يا هذا الجوال ..!! ـ 2

by د.فائز جمال

عندما تحدثنا في مقال الأسبوع الماضي عن مُشغِلنا هذا المدعو الهاتف الجوال طلبنا من معالي وزير البرق والبريد والهاتف إعادة النظر في قضية عدم إعادة الفرق بين الرسم القديم والجديد للمواطن فهذا من حقه

، وكذلك إعادة النظر في الرسم الموحد المبالغ فيه إلى حد كبير ، والذي سيثقل كاهل المواطن وقد يحرم خزينة الدولة من ايرادات كبيرة .

وأود في هذا الأسبوع أن أكمل الحديث حول الرسم الموحد والذي تقرر بريال وستين هللة للدقيقة في فترة الذروة و بريال وعشرين هللة للدقيقة بعدها ، وذلك بحجة تخفيف الضغط عن الشبكة وأن ذلك مأخوذ به في دول أخرى تقدم نفس الخدمة .

فأقول ان الإتجاه لتخفيف الضغط عن الشبكة  اتجاه صحيح وفي محله إلى حد ما ، وأعتقد أن الرسم السابق وهو 50 هللة للدقيقة خلال فترة الذروة و25 هللة بعدها وهو يعادل عشرة أضعاف الرسم الحالي للمكالمات المحلية للهاتف السيار والهاتف الثابت يحقق هذا الهدف بدرجة كافية جدا ، أما المبالغة في الرسم بحيث يصبح 32 ضعفا لرسم المكالمات المحلية للهاتف الثابت فهي مبالغة ستؤدي – في نظري – إلى إعاقة هذه الخدمة الحيوية التي طال انتظارها . وقد تدفع البعض الى الإشتراك في الخدمات التي تقدمها شركات أجنبية عبر الأقمار الصناعية مما يحرم خزينة الدولة من إيرادات هي أولى بها .

إن خدمة الهاتف الجوال فعلا خدمة حيوية و هامة جدا لقطاعات كثيرة في المجتمع وستساهم مساهمة فعّالة في دفع عجلة التنمية الإقتصادية في المملكة ، وأعتقد أنني لست في حاجة لسرد أهمية الإتصالات في هذه الأيام في تنمية وتطور المجتمعات . ولنا أن نتخيل كيف سيتحاشى مشتركي الهاتف الجوال ومنهم الطبيب ورجل الأعمال استخدام الهاتف الجوال أو الإشتراك فيه أصلا بسبب ارتفاع رسم الإتصال بهذا الشكل ولنتخيل كم هي الخسائر التي ستترتب على ذلك .

إن الأخذ بما هو مطبق في الدول الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال يجب أن يشمل على الخدمات و المزايا التي تُمنح للمشترك ولا يُكتفى بما هو في مصلحة الوزارة فقط ، وكذلك يأخذ في الاعتبار مستوى دخل الفرد في تلك الدول ، صحيح أننا قد نجد أن رسم المكالمات مقارب لما هو مقرر أخيرا عندنا ولكن سنجد أن الرسم المقرر خلال فترة ما بعد الذروة ينخفض لما يقارب النصف ، بالإضافة الى ما يسمى Free Weekend أي أن المكالمات مجانية خلال عطلة نهاية الاسبوع ، هذا بالاضافة إلى أن رسم الإشتراك أقل من عندنا بكثير .

( البيجر ) .. رفع للرسوم وخفض للخدمة !!

عندما بدأت خدمة النداء الآلي (البيجر) تم الإعلان عن رسومها الفترية بمقدار 90 ريال – كل ثلاثة أشهر – للمنطقة الواحدة ، بمعنى أن المنطقة الغربية تشمل جميع مدن الساحل الغربي وهذا حسب مفهوم وتقسيم وزارة البرق والبريد والهاتف . وليس فيما سبق ذكره وجه للغرابة ، وإنما الغريب فعلا فهو أن الرسوم مالبثت وخلال فترة وجيزة من تشغيل الخدمة أن رفعت بنسبة 50% لتصبح 135 ريال للفترة ، وكما هو معلوم سدد المشترك الرسم بعد الزيادة اضطرارا فما باليد حيلة وليس هناك بديل . ولم تكتف الوزارة بذلك بل ذهبت تقلص مناطق الخدمة لتصبح الغربية هي فقط مكة وجدة والطائف وخرجت المدينة المنورة بعد أن كانت ضمن الغربية في بداية التشغيل وفعلا كان المشترك في المنطقة الغربية يستفيد من الخدمة فيها . هذا من ناحية والناحية الأخرى أن تشغيل الخدمة في أكثر من منطقة لم يتم حتى الآن إلا لبعض الأشخاص ، ولوحظ تأخر وصول النداء فمثلا بعد العشاء تصل الرسالة للمتلقي بعد 20 دقيقة من إجراء الإتصال .

إننا نتطلع إلى معالي الوزير الدكتور طلال الجهني بالكثير من الأمل في تطوير وتحسين الخدمات المقدمة من الوزارة ، وكذلك – وبحكم التخصص – اضفاء النظرة الإقتصادية على قرارات الوزارة عند تسويق خدماتها المختلفة ، والله ولي التوفيق .

25/6/1416هـ                                                   فائز صالح محمد جمال

نُشر : يوم : الإثنين الموافق  27/06/1416هـ

في صحبفة : المدينة المنورة     رقم العدد : 11916        صفحة رقم : 13 (الرأي) .

التعديل :

11916 حكومية الرأي 21/06/1416هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق