نظرة موضوعية للخيام المطورة
سبق لي الكتابة عدة مرات حول الخيام المطورة ، و منذ بداية المشروع ، و أذكر أنني منذ البداية تساءلت عن الخيام المطورة ، و هل تُعتبر البديل الأمثل لإسكان الحجاج في منى ، و كان ذلك في مقال بعنوان (الخيام المقاومة للحريق .. هل هي البديل الأمثل ؟!) ، نُشر بهذه الصحيفة بتاريخ 2/11/1418هـ ، و تساءلت هل الخيام المطورة تعالج جميع سلبيات و مشاكل الإسكان في منى ؟ و هل ستعوض النقص المتزايد في الطاقة الاستيعابية للإسكان في منى ، نتيجة للهدميات المتوالية للمباني ؟؟ و هل ستسهم في الحد من ظاهرة الافتراش التي تزايدت باطراد مع تناقص مساحات الإسكان في منى ؟
و ذكرت بأن مشروع الخيام المطورة ، سيجعل الإقامة في الخيام أفضل من الخيام السابقة ، و لكن على الرغم من ذلك فإن الخيام كبديل إسكان يظل بديل قاصر و لا يمكنه مواكبة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج عاماً بعد عام ، لأن الخيام غير قابلة لتعدد الأدوار ، و هذا ما يجعل مساحة الإسكان -والمحدودة بمساحة منى شرعاً- ثابتة في حين أن أعداد السكان في تزايد مستمر ..
و هذه الزيادة في أعداد السكان وثبات مساحات الإسكان ، سيضخم مشكلة الإسكان في منى عبر السنين ، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن المساحة المخصصة للحاج مع مرور الزمن هي أيضاً في تزايد .. نتيجة لتطور متطلبات الإنسان في مكان سكناه ..
و كان فيما كتبت أنه ما دام أن الخيام المطورة ستظل قائمة طوال العام ، فما هو الفرق إذاً بينها و بين البناء المسلح ؟؟ و طالبت حينها بإعادة النظر في بديل الخيام لإسكان الحجاج في منى ، و التحول إلى بديل البناء بدءً من سفوح الجبال ، لأنه أمر سيحقق العديد من الفوائد ..
ثم في مقال آخر تحت عنوان (حتمية البناء في منى) نُشر أيضاً في هذه الصحيفة بتاريخ 7/7/1420هـ ، أي بعد المقال الأول بأكثر من عام ونصف ، قُلت فيه أن الناظر للخيام (المطورة) المقاومة للحريق كفكرة يجد أنها حققت بفضل الله هدف الأمن و السلامة ، من جانب الحريق ، و قلصت مخاطر نشوب الحرائق في المخيمات إلى أدنى حدودها ، ولكن إذا فكرنا في أمن وسلامة ضيوف الرحمن بالمفهوم الأشمل و أمعنا النظر نجد أن بديل الخيام غير قادر على درء مخاطر حقيقية أخرى عدا مخاطر الحريق سيما في المستقبل .
وأنه لا يمكن في ظل بديل الخيام زيادة الطاقة الاستيعابية للإسكان في منى ، و لا التوسع في شبكة الطرق والجسور لتسهيل حركة النقل أيام التشريق في منى ، و لا توفير الخدمات بالشكل المطلوب .
و لا يُتصور تحقيق ذلك إلاّ من خلال البناء الحديث في منى وفق مخططات مدروسة بعناية تأخذ في اعتبارها توفير جميع الخدمات و تحقيق جميع الأهداف ، و التطور المستقبلي لقرن من الزمان ..
و ضمن ما قلته حينذاك أننا و من خلال المعطيات و المحاذير التي سبقت الإشارة إليها أمام حتمية البناء في منى لا مفر منها ، و تساءلت لماذا لا نبادر -منذ ذلك الوقت- إلى اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه بدلاً من إنفاق المزيد من مئات الملايين على مشروع الخيام ، و طالبت بإيقاف مشروع الخيام المقاومة للحريق و الاكتفاء بما تم منه ، و اتخاذ قرار حاسم وسريع بنفس القدر الذي اُتخذ به قرار مشروع الخيام المقاومة للحريق في إتجاه بناء منى .
سُقت هذه المقدمة الطويلة التي تحمل وجهة النظر التي عبرت عنها في بداية المشروع ، و في منتصفه ، تمهيداً للحديث عن مشروع الخيام المطورة بعد اكتماله و الانتهاء من آخر مراحله قبل موسم العام الماضي 1421هـ .
و هو موضوعنا في مقال الأسبوع القادم بإذن الله .. وإلى اللقاء ..
13/1/1422هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5422611-02
E-mail: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
نُشر يوم : الاثنين الموافق 15/1/1422هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12912 الصفحة الأخيرة .
التعديل : لا يوجد .
12912 الحج و الطوافة الرأي 15/1/1422هـ الندوة رابط المقال على النت http://