أرضوا الشعب بالعدل و الانصاف والحق
كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وألبسه ثوب الصحة و العافية التي وجهها لأصحاب السمو الأمراء النائب الثاني وأمير منطقة المدينة المنورة و أمير المنطقة الشرقية ، كانت كلمة موجزة لكنها معبرة عما يُعد من أهم ركائز الملْك و الأمن و الاستقرار لأي شعب و أي أمة .. فما فُقد أمن إلا بسبب باطل و ظلم فشى بين الناس و لم يكن هناك من يقيم العدل بينهم ..
فوجه كلامه حفظه الله للأمراء قائلاً : “الشعب أهم شيء عندنا. شعبكم اجعلوه راضياً عنكم بالعدل والإنصاف و الحق ، وخدمة الدين والوطن عز لكم وشرف لكم وشرف لدولتكم”.
ولا أزال -وبالتأكيد غير كثيرون- أتذكر كلمة خادم الحرمين الشريفين الشهيرة التي ألقاها أثناء افتتاحه أعمال السنة الثالثة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى عام 1428هـ ، التي تعهد فيها بالضرب بالعدل هامة الجوْر والظلم عندما قال:”ومن هذا المكان اقول لكم من حقكم علي ان اضرب بالعدل هامة الجور والظلم وأن اسعى الى التصدي لدوري مع المسؤولية تجاه ديني ثم وطني وتجاهكم وان ادفع بكل قدرة يمدني بها الخالق جل جلاله كل أمر فيه مساس بسيادة وطني ووحدته وأمنه واضعا نصب عيني الأمانة التي حملني اياها العزيز القدير. إن المسؤولية المشتركة بين الجميع تفرض على كل مسئول تقلد أمرا من شؤون هذا الشعب الكريم مسؤولية القيام بأمانته واضعا نصب عينيه بأنه خادم لأهله وشعبه وما اعظمها من خدمة اذا توشحت بالأمانة والإخلاص والتفاني والعطاء والتواضع. وليعلم كل مسئول بأنه مساءل امام الله سبحانه وتعالى ثم أمامي و أما الشعب السعودي عن اي خطأ مقصود أو تهاون”.انتهى
و توجيه خادم الحرمين الشريفين الأخير للأمراء يشير بوضوح لأولوية و أهمية إقامة العدل لديه ، و رؤيته بأنه الضمانة الأكيدة لاستقرار البلاد و رضاء العباد .. و نحن أحوج ما نكون لذلك لتطبيق هذه الأولوية وهذه الرؤية خصوصاً هذه الأيام التي تعصف فيها الفوضى بمحيطنا ، و هي فوضى منشؤها غياب العدل و الانصاف و الحق و محركها الحقيقي تفشي الظلم و الفساد والاستبداد ، و بالتالي فالتحصين ضدها –وأعني الفوضى- يكون بإقامة العدل و إزالة الظلم.
إن إقامة العدل و الانصاف و التزام جانب الحق في حكم الرعية تُفضي إلى غلبة شعورهم بالأمن و شيوع الرضاء بينهم ، فيبيتون و هم مطمئنون على أنفسهم و أموالهم و أعراضهم ؛ و هذا حلف الفضول في الجاهلية الذي أثنى عليه الحبيب صلى الله عليه و سلم جعل مهمته أن لا يبيتن بمكة مظلوم..
و من أهم ثمرات إقامة العدل هو اقتناع الناس و اطمئنانهن بأن هناك من سينصفهم و يأخذ الحق لهم ممن ظلمهم .. وهذه قولة أبي بكر رضي الله عنه المشهورة في خطبته عندما تولى اخلافة : القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق له و الضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق منه ..
إن من الحق أن يُضرب الفساد و المفسدون بسيف العدل ..
فقد طغى المفسدون وبغوا فأكثروا في الأرض الفساد..
أكلوا الأموال العامة و أهدروها ..
و أتوا على ذمم بعض الناس فاشتروها .. و زعزعوا منظومة قيم المجتمع و أخلاقه فدمروها ..
حابوا الأقوياء فظلموا الضعفاء .. و
قربوا الأقرباء فسلبوا حقوق (البعداء) ..
نهبوا الأراضي و سوّروها فضاقت الأرض بما رحبت .. شحت الأراضي فارتفع ثمنها فتبخرت أحلام الناس و آمالهم في واحد من أهم حاجاتهم الأساسية ألا وهو السكن الذي يضمهم و أهليهم ..
و إن من الحق أيضاً أن يُفسح المجال للإنسان أن يعبّر عن رأيه و أن يُشارك بفكره في خدمة وطنه دون وجل أو خوف..
إن على الأمراء و الوزراء و القضاة والعلماء و كل من ولي من أمور الناس أمراً أن يتمثلوا و يمتثلوا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ، و أن يحرصوا على إرضاء الشعب بالإنصاف و العدل و الحق ..
صحيح أن رضا كل الناس غاية لا تُدرك ، و لكن حسْب المسئول أن ينطلق في عمله ومسئوليته من ثلاثي الحق و العدل و الإنصاف فهو بذلك سوف يرضي رب الناس .. و من أرضى رب الناس رضّى عنه غالب الناس .
26/3/1434هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5450077-02 Email: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
السبت |
27/3/1433 |
9/2/2013 |
عكاظ |
16968 |
ساحة الرأي |
التعديل : حذف ما تحته خط. |
|||||
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130209/Con20130209571357.htm |
16968 سياسة ساحة لرأي 27/3/1433 عكاظ A r