روحانية مكة لدى خادم الحرمين .. وفرصة لاستعادتها

by Admin

لم يُنشر

روحانية مكة لدى خادم الحرمين .. وفرصة لاستعادتها

لاشك بأن مركز وقلب روحانية مكة هي الكعبة المشرفة و آيات الله البينات من حولها .. الحطيم و زمزم و المقام  و الصفا و المروة .. ولكن انعكاس التقديس للكعبة المشرفة و الآيات البينات على ما حولهم في حمى الحرم هو شأن يجب أن يُلتفت إليه و أن يحظى بالعناية الكافية ، وهذا ليس ترفاً بل هو تحقيق لأمر المولى سبحانه و تعالى بما فرضه من خصائص للحرم ليست لغيره ، منها النهي عن تنفير صيده و عضد شوكه و اختلاء خلاه و التقاط لقتطه إلاّ من عرفها .. و هذه التوجيهات الإلهية لها انعكاس على حياة سكان الحرم وزواره و سلوكياتهم وصبغها بالرحمة و التسامح و الإحساس بالأمان حتى مع الحيوان و النبات و البيئة ..

و لعل من نافلة القول التذكير بأن قريشاً  قبل الاسلام كانت تعبّر عن تقديسها للكعبة بعدم البناء على شكلها (المكعب) ، و مرت عصور عديدة لا يعلو فيها بناء حول الكعبة على بنيانها ..

و خادم الحرمين وفقه الله وجّه بالعناية بروحانية مكة شرفها الله أثناء متابعته لمشاريع توسعة المسجد الحرام مراراً ، بل انه استعاذ بالله ممن يريد أن يتطاول في البنيان حول المسجد الحرام و أكّد على أن ذلك مما يذهب بالروحانية ، و عزّز توجيهه باعتماده المخطط الشامل لمكة المكرمة في رمضان الماضي الذي يحدد ارتفاع البناء حول المسجد الحرام ما بين أربعة و ثمانية أدوار ..

و تعزيز روحانية مكة يكون أيضاً بتعزيز هويتها ، حتى لا يحدث انفصام ما بين داخل المسجد الحرام و محيطه ، فداخله روحانية و هوية مكية و اسلامية و حوله هوية غربية ومادية طاغية تتمثل في تطاول العمران على عمران المسجد الحرام و في هيمنة الأسماء و الأنماط الغربية على الفنادق و المطاعم و المتاجر ..

و تعزيز الهوية يقتضي العناية بالنسيج الاجتماعي و النسيج العمراني المحيط بالمسجد الحرام وكذلك العناية بالآثار و المعالم التاريخية و الأسواق و الحرف التقليدية ..

و الهدميات التي طالت الساحات الشرقية و الشمالية للمسجد الحرام تُعتبر فرصة مواتية لإعادة النسيج الاجتماعي الذي تضرر خلال العقود الستة الماضية بفعل التوسعات من جهة ، و من ضعف البنى التحتية و صعوبة الحركة في المنطقة من جهة أخرى ، وهو ما أدى إلى هجرة أهالي مكة من حول الحرم ليحل محل معظمهم وافدين مخالفين لنظم العمل و نظم التجارة ومنهم من لايقيم لقدسية مكة و هويتها و روحانيتها وزنا ..

وجود أهالي مكة حول الحرم هو حق لهم من جهة (سواءً العاكف فيه و الباد) ، و من جهة أخرى هو عنصر مهم في جانب تعزيز الهوية المكية و استعادة الروحانية و تحقيق مفهوم التعارف بين الشعوب ، و أيضاً في تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن باعتبارهم من أهم مكونات منظومة خدمة ضيوف الرحمن و يتقاطعون و يدعمون أثناء خدمتهم جهود جميع الجهات الخدمية الأخرى كالاسكان و النقل و الاعاشة و حتى الأمن ..

وكذلك هي –و أعني هدميات الساحات الشرقية و الشمالية- فرصة مواتية لاستعادة النسيج العمراني الذي أصابه العبث و الفوضى عبر العقود الأخيرة ..

السؤال كيف ؟

و أما الجواب فيبدأ بالتأكيد على أن يكون استثمار هذه الفرصة غير خاضع لآليات القطاع الخاص ومحدداته ، و أن يكون زمام المبادرة و الفعل فيه للحكومة فقط ، و دور القطاع الخاص يقتصر على التنفيذ. و أن الفكرة مستوحاه من مضمون منهجية المخطط الشامل لمكة في التطوير التدريجي للعشوائيات و في البناء على الجبال.

والفكرة تتلخص في العمل على استعادة السكان الدائمين من أهالي مكة من خلال إعادة بناء ما تم هدمه على رؤوس جبال هندي و عبادي و المدافع و شعب علي وغيرها بعد إعادة تخطيطها و توفير الخدمات المرافق و تيسير الطرق إليها ؛ على أساس (و أضع خطوط عديدة تحت على أساس) أن يتم إعادة مكليتها لأصحابها من أهالي مكة المقيمين فيها مع تسوية للفروق في المساحات الناتجة عن إعادة التخطيط و خصم التكاليف من التعويضات التي تخصهم وفي حال زيادة تكلفة بعض العقارات يتم تقسيط الزيادة على مدد زمنية مناسبة لهم ..

و أن يراعى في تصميم البيوت و المباني ما يسمح للملاّك و السكان الدائمين من تأجير مساكنهم في موسم الحج و الانتقال إلى الأدوار العليا كما كنا في السابق ؛ و بالمناسبة فهذا مما يحقق مفاهيم الاستدامة و التعارف.

هي فكرة أضعها تحت أنظار هيئة تطوير مكة و أمانة العاصمة و أتمنى عليهم المبادرة لتبنيها طاعةً لولي الأمر و تعزيزاً وحمايةً للهوية المكية ولروحانية مكة زادها الله تعظيماً و تشريفاً.

13/7/1434هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5450077-02 Email:fayezjamal@yahoo.com

 

 

بيانات النشر

اليوم

التاريخ

الصحيفة

رقم العدد

الصفحة

السبت

15/7/1434

25/5/2013

الموقع الشخصي

 

 

 

 رابط كلمة خادم الحرمين

http://www.youtube.com/watch?v=V2zwMA05Y54

 

مقالات لم تُنشر الموقع الشخصي رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق