وفرة في العمالة و تعثر للمشاريع!!
لا شك أنها من العجائب التي نعيشها في بلادنا .. التي تكاد بالفعل أن تستحق وصف بلاد العجائب ..
نشكو و نكرر الشكوى من كثرة العمالة الوافدة في بلادنا. و نحصي منها ثمانية ملايين كعمالة تقيم بصفة نظامية و خمسة ملايين ليس لديها إقامة نظامية ، و برغم ما يظهر من أنهم جميعاً أو في غالبهم بالأصح يعملون .. فإننا نطالب بترحيل الملايين منها من غير النظاميين و وقف استقدام المزيد منها ..
و في نفس الوقت نشكو من كثرة مشاريعنا المتعثرة في معظم مناطق المملكة مع بعض التفاوت في مدد التعثر..
فبعض المشاريع تتجاوز في تأخرها و تعثرها السنوات إلى العقود .. و الأمثلة على ذلك كثيرة وهي ملموسة لدى الكثيرين ، ولكن من أمثلتها فقط ومما يحضرني الآن عدد من مشروعات مستشفيات وزارة الصحة شرق جدة و الزاهر بمكة و الملك عبد العزيز بالطائف ، و مشاريع وزارة النقل مثل طريق مكة جدة القديم و الخطوط الدائرية في مكة المكرمة ، الأول و الثاني و الثالث ..
و إذا قلبنا النظر نحو المشاريع التي يملكها القطاع الخاص فسنجد أن التعثر قد أصابها أيضاً و لم يقتصر على المشاريع التي تملكها الحكومة و السبب من وجهة نظر المقاولين في كلا الحالين هو نقص العمالة؟
فما هي مشكلتنا إذن ؟
هل هي نقص العمالة أم وفرتها؟
و إن كان هناك وفرة فمن يتحمل المسئولية لهذا التناقض الصارخ (وفرة عمالة و تعثر مشاريع)؟
وإن كان هناك شح و نقص من يتحمل مسئولية تبعات هذا النقص التي تمتد لتصل إلى تنغيص حياة الناس؟
و هل تضخم الشعور بموضوع البطالة وسوء تقدير الأسباب يعتبر سبب في شعور مضلل بوفرة العمالة الوافدة؟
ثم هل حل مشكلة البطالة يكمن في تقليص العمالة الوافدة أم في حلول أخرى؟
وهل تعثر المشاريع هو بسبب نقص العمالة أم بسبب سوء الإدارة و تفشي الفساد الإداري و المالي واللامبالاة في العديد من الجهات الحكومية المعنية بقضايا التنمية المستدامة و الخدمات و البنى التحتية؟
في الواقع أن الأسئلة كثيرة و الحيرة أكبر ..
و لكن سؤالي الأخيراً و هو حول موضوعنا اليوم ..
كيف نعالج تعثر المشاريع الذي هو في الحقيقة تعثر للحياة الكريمة للناس و للتقدم الطبيعي للبلد؟
د. فائز صالح جمال
28/05/1435هـ @fyzjml
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
الإثنين |
30/05/1435 |
31/03/2014 |
عكاظ اليوم الإلكترونية |
— |
رأي – كتاب و مقالات |
التعديل : ما تحته خط |
|||||
التجارة و الصناعة الرأي 30/05/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=267349