تطهير المكتين تحت أنظار خادم الحرمين

by Admin

لم يُنشر

تطهير المكتين تحت أنظار خادم الحرمين

لا أكاد أصدق ما يجري في المكتين (مكة المكرمة و المدينة المنورة) من تكرار لإضراب عمّال النظافة و تكدّس النفايات حول الحاويات الموزعة في جنبات أحياءهما وانتشار البقية على طرقاتهما وتلوث بيئتيهما و ما يسببه كل ذلك من تكدير لحياة سكانهما و زوارهما ..

المكتان و الحرمان الشريفان هما في أعلى مقام لدى الدولة ، و من تسنم رأسها يعتبر نفسه خادم لهما ، وهو لا يعز شيء عليهما ، و لا يحول دون أي جهد أو مال يبذل لهما و من أجلهما .. و المفترض أن جميع من هم دونه كذلك خدماً للحرمين الشريفين ..

و العجيب أن ما رشح من معلومات عن أسباب تكرار إضراب العمّال -وهنا أركز على مكة المكرمة- ما هو إلاّ مشكلات إداراية صرفة مقدور عليها و ليست صعبة الحل فضلاً عن أن تكون معقدة مستحيلة .. بل حلولها لا تتجاوز كبسة زر أو جرة قلم ..

فالمرة الأولى للإضراب كانت بسبب تطبيق نظام نطاقات الذي أوقف تجديد إقامات العمّال و عطّل إجازاتهم و تحويلاتهم و الكثير من مصالحهم المرتبطة بسريان الإقامة ، و الثانية كانت بسبب فرض رسم الـ 2400 ريال وخشية العمّال و الشركة من تحمله دون تعويض من وزارة المالية ، و أما هذه المرة الأخيرة للإضراب التي تزامنت مع بدء حملة التفتيش فحمّلت أمانة العاصمة وزارة المالية المسئولية بسبب تأخرها اعتماد عقود شركات النظافة الجديدة .. و العامل المشترك في المرات الثلاث -و مرتين أخريين تخللتهما- هو عدم صرف الرواتب ..

كل هذه الأسباب حلولها لدى وزراء العمل و المالية و مجلس الوزراء الموقر ، فمعالجة خلل نطاقات في احتساب نسب السعودة في شركات الخدمات و كذلك رسم الـ 2400 يتم بمجرد كبسة زر من وزير العمل .. وأما  اعتماد عقود النظافة الجديدة من وزارة المالية فيتم بجرة قلم من وزيرها ..

و تقاعسهم عن ذلك يُنبيء عن أنهم لا يستشعرون ما يستشعره رئيسهم رئيس مجلس الوزراء خادم الحرمين الشريفين سدده الله من إجلال للحرمين و اهتمام بشئونهما ..  و إلاّ ما هو تفسير تكرار هذه المشكلة أربع أو خمس مرات خلال أقل من سنتين ؟

حلول وزارة الشئون البلدية والقروية الناجعة ظلت غائبة ، و خططها البديلة غير معروفة ، و حتى خطط الأمانة نفسها غير فعّالة .. و الأمارة وبرغم تكرار الحالة المأساوية بعد كل إضراب لم نسمع لها صوت أو تدخل سواء في المواجهة أو في الوقاية و منع التكرار ..

بقي أن أقول أنه هاتفني أحد المجاورين باكياً وقائلاً: قل لهم إنها مكة .. إنها حرم .. شوارع مكة يجب أن تُغسل بالماء و الصابون و تطيّب بالمسك .. حرام والله حرام .. انتهى

إن مشاهد شوارع مكة بعد كل إضراب مبكية فعلاً و بيئتها الملوثة لا ترضي أحداً .. و لا أرى أنسب وقد عم الوضع هذه المرة المكتين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) في وقت واحد من أن أضعه تحت أنظار خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ليُصدر توجيهاته الحازمة لمنع تكراره مهما كلّف الأمر ..

و الله ولي التوفيق

 

د. فائز صالح محمد جمال

6/1/1435هـ

Email:fayezjamal@yahoo.com

 

 

بيانات النشر

اليوم

التاريخ

الصحيفة

رقم العدد

الصفحة

 

 

 

 

 

 

لم يُنشر

 

 

مكة المكرمة الموقع الشخصي رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق