجيه ، بما يخدم مصلحة الجميع .. ، لقد بدى لي البعض مكتفياً بما دفعه من مبالغ نقدية دون النظر للعوائد المادية للمشروع ، معتبراً أن ما دفعه هو من باب الهبة أو التبرع ولا يرتجي منه عائداً استثمارياً ، شاعراً بأنه أدى ما عليه تجاه مكة ، في حين أن المشاركة الفعلية في إدارة وتشغيل المركز من خلال الجمعية العمومية و مجلس الإدارة هي في تصوري المساهمة الصحيحة والتي يجني ثمرتها أهل الله وخاصته -أهل مكة- ..
لقد أثار الأستاذ فوزي خياط بمقاله في الأسبوع الماضي بهذه الصحيفة الغراء تحت عنوان (تمريض مركز مكة مريض) الشجون وقلّب المواجع -كما يقولون- و ذكر ما يؤكد بأن ما وصل إليه المركز الآن يُعد أمر محزن .. مؤلم .. مبكي ، و يحتاج إلى وقفة حازمة مخلصة من جميع مؤسسي المركز لتصحيح مساره إنقاذه من الوصول إلى قعر الهاوية ، وأما الهاوية فقد بدء الوقوع فيها بلا جدال منذ أن خسر المركز كفاءاته الإدارية والطبية والفنية نتيجة أخطاء إدارية بالدرجة الأولى وليست مالية كما يتصور البعض ..
لقد سبق لي أن كتبت حول مركز مكة الطبي أكثر من مرة من منطلق حبي لمكة وأهلها وحرصي على نجاح المركز ليس إلاّ .. وأود أن أؤكد ما سبق لي أن أشرت إليه في مقالات سابقة وهو :
أولاً : أن المركز في حاجة ماسة لمساهمة المؤسسين إدارياً و رقابياً ، إذا أرادوا له النجاح ، وأرادوا لأهدافهم السامية أن تتحقق ، ولا يكفي دفع المبالغ النقدية حتى لا يظن البعض بأن المساهمة من باب ذر الرماد .. ، و هذه المساهمة المطلوبة تكون من خلال اختيار المؤسسين لأعضاء مجلس الإدارة الكفء ، ومن ثم ممارسة رسم الخطط و الاستراتيجيات ، و ممارسة الرقابة على أداء المركز للخطط ومدى تحقيقه للأهداف المرسومة والتي من أجلها تم تأسيسه .
ثانياً : أن نجاح المركز لا يرتبط بالدعم المادي ، و قد سبق لي أن عالجت هذا الأمر في مقال سابق ، وقلت بأن الدعم المادي الذي تنادى القوم به قبل عدة أشهر ، و اعتبروه هو البلسم و هو الحل للأزمة التي مر بها المركز آنذاك ليس هو الحل في تصوري ، وأن الحل يرتكز في الدرجة الأولى إلى الناحية الإدارية وتكليف ذوي الخبرة في مجال إدارة المستشفيات ، و استقطاب الكفاءات الطبية المتميزة السعودية والأجنبية ..
و وضع المركز الآن وبعد مرور عدة أشهر على توفر الدعم المادي يؤكد ما ذهبت إليه وهو أن المركز في حاجة إلى الكفاءات الإدارية والطبية بجانب الدعم المادي لكي ينجح في تحقيق أهدافه السامية ..
لذلك فإنني أتوجه من خلال منبر الندوة إلى جميع مؤسسي المركز و أعضاء مجلس دارته ، لأرفع إليهم صوت أبناء مكة بنبرة ألم وأسى وحزن على تبدد هذا الحلم الجميل الذي بات وشيكاً جداً ، و أتمنى عليهم الدعوة إلى اجتماع عاجل للجمعية العمومية لتدراس الأمر ، و إعطاء القوس باريها ، لتعود الثقة في هذا المركز ، و الإسراع في ذلك قبل أن تتسع الشقة ويصعب استعادة السمعة ويصل المركز إلى قعر الهاوية ..
فهل إلى ذلك من سبيل يامن بدأتم بالمكارم ؟؟
أرجو ذلك والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق الملهم الجميع الصواب ..
8/11/1418هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : السبت الموافق : 9/11/1418هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 11958 صفحة رقم : 5 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
11958 مكة المكرمة الرأي 9/11/1418هـ الندوة رابط المقال على النت http://