هل نحن في مأمن من الزلازل ؟!

by Admin

هل نحن في مأمن من الزلازل ؟!

 الزلزال الذي حدث في الشقيقة تركيا هز وجدان العالم بأسره ، و المناظر التي عرضها الإعلام العالمي لأحداث الزلزال وأدمت القلوب هي أقل بكثير مما هو على أرض الواقع كما ذكر لي شاهد عيان من الأخوة الأتراك ، وكما قيل ليس من سمع كمن رأى ، وأضيف أنه ليس من رأى كمن يعيش المأساة بذاته ، فاللهم أجبر إخواننا الأتراك في مصابهم الجلل وأنزل عليهم الصبر وفرج همومهم وغمومهم .

والزلزال شأنه كشان العديد من الكوارث الطبيعية يُظهر ضعف الإنسان وتضاؤله أمام قدرة الله وعظمته سبحانه وتعالى ، ففيما يقل عن دقيقة واحدة –خمس وأربعين ثانية- ، تسبب الزلزال في خسائر مادية وبشرية بما تجاوز الخمسة و عشرين مليار دولار ، و ما يُقدر بأربعين ألف قتيل و أضعافهم من الجرحى ، وشرّد الملايين من منازلهم ..

وبناءً على ما يصرح به المتخصصون فإنه على الرغم مما بلغه التقدم العلمي في هذا العصر فإن أحداً لا يمكنه التنبؤ بوقت حدوث الزلازل بشكل دقيق  ، وكل ما أمكن هو تحديد الأماكن الأكثر عرضة للزلازل ، و من ثم قياس درجة حدوثها بعد وقوع الفأس في الرأس كما يقولون . و إن كان هناك أخبار تشير إلى اليابان توقعت حدوث زلزال تركيا وحذرتها ونبهتها قبل عدة أشهر .

هذه مقدمة مختصرة كان لابد منها كمدخل للحديث عن نقطتين هامتين تتعلق باحتمال وقوع الزلازل عندنا –وقانا الله من شرورها- وهو احتمال وارد و هما :

أولاً : عما يجب علينا اتخاذه من إجراءات للتخفيف من آثار الزلازل و الحد من الخسائر المادية والبشرية إلى حدها الأدنى .

ثانياً : الأعمال التي يجب علينا القيام بها حال وقوع الزلازل -لا قدّر الله-  . أي خطة وبرنامج أعمال الإنقاذ و الإسعاف .

فأما النقطة الأولى والمتعلقة الإجراءات فمن خلال معلوماتي أن الأمانات والبلديات لا تشترط أية اشتراطات متعلقة بالزلازل ، بل و الأدهى من ذلك أن اطلاع الأمانة أو البلدية يتركز على النواحي المعمارية ، والشكل الخارجي للمبنى ، و أما الخرائط الإنشائية والمتعلقة بأساسات المبنى فلا تحظى باهتمام كافي ، و ما يؤكد ذلك أنه ليس ضمن ما تعتمده البلدية أو الأمانة من خرائط عند منح رخص البناء الخرائط الإنشائية .

وأما ما يتعلق بالنقطة الثانية فإن أعمال الإنقاذ والإسعاف و الإغاثة في أحوال الزلازل وعموم الكوارث الطبيعية كالأعاصير و الفيضانات تحتاج إلى خطة عمل متكاملة ، يقوم على تنفيذها طاقم إداري وتنفيذي ، و أعني بالإداري جميع أفراد الطاقم المسئولين عن تنظيم العمل وتوزيع المهام وضمان التنسيق بين جميع الجهات المعنية بأعمال الإنقاذ و الإغاثة والإسعاف ، وأما التنفيذيين فهم رجال الميدان الذين يقومون بمباشرة تلك الأعمال بأنفسهم ، ونحن للأسف نفتقد لمثل هذه الخطة ، و نفتقد مثل هذا الاستعداد .

قد يقول قائل أو يظن ظان بأننا في مأمن من مثل هذه الكوارث ، في حين أنه في الواقع لا يوجد ما يجعلنا نظن ذلك ، خصوصاً إذا تذكرنا الهزة التي امتدت إلى مدن في شمال المملكة ، وكذلك في منطقة الشرائع قرب مكة المكرمة قبل عدة سنوات هذا بالإضافة إلى أن بعض علماء الجيولوجيا يؤكدون أن بعض مدن ساحل البحر الأحمر معرضة لهزات أرضية .

و تجربة زلزال تركيا (الكارثة) تؤكد مدى الحاجة لمثل ما أشرنا إليه من تدريب و استعداد ، حتى على الأقل بهدف مساعدة الشعوب الأخرى عندما تتعرض لمثل هذه الكوارث . خصوصاً بعد أن ظهرت الدول العربية والإسلامية عاجزة عن مباشرة أي نوع من أعمال الإنقاذ –عدا المساعدات الإغاثية- مقارنة بما قدمه الغربيون وغيرهم ، و معهم للأسف إسرائيل ، الدولة الحقيرة التي نصف أهلها بأنهم شُذّاذ الأرض و اخوة القردة والخنازير.

و لذا فإن الواجب يقتضي أن نتحسب لمثل هذه الكوارث ، وان نستعد لها بهدف التخفيف من آثارها و ليس منع وقوعها بالطبع ، و الشواهد تؤكد بان الأخذ بالأسباب لدى الغربيين أدى إلى تقليل خسائرهم البشرية إلى حدها الأدنى ، وان تقاعس دول العالم الثالث عن الأخذ بالأسباب أدى إلى تعاظم خسائرها البشرية والمادية إلى حدودها العليا .. و الله المستعان .

 

27/5/1420هـ  فائز صالح محمد جمال    فاكس 5422611-02 Email : fayezjamal@yahoo.com

 

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : السبت الموافق 15/6/1420هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 12439        صفحة رقم : 5 (المحلية) .

التعديل : لا يوجد .

 

12439 الداخلية و الأمن المحلية 15/6/1420 الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق