وماذا بعد العزل ؟!
تابعت مع غيري تصريحات وقرارات شركة الكهرباء بالغربية خلال أشهر الصيف والتي بدأت بتوجيه انتقاداتها للمستهلكين واستهلاكهم غير الرشيد للطاقة الكهربائية ومطالبتهم بالترشيد أو سيواجهون انقطاع التيار ، وفعلاً ظلت أحياء في جدة تعاني من انقطاع التيار عنهم لساعات خلال الصيف .
بعد ذلك جاء قرار الشركه بإيقاف إدخال التيار للمباني الجديدة !! بعدها جاء قرار اشتراط العزل الحراري للمباني واختلفت التفسيرات لقرار العزل هل هو للمباني التى تحت الإنشاء أم تلك التى تحت التشطيب أم هي التى في طور الحصول على ترخيص الإنشاء والتى نعتقد أنها هي -أي الأخيرة- الأولى بالقرار وهو مقتضى الانصاف .
بعد ذلك بدأت الشركة بإدخال التيار في حدود ضيقة جداً وللاستهلاك الشخصي فقط وبالتكلفة الفعلية أي أن العداد الذي كان يدفع فيه ثلاث آلاف ريال وصل إلى ثلاثة عشر ألفاً.
وهنا تبرز عدة تساؤلات:
أولها : أين التخطيط المستقبلي لدى شـــــركة الكهرباء وكيف وصلت الأحوال إلى هذا الحد ؟!
ثانيها : إلى متى ستستمر هذه الأزمة في الطاقة حيث لم نر بوادر للحل الناجع ؟!
ثالثها : هل العزل الحراري والترشيد في الاستهلاك هو الحل الحقيقي للمشكلة ؟؟
رابعها: ما أثر هذه القرارات على المناخ الاستثماري والاقتصادي في المنطقة ؟!
إن قرار إيقاف إدخال التيار للمباني الاستثمارية فيه أضرار كبيرة على اصحابها بشكل مباشر وقد تعرض بعضهم لمشاكل وأزمات ماليه قد تنتهي بهم إلى الإفلاس فكثير من المشاريع أستثمر فيها مئات الملايين من الريالات وبدون الكهرباء تصبح عديمة الفائدة وعديمة الجدوى وقد يكون الكثير منها وخصوصاً المشروعات الكبرى معتمده على قروض يتم سدادها من الايرادات المتوقعة بعد التشغيل فإذا لم يتم التشغيل فليس هناك إيراد وبالتالي لن يتمكن أصحاب المشروعات من السداد للقروض .
وأعتقد أن استمرار هذه الأزمة لفترة أطول له آثار سلبيه على المشاريع الاقتصادية والتنموية في المنطقة وكأني بأنه ليس لهذه المشكلة بعد الله سبحانه وتعالى إلا أن تشملها نفحة من نفحات خادم الحرمين الشريفين كالتي شملت الخطوط السعودية والهاتف السعودى فقد عودنا حفظه الله على تلمسه لمشاكل أبنائه المواطنين وإصدار توجيهاته بكل ما يحقق مصلحة الانسان السعودي .وقد يكون آخرها أمره الكريم للجامعات بقبول جميع الطلاب الراغبين والذين تحققت فيهم الشروط للالتحاق بها وهو قرار قوبل بالكثير من الشكر والعرفان من الطلاب وآبائهم .
فالكهرباء كما هو معروف أصبحت عصب الحياة وأساس هام جداً في البنية الأساسية وأي قصور في توفيرها سيؤدي إلى تباطؤ في دوران عجلة التنمية بشكل عام.
والله من وراء القصد.
فائز صـالح جمـال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 12/5/1415هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11522 صفحة رقم : 23 (عالم المدينة)
التعديل :
11522 حكومية عالم المدينة 12/5/1415هـ المدينة رابط المقال على النت http://