ريادة جمعية البر في رحاب الإثنينة
يحتفي هذه الليلة سعادة الوجيه الأديب الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجة في اثنينيته الشهيرة بجمعية البر بمكة المكرمة أولى جعيات البر في المملكة التي تأسست في عام 1371ه
المتتبع لأداء ومسيرة جمعية البر بمكة المكرمة الممتدة لأكثر من ستين عاماً سوف يلحظ أنها لم تتخل عن ريادتها منذ تأسيسها. فبعد ريادة التأسيس و السبق إلى العمل المؤسسي في مجالات البر و المواساة للمحتاجين ، فهي لم تتوقف عن المبادرة إلى اقتحام مجالات جديدة للبر و الإحسان للمستحقين ..
ولعل أهم مبادراتها الأخيرة هو التحول الجزئي عن أسلوب الأعطيات و الهبات -الذي ثبت أنه يساهم في اتساع رقعة الفقر وخلق سلاسل من الفقر داخل الأسر- إلى أسلوب المساعدات التي تساعد الفقير و المحتاج على التكسب و تخرجه من دائرة الفقر و الحاجة كما هي سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم مع أهل الحاجة. ومن آلياتها في هذا الأسلوب برنامج العناية بتعليم الأيتام من خلال إقرار جائزة التفوق لليتيم و اليتيمة التي تُمنح في كل عام لعشرات الأيتام ذكوراً وإناثاً ، و هي عبارة جوائز كبرى تتضمن شهادات استثمار طويل الأمد يمثل عوناً لليتيم في مستقبل أيامه ليكون منتجاً قادراً على الكسب.
و لها في ذات السياق و لنفس الهدف إسهام في تحمل تكاليف التدريب و التعليم الجامعي كلياً أو جزئياً لبعض أبناء وبنات الأسر الفقيرة..
وكذلك من مبادراتها الأخيرة ولوجها إلى مجال البحث العلمي في مجال عملها من خلال تبنيها و تمويلها لكرسي البر للخدمات الإنسانية بالتعاون مع جامعة أم القرى.
إن جمعية البر منذ بداياتها وهي تسعى لتحسس أحوال أهل الحاجة و المتعففين و تبذل لهم ما في وسعها بالسبل التي تحفظ لهم تعففهم ، و ظلت طوال مسيرتها صاحبة مبادرة ، فهي أول جمعية تبادر إلى الإسكان الخيري حيث قامت ببناء عدد كبير من العمائر لإسكان الأسر الفقيرة ، و كان لها أيضاً السبق في مجال الخدمات لطبية بدايةً من تأسيس وبناء مركز لغسيل الكلى ضمن منظومة مباني مستشفى النور بمكة المكرمة و ذلك قبل حوالي ثلاثين عاماً و مروراً بتأسيس عيادات طبية في عدد من التخصصات منذ أكثر من عشرين عاماً ، ومؤخراً تأسيس و تشغيل مركز لغسيل كلي.
و من أفكار جمعية البر الرائدة تأسيس صندوق للقرض الحسن قدّم قروضاً لعدد كبير من الناس على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية. و ظلت الجمعية متفاعلة مع محيطها ولاتزال ، و في كل الأوقت و المواسم كمواسم الحج و العمرة وبدء العام الدراسي ، و لها اسهامات في مجالات عديدة. و هي لا تتقاعس عن التعاون و الدعم للجمعيات حديثة التأسيس بتمويل بعض برامجها مثل جمعية أسر السجناء و مشروع حفظ النعمة وغير ذلك.
جمعية البر تقدم خدماتها لآلاف الأسر و الأفراد من خلال إدارة و تشغيل أكثر من عشرين برنامجاً .. وهي تستحق هذا التكريم.. و مؤسسوها و القائمون عليها أهل لكل وفاء و تكريم..
فشكراً لهم و للمكرٍّم .. و الدعاء بالقبول للجميع موصول ..
د. فائز صالح جمال
24/04/1435هـ @fyzjml
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
الثلاثاء |
22/04/1435 |
22/02/2014 |
عكاظ اليوم الإلكترونية |
— |
رأي – كتاب و مقالات |
التعديل : ما تحته خط |
|||||
مكة المكرمة الرأي 22/04/1435 عكاظ اليوم الإلكترونية رابط المقال على النت http://www.okazalyoum.com/?p=240508