هدميات منى وجسر الجمرات

by د.فائز جمال

هدميات منى وجسر الجمرات

سبق لي أن كتبت في هذه الصحيفة الغراء بشأن توسعة جسر الجمرات والمنطقة المحيطه به ، وقد اقترحت أن تتم الهدميات على مراحل وبعد دراسة متأنية لأن الهدميات تؤدي إلى نقص الطاقة الاستيعابية لإسكان الحجاج في منى وكذلك الى نقص في بعض الخدمات الحيوية والهامة مثل المخابز والمطاعم والبقالات و تؤدي كذلك إلى زيادة ظاهرة إفتراش الحجاج للساحات والطرقات .

هذه الظاهرة الخطيرة جدا لما تسببه من إعاقة للحركة عموما سواء للمشاة أو للسيارات والمعدات وبالتالي يتدنى مستوى معظم الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله وتبلغ الخطورة ذروتها عند وقوع أي حادث لا قدر الله لأن حركة فرق الإنقاذ والاسعاف ستكون بطيئة جدا أو شبه مشلولة .

والمتتبع لمشروعات الهدميات التي تمت في منى يلاحظ العلاقة الطردية بينها وبين ظاهرة الافتراش ، وأعتقد أن ذلك لسببين :

أولهما : أن الهدميات تعني تخفيض الطاقة الاستيعابية لإسكان الحجاج خصوصا في ظل عدم بناء البديل .

ثانيهما : أن أعداد الحجاج في تزايد مستمر عاما بعد عام .

وقد اطلعت على ماتم من هدميات حول جسر الجمرات ورأيت -اجتهادا- أنها طالت مناطق بعيدة جدا عن الجسر ومناطق أخرى قد لا يستفاد منها على الأقل هذا العام لأنها مناطق جبلية وكان بالإمكان تأجيلها للعام القادم . خصوصا وأن عملية ابلاغ أصحاب العقارات المزالة  للإخلاء  كان مفاجئا لبعضهم وفي أوقات قصيرة جدا. 

لاشك أن مشروع توسعة الجسر وتحسين بدايته من ناحية الجمرة الصغرى وإضافة مخارج للطواريء وبناء نقاط مراقبة -وهو ما سبق أن اقترحنا بعضه عقب موسم حج العام الماضي- سيكون له أثره الطيب بإذن الله على انسياب حركة الحجاج أثناء أدائهم لشعيرة الرجم  ، ولكن لتحقيق هذا الأثر يحتاج الأمر الى تنظيم حركة الصعود والنزول والذهاب والإياب على الجسر وتحته وكذلك منع افتراش الحجاج ، ففي الأعوام الماضية كان الإفتراش يغطي 80% من مساحة الجسر وما تحته ويترك الباقي لحركة المشاة وهذا أمر مشاهد ومكرر سنويا .

وأعود لموضوع الهدميات لأقول أن منطقة الجمرات مستهدفة من قبل الحجاج وستظل كذلك وهم يرغبون في الإقامة فيها ليكونوا قريبا من الجمرات و تسهل عليهم عملية الرجم . وأعتقد أن تحويلها إلى ساحات غير مناسب لأنها -من واقع التجربة على مدى سنوات طويلة- ستتحول الى مساكن للمفترشين وهو ما سيؤدي -بالإضافة الى ما ذكرناه بشأن الافتراش- إلى مظهر يسيء للإسلام والمسلمين وسمعة هذه الدولة السنية التي ما فتئت تقدم كل ما في وسعها لخدمة ضيوف الرحمن. وما أقترحه هو إعادة النظر في هذا التوجه والسماح بالبناء في منى وذلك من خلال تكوين شركات مساهمة تؤسس من قبل الدولة من خلال وزارة الحج بالإضافة  إلى أصحاب العقارات التي أزيلت هذا العام ومؤسسات الطوافة ثم يفتح الباب لعموم المواطنين للمساهمة وتقوم هذه الشركات بالبناء في منى بدءا بمنطقة الجمرات وذلك أسوة بفكرة شركة مكة للإنشاء والتعمير في تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام . وأما ما يتعلق بأن منى مناخ لمن سبق فيمكن تخصيص مساحات من الدور الأرضي لذلك .

هذا ما أردت المساهمة به من أفكار وأسأل الله عز وجل أجر المجتهد وهو ولي التوفيق .

                                                                               فائز صالح جمال

 

نُشر : يوم : الإثنين الموافق 19/10/1415هـ

في صحبفة : المدينة المنورة    رقم العدد : 11671       صفحة رقم : 13  (الرأي) .

التعديل :

 

 

11671 المدينة المنورة عالم المدينة 19/10/1415هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق