موافقات الأستاذ أبو السمح
بدى الأستاذ عبد الله أبو السمح متفائلاً في مقاله بعنوان (والحمد لله) الذي نشر بصحيفة عكاظ الأربعاء 11 رجب 1420هـ ، وموافقاً –وهو ما ينسجم مع مسمى زاويته الجديد (موافقات)- للقائلين بأن القرن القادم هو زمن إنصاف الإنسان وتخليصه من الفقر والجهل والمرض ، وأن العالم إلى خير . و للتدليل على ذلك تساءل “ألا ترى كيف أن المجتمع الدولي يشجب الآن الظلم علانية ، ويحاكم المتسلطين ، بل ويستخدم القوة الجماعية لردع المعتدين الظلمة ، كما حدث في البوسنة و كوسوفا وأماكن أخرى من العالم” وطالب الأستاذ أبو السمح المشككين في ظاهرة العولمة أو المنكرين لإيجابياتها ومنافعها أن يتأملوا بحيادية وموضوعية في مجرى الأحداث حولهم ليروا آثار ذلك ..
وأنا بدوري أتأمل بحيادية وموضوعية في مسألة شجب المجتمع الدولي للظلم و ردعه الجماعي للظلمة المعتدين ، و أتساءل أو أسأل الأستاذ أبو السمح عن رأيه فيما يحدث في فلسطين والأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل ، و فيما يسمى سلام الشجعان الذي ترعاه الدولة التي تُعد قطب العولمة والمهيمنة على مجريات القرن القادم فيما يبدو جلياً ؟ ، و أسأل هل من الخير الذي يبشر به الأستاذ عبد الله أبو السمح ما يمارس من قلب للحقائق ، و جعل المعتدي ضحية والضحية معتدٍ ؟ ، فالمحتل والمعتدي و الإرهابي الإسرائيلي هو في نظر مبتدعي العولمة ضحية ، و الشعب المقهور منذ أكثر من نصف قرن هو المعتدي وهو الإرهابي .
و هل من الخير الذي ننتظره في القرن القادم ما يحدث الآن في الشيشان ؟ ، و غض الطرف من قبل الغرب عن حرب الإبادة التي يشنها الروس عليها ؟ ، و هل انطلى على الأستاذ أبو السمح زعم روسيا أن سبب حملتها هو محاربة الإرهاب والإرهابيين ؟
ثم هل من الخير المقبل عليه العالم هذا الظلم وهذا الكيل بمكيالين والتمييز ضد الاسلام والمسلمين في كل أصقاع الأرض ؟؟ و إلاّ ما هو تفسير الأستاذ أبو السمح -و من وافقهم- لحماس النظام العالمي الجديد و قطبه الأوحد لاستقلال تيمور الشرقية (المسيحية) ، في ذات الوقت الذي تم تحريم هذا الاستقلال على كوسوفا و الشيشان المسلمتين ؟؟
و لا أدري هل من الخير ما تحمله لنا رياح العولمة من انحلال خلقي و إباحية و انفلات جنسي و تفكك أسري مريع يعيشه العالم الغربي الذي يبشر بالعولمة و المستفيد الأول منها ؟؟ فكما هو معلوم أن من مقتضيات الهيمنة نشر وترسيخ قيم وأخلاقيات و ثقافة المهيمن في المجتمع المهيمن عليه .
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ..
بين رسوم الهاتف السيار و الهاتف الجوال
عزمت شركة الاتصالات على انهاء خدمة الهاتف السيار ، و دعت المشتركين لمراجعتها لمنحهم شريحة هاتف جوال مقابل كل هاتف سيّار ، و في الواقع أن هناك أمر يعلمه القائمين على شركة الاتصالات و على رأسهم معالي وزير البرق والبريد والهاتف ، وهو أن مشتركي الهاتف السيار قاموا بدفع رسوم تأسيس قدرها خمسين ألفاً و ثلاثمائة ريالاً ، بالإضافة إلى رسوم إشتراك خمسة آلاف و مائة و خمسين ريال سنوياً ، وأن رسوم تأسيس الهاتف الجوال ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال ، و رسومه السنوية 720 ريال ..
وفيما أتصور أن قرار الشركة بمنح شريحة جوال مقابل كل هاتف سيّار يحتاج إلى إعادة نظر ، و أن مشتركي السيّار لابد أن يحظوا من شركة الاتصالات بمعاملة متميزة باعتبارهم عملاء متميزين ، دفعوا لها مبالغ كبيرة جداً ، و ذلك بالطبع باعتبار أن الشركة لم تعد وزارة و ينبغي أن تكون حريصة على إرضاء عملائها .
و عليه أرى أنه لزاماً على الشركة العمل على إزالة الشعور بالغبن الذي خلفه القرار في نفوس مشتركي السيّار ، بأي شكل من الأشكال ، كان يكون ذلك من خلال زيادة أعداد الشرائح مقابل كل هاتف سيّار ، و منحهم أرقاماً متميزة ، أو منحهم رصيداً يتناسب مع ما دفعوه لتسديد مكالماتهم ، أو غير ذلك ، و هناك أشكالاً تحقق رضاء العميل و في نفس الوقت تحقق دخلاً إضافياً للشركة كالاقتراح الأول ، و هي ما يمكن أن نطلق عليه اصطياد عصفورين بحجر واحد ..
فهل نسمع صدىً لهذا الصوت ، وهل تستجيب الشركة لهذا المطلب ؟؟
أرجو ذلك يا معالي الوزير ، و الله ولي التوفيق .
3/8/1420هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5422611-02 Email: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
نُشر : يوم : الاثنين الموافق 7/8/1420هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12483 صفحة رقم : 7 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
12483 سياسة الرأي 7/8/1420 الندوة رابط المقال على النت http://