فوائض التأمينات و عبء التأمين ضد التعطل

فوائض التأمينات و عبء التأمين ضد التعطل

برغم الفوائض الكبرى التي تتحقق وتتراكم في خزائن التأمينات الاجتماعية –ومثل ذلك في معاشات التقاعد- و برغم المكاسب الكبيرة الناتجة عن برامج التوطين و ارتفاع الحد الأدنى للأجور ؛ برغم ذلك كله إلاّ أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية تصم آذانها عن المطالب المتكررة بشأن زيادة رواتب و تطوير مزايا و تعويضات المتقاعدين ، و الآن سعت لاستصدار قرار بزيادة ما تستقطعه من الرواتب من 20% إلى 22% (18% معاشات+2% أخطار+2% تعطل) لتفعيل نظام التأمين ضد التعطل ، و بالفعل صدر القرار و أُعلن أن التطبيق سيبدأ في غرة ذو القعدة 1435هـ.

و هنا لابد في البداية التأكيد على أن التأمين ضد التعطل يُعد إضافة مهمة لنظام التأمينات ، و له آثار إيجابية على المجتمع.

لكن السؤال في ظل الفوائض الكبيرة لصناديق التأمينات –و التقاعد-: ما هو الداعي للاستقطاع الجديد الإضافي وهو نسبة 2% ؟ خصوصاً و أنه سيُستقتطع من الكل و يستفيد منه البعض و البعض القليل أيضاً ؟!

فهذه النسبة ستُشكل عبئاً جديداً على القطاع الخاص سيتم تجييره حتماً على المواطنين في شكل ارتفاع –ولو طفيف- في الأسعار سيُشكل عبئاً على كاهلهم إضافة إلى أعباء سابقة و أخرى متوقعة بسبب منظومة قرارات وزارة العمل المتتابعة لتوطين الوظائف ، في حين أن ثراء و فوائض صندوق التأمينات تُعد كافية في نظري لتغطية بدل التعطل المحدود في أثره على وفورات الصندوق.

فهل من سبيل لإعادة النظر في كل ما يضيف عبئاً على كواهل المواطنين ؟ و إقرار بدل التعطل دون زيادة لما يُستقطع ، خصوصاً و أن محددات استحقاق بدل التعطل ستحد من حجم ما سيصرف في هذا الباب.

أرجو ذلك و الله و لي التوفيق

د. فائز صالح جمال

10/05/1435هـ                                               @fyzjml

بيانات النشر

عمل و توظيف الرأي 09/05/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=251968