لم يُنشر
هاش تاق #أوقفوا_الهدم_في_مكة
انطلق هذا (الهاش تاق) –و بعد تعريبه (الوسم)- على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد إعلان رئيس لجنة توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام خلال شهر رمضان المنصرم عن هدميات جديدة في قلب مكة المكرمة تجاوزت الألفي عقار دفعة واحدة ، كثير منها على رؤوس عدد من جبال مكة ؛ لا يُتصور إنشاء أي مرافق عامة أو محطات نقل عام أو محطات قطار مكانها ، و هي غير الهدميات المقررة في بقية أحياء مكة شرفها الله ، و قد تم تداول الحديث عن الهدميات في مكة المكرمة التي انطلقت منذ أكثر من خمس سنوات تم خلالها هدم و إزالة عشرات الآلاف من العقارات.
و تباين الحديث بين مؤيد و معارض وما بينهما ، أما القسم الأول فغالبية المشاركين فيه ينظرون للأمر من بُعْد لأنهم من خارج مكة ، وهم يؤيدون استمرار الهدم و يرون ضرورته من أجل ضيوف الرحمن بتوسعة المسجد الحرام وتوفير مساكن لهم حوله و أن الأولوية لهم ، والبعض منهم ينظر لبعض المعارضين بأنهم ضد التطوير وأنهم يقدسون الآثار و التاريخ وما إلى ذلك ..
و أما القسم الثاني و غالبيتهم ينظرون للأمر من قُرْب باعتبار أنهم من أهالي مكة وسكانها ، و لهم ذكرياتهم و عاطفتهم تجاه أحياء مكة و تاريخها و الآثار التي تحتضنها ، و هذا القسم يعارض الهدم بشدة ، و يرى أن هناك مبالغة و توسع فيه الهدميات دون دراسات أو مخططات واضحة ، و هو ما أدى إلى الإضرار بأهل مكة و بتاريخها و أتى على معظم أحيائها القديمة بدون مبرر ، و أن هناك بدائل أخرى لزيادة طاقة استيعاب المسجد الحرام بدون هدم أحياء باكملها .. وهذ القسم يرى أن بعض المؤيدين للهدميات يدعمون بموقفهم المتنفذين و أصحاب رؤوس الأموال لوضع أيديهم على الملكيات المحيطة بالمسجد الحرام من خلال نزعها و تمكينهم من استثمارها تحت عنوان أوقاف الحرم الجديد ، و أنهم يهتمون بالأثرياء من الحجاج و لا يهتمون بفقرائهم و محدودي الدخل منهم وهكذا ..
و أما القسم الثالث فهو يرى أن هناك منطقة وسط يمكن من خلالها مراعاة مصالح ضيوف الرحمن (الحجاج) و أهل الله وخاصته (أهل مكة) ، و تحقيق الأهداف الخيرة و النبيلة في خدمتهم جميعاً ، وفي نفس الوقت ما يحفظ لمكة أحياءها و تاريخها و هويتها وذلك من خلال تقدير الحاجة الفعلية لتوسعة المسجد الحرام و للمرافق العامة التي يحتاجها في المنطقة المحيطة به دون مبالغة ، و أن يكون الهدم في حدودها فقط ، و أن لا يتم الهدم إلاّ بعد دراسة وافية و وضع المخططات التفصيلية لما سوف يتم و بذلك يتم تحقيق الأهداف الخيرة في خدمة ضيوف الرحمن و التوسعة عليهم ، و كذلك الحفاظ على تاريخ و تراث و آثار أم القرى و أعظم مدن العالم وهي مكة المكرمة ، و أيضاً الحد من حجم الأضرار الاقتصادية و الحياتية على أهالي مكة الناتجة عن تتابع الهدميات و منها ارتفاع أسعار العقارات و غلاء المعيشة و التغيير في تشكيلة ملاك العقارات لصالح المستثمرين من خارجها و خارج المملكة الذين بدورهم سوف يحولون مكاسبهم التي يسوقها الله إلى مكة المكرمة و أهلها إلى حيث هم ، ويُبقى الفتات لمكة و أهلها و اقتصادها وهو ما سوف يؤدي إلى أضرار كبيرة لا تُرضي الله أولاً و لا تُرضي ولاة الأمر سددهم الله.
من خلال الرأي المتوسط الأخير يتضح أنه ليس المقصود (بهاش تاق) أوقفوا الهدم في مكة إيقافه بإطلاق ، و إنما هو دعوة للتمهل و تأمل الآثار و النتائج ، و تحقيق المصالح القريبة و البعيدة ، بعيداً عن التسرّع و الارتجال ، فمكة شرّفها الله مدينة لها قدسيتها و تاريخها و قبل ذلك لها قدرها عند الله و عند الناس ، و قد نبعت الدعوة لإيقاف الهدم بسبب تسارع وتتابع الإعلان عن هدميات لأحياء و مساحات كبيرة دون الإعلان عن تفاصيل و مخططات ما سوف يُبنى ، و التوسع الظاهر في نزع الملكيات المحيطة بالمسجد الحرام وبالأخص من الجهتين الشمالية و الشرقية بحجة الساحات و المرافق ، في الوقت الذي يتم فيه بناء مبان ضخمة ملاصقة للمسجد الحرام من الجهتين الغربية و الشرقية ، و (الهاش تاق) يوجه أيضاً دعوة للتأني و تحديد الحاجة بشكل دقيق ، من أجل الحفاظ على ما تبقى من هوية و أحياء مكة القديمة و نسيجها الاجتماعي ، بل و الدعوة إلى مبادرة لتطويرها بما يسمح بسكنى نسيج من أهالي مكة حول المسجد الحرام -وهو حقهم- ، ليحققوا مفهوم التعارف بشعوب العالم و الأفئدة التي تهوي إليهم ، و يقومون على خدمتهم و إرشادهم ، و حتى لا يتحول قلب مكة بالنسبة لزوارها أقرب ما يكون لمحطة عبور و هذا و بالمناسبة –و أعني تطوير الأحياء- أقل كلفة بكثير من تكلفة النزع و الهدم الجارية ، و لفت انتباه المعنيين إلى الأضرار التاريخية و الاجتماعية و الاقتصادية التي انعكست على أهل و سكان مدينة مكة المكرمة ، و أيضاً الأضرار التي ستلحق بغالبية ضيوف الرحمن وهم ذوي الدخول المحدوة و الفقراء منهم إذ لن يكون لهم حظ في السكنى بجوار الحرم بسبب ارتفاع تكاليف الإقامة في المباني الفندقية المخصصة لذوي القدرة و الثراء.
و الله من وراء القصد.
23/12/1433هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5450077-02 Email: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
لم يُنشر |
|
|
|
|
التعديل : ما تم حذفه للموافقة على النشر هو ما تحته خط. |
مكة المكرمة الندوة رابط المقال على النت http://