مشــاهدات في الحج ـ 3

by د.فائز جمال

مشــاهدات في الحـــج (3)

بنــاء منى أصبح ضــرورة

   كان حديثنا الأسبوع الماضي حول مشكلة إفتراش الحجاج شوارع منى وكان إقتراح الحل لهذه المشكلة يتمثل في زيادة الطاقة الإستيعابيه لمنى ثم إستيفاء رسوم الإقامة في عرفات ومنى من حجاج الداخل عند منحهم تصاريح الحج أسوة بالحجاج  القادمين من الخارج وبالتالي ربطهم بمؤسسات الطوافة حسب أجناسهم أو بمؤسسات كبرى لخدمات حجاج الداخل .

وأعتقد أن الأولويه لحل زيادة الطاقة الإستيعابيه لمنى لأنه بعد توفر الأماكن يصبح أمر الإفتراش نوع من الإخلال بالنظام وأمن الحجيج ولابد من التصدى له بحزم وجد  . أما في ظل عدم توفر الأماكن يصبح البحث عن حلول لمشكلة الإفتراش هو نوع من الضرب فى حديد بارد .

   لقد كانت تجربة الإستفادة من سفوح الجبال وعملها على شكل مدرجات غير ناجحة فهي ذات تكلفة عاليه جداً والمساحات المتوفرة نتيجة لها محدودة وفي نفس الوقت تعرض حياة الحجاج للخطر ولإرتفاعاتها العاليه وعدم وجود حواجز تمنع سقوط الحجاج وعدم توفر المياه والكهرباء  ودورات المياه … الخ

   ونظراً للتزايد المطرد في اعداد الحجاج عاماً بعد عام والذي سيظل كذلك حتى في ظل إستمرار تحديد نسب الحجاج ، وبما أن التوسع الأفقي في مشعر منى غير وارد للتقيد بالحدود الشرعيه لها فيظل بديل البناء في منى هو البديل الأمثل .

   والبناء في مني ينقسم إلى نوعين الأول وهو بناء الأراضي التى تقوم بتوزيعها سنوياً وزارة الحج على مؤسسات الطوافه ومؤسسات حجاج الداخل على شكل مسطحات كبيرة نسبياً وتزويدها بالماء والكهرباء والهاتف وتوفير الحمامات والمطابخ بأعداد تفي بحاجة مستخدمها ولتكن في حدود ثلاثة أدوار قابلة للزيادة ويراعى عند تصميمها نواحي الأمن  والسلامة وسهولة حركة دخول وخروج الحجاج .

   وأعتقد أنه من الأفضل البدء بالأراضي الأكثر بعداً عن منطقة الجمرات تجنباً للمزيد من الكثافة في هذه المنطقة .

   أما النوع الثاني من البناء في منى هو السماح لأصحاب المباني القائمة في منى بتحسينها أو هدمها وإعادة بناءها طبقاً لمواصفات معينه مع تحديد إرتفاعاتها وعدد طوابقها بحيث أن لاتزيد الأدوار في منطقه الجمرات عن أربعة أوسته أدوار ويمكن زيادتها في المناطق الأبعد وأيضاً ذلك تفادياً للمزيد من الكثافة في منطقه الجمرات .

   إن القضاء على مشكلة الافتراش يعني إنسياب حركه وسائل النقل وإنسياب حركه النقل في أنحاء منى يؤدى إلى تخفيف الرغبه عند الحجاج في الاقامة قرب الجمرات هذه الرغبه التى تعتبر سبباً يضاف إلى أسباب إفتراش المنطقة المحيطة بالجمرات .

   ولايفوتني فى هذا المقام أن أذكر أن الوالد صالح محمد جمال – يرحمه  الله – قد سبقنى إلى إقتراح  بناء منى منذ سنوات طويلة وأذكر أن مما كتبه في هذا الشأن في سياق رده على من يرى منع البناء في منى بحجة أن ” منى مناخ لمن سبق ” أنه يمكن ترك مساحة الدور الأرضي كذلك أي مناخ لمن سبق ويتم توزيع الأدوار الأخرى على مؤسسات الطوافة .

   إن القضاء على مشكلة الإفتراش يعنى تحسناً كبيراً في أداء جميع الجهات  العاملة في الحج وبالتالي تحقيق مستويات أعلى من الراحة والأمن للحجيج وبالتالي فإنني أعتقد أن الأولويه المطلقة هي لحل هذه المشكلة التى تعد أم المشاكل في نظري .

   هذا ماأتسع المقام لعرضه هذا الأسبوع والحديث عن الحج موصول بإذن لله .

                       والله ولي التوفيق ،،

                                                                          فائز صـالح جمـال

  

بيانات النشر

   نُشر : يوم : الإثنين الموافق 25/1/1415هـ      

   في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11417 صفحة رقم : 23 (عالم المدينة) .

   التعديل : 

 

11417 الحج و الطوافة عالم المدينة 25/1/1415هـ المدينة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق