وقفات مع آراء الشيخ صالح كامل (1)

by Admin

وقفات مع آراء الشيخ صالح كامل (1)

اطلعت على اللقاء الذي نشرته المجلة 2 في عددها رقم 920 مع سعادة الشيخ صالح عبد الله كامل صاحب راديو وتلفزيون العرب ، ورئيس مجموعة دلة البركة ، الغني عن التعريف .. و قد استوقفتني مجموعة من آرائه ، -التي أستميحه في وصفها بـ – الجريئة والعجيبة حول ما تبثه قنوات فضائياته ART  ، و التي ألبسها لباس الشرعية ودعّمها بآراء فقهية حُمّلت ما لا تحتمل ..

يقول الشيخ صالح كامل في معرض حديثه عن الأفلام التي تبثها ART : “أنا أقدم لهم فيلماً عربياً كاملاً ، ومهما بلغ السوء في السينما العربية فلا يبلغ الفجور !! فنحن نشاهد العملية الجنسية واضحة في الأفلام الغربية . أنا آخذها من زاوية شرعية تدعو إلى دفع ضرر أكبر بضرر أصغر . فأن تشاهد فيلماً فيه قبلة أحسن من أن تشاهد فيلماً فيه العملية الجنسية كاملة . هذا هو الفيلم العربي معروف وموجود من 40-50 سنة ويدخل البيوت كشريط فيديو ، فأنا لم أضف شيئاً يخرب المجتمع ، بالعكس أنا أفتخر أنه عندي مقص رقيب في الأفلام” .

ولي مع هذا الكلام عدة وقفات ، الأولى : أن الشيخ صالح قطع بأن السينما العربية مهما بلغت من السوء فإنها لا تبلغ الفجور ، ولا أدري ما هو تعريف الفجور الذي استند إليه الشيخ عندما قطع بذلك ؟؟ ولا أدري ماذا نسمي قبلات وعناق وأمور أخرى تتم بين الممثلين والممثلات لا يحسن إيرادها في المقال ، إن لم تكن فجوراً ؟! ، الوقفة الثانية : وهي الزاوية الشرعية دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر ، و إنزالها على أن مشاهدة فيلم فيه قبلة أحسن من مشاهدة فيلم فيه العملية الجنسية كاملة ، إن أداء القبلة التي يذكرها الشيخ صالح ويبسّطها هي فيما أتصور ليست قبلة فقط وإنما هي جميع دواعي ومقدمات وإيحاءات العملية الجنسية ، و الغريزة الجنسية غريزة بهيمية عنيفة ، وكلما استثيرت طلبت المزيد ، ولذلك شُرع الحجاب ومُنع الاختلاط وحُذّر من الخضوع بالقول ، وغيرها من التشريعات التي تحول دون تحريك هذه الغريزة وإثارتها ، وضبطها في إطار العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة ، فكيف افترض الشيخ بأن مشاهدة القبلة ضرر أصغر يدفع به ضرر أكبر وهو مشاهدة العملية الجنسية ، ألم يقل نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم أن النظرة الحرام هي سهم من سهام إبليس -أو كما قال عليه الصلاة والسلام- وذلك لأنها تقود إلى الزنى والعياذ بالله ، وألا يعتقد الشيخ صالح -والحال كما ذكرت- أن مشاهدة القبلة واستساغة ذلك من قبل المشاهد بناءً على فتواه هو مدعاة إلى مشاهدة العملية الجنسية كاملة وإتيان الضرر الأكبر وليس دفعاً له ؟؟ ، وأما الوقفة الثالثة : فهي قوله أن الفيلم العربي موجود من 40-50 سنة ، وانه لم يضف شيئاً يخرب المجتمع ، فأقول للشيخ غفر الله لنا وله أن هناك فرق كبير جد بين مشاهدة الأفلام على أشرطة الفيديو ، وبين مشاهدتها عبر الفضائيات ، يتمثل هذا الفرق بشكل رئيسي في سهولة التعامل مع الفضائيات وضآلة تكلفتها وكثافة ما يُعرض من خلالها ، مقارنة مع يتيحه بديل الفيديو ، وهو ما أدى إلى انتشار مفاسد الفيلم العربي والأجنبي وخرب المجتمعات ، ولا أعتقد أننا في حاجة إلى التدليل على قوة تأثير التلفزيون مقارنة بأثر الفيديو ، وإلاّ احتجنا إلى التدليل على طلوع النهار !! وأما افتخار الشيخ صالح كامل بمقص الرقيب على ما تبثه قناة الأفلام فليس لدي عليه تعليق .. والله المستعان !!

ثم يقول الشيخ صالح كامل في موقع آخر من اللقاء : ” لو قلت للناس أني سأقوم بعمل محطة تتلاءم مع عاداتنا و تقاليدنا ومع الإسلام 100% من سيشاهدها ؟ أنا سأكون مغفلاً لو قمت بعمل مثل هذا .”

فسبحان الله .. هل أصبح من يتق الله ويلتزم بتعاليم الإسلام في نظر الشيخ صالح كامل مغفلاً ؟!

إن استخدام الشيخ لعبارة الالتزام بتعاليم الإسلام 100% فيها نظر ، حيث أنها تقتضي -فيما أتصور- العصمة لأصحاب المحطات وهو ما يقل به أحد لأن العصمة ليست إلاّ للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ولكن هل عدم الالتزام بتعاليم الإسلام 100% يسوغ لمحطات ART ما تبثه من برامج وأفلام ومدبلجات وفديوكليب ولقطات وإعلانات ، تدور في معظمها في جذب المشاهد على الإثارة ومخاطبة الغريزة الجنسية ؟‍‍!

 ثم من قال أن القنوات الملتزمة سوف لن يشاهدها أحد ؟! إن التجربة التركية في الفضائيات تؤكد بأن للقنوات الملتزمة لها مشاهدين في دولة علمانية ، بل إن تجربة الفضائيات التركية الملتزمة أجبرت القنوات العلمانية غير الملتزمة على احترام المشاعر الإسلامية ، فقد جاء في مجلة المجتمع العدد 1260 – ربيع الأول 1418هـ ، في تحقيق بعنوان (الأطباق الشريرة .. إلى أين تقودنا) صفحة 22 ما نصه :”التجربة الفضائية التركية إذن نجحت في إثبات قدرة القنوات الإسلامية على اجتذاب شريحة كبيرة من الجمهور أدت إلى رضوخ المحطات الأخرى لاحترام مشاعر الآخرين ، بل إن محطة CINE التي تبث عبر الكيبل والمشهورة بأفلامها الجنسية سعت لاجتذاب المشاهدين بالإعلان عن تحولها إلى قناة للأسرة ، والإحجام عن بث ما يخالف التقاليد التركية ، وهذا يكفي لنجاح التجربة.”

وفي الأسبوع القادم نكمل بقية الوقفات مع آراء سعادة الشيخ صالح عبد الله كامل ..

والله الملهم الصواب للجميع ..

21/6/1418هـ                                                    فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : السبت الموافق 24/6/1418هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 11852        صفحة رقم : 7 (الرأي) .

التعديل : لا يوجد .

 

11852 صحافة و إعلام صفحة الرأي 24/6/1418هـ الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق