مشاهدات في الحج (2)
الإفتراش أم المشاكل !!
إن الملاحظ هو أن ظاهرة الإفتراش في تزايد مستمر مع تزايد أعداد الحجاج عبر السنوات ، وأعتقد أنها بلغت ذروتها في هذا العام في منى فلاتكاد ترى مساحة غير مشغولة بهؤلاء الحجاج سوى ممر ضيق على قدر سيارة واحدة ، فالأرصفة والطرق والكباري ومابين السيارات الواقفة وحتى تحتها مغطاه بالكامل بالحجاج وأمتعتهم .
وإفتراش الحجاج هذا أدى إلى الحد من فعالية أداء الكثير من الأجهزة العاملة في الحج، فعمال النظافة لم يستطعوا أداء مهامهم بفعالية لأن حركتهم وحركة معداتهم محدودة جداً ، ورجال المرور أُرهقوا في تنظيم حركة السير لضمان إنسياب الحركة في شوارع منى ، ورجال الإسعاف وسيارتهم عانوا الأمرين في أدائهم لمهامهم الإسعافية .. فلقد شاهدت وأنا في منى كيف يحاول رجال المرور إيقاظ المفترشين للطريق لتمكين إحدى سيارات الإسعاف من مواصلة سيرها إلى أحد المستشفيات وهي تنقل أحد المصابين دون جدوى . وبعد هذا الموقف مررت بمركز للدفاع المدني ودار في ذهني تساؤل وهو: كيف ستتمكن فرقة هذا المركز من التحرك في حالة طلبها لإخماد حريق شب في مكان ما – لاسمح الله – ؟
الإجابة التى دارت في ذهني أيضاً هي أن الفرقة لن تنجح في مهمتها بل بالعكس قد يؤدي تحركها إلى كارثة أخرى .
* إن تكثيف جهود الجهات ذات العلاقة بالحج وعلى رأسها اللجنة العليا للحج واللجنه المركزية لحل هذه المشكلة أصبح أمراً ملحاً . لأن الكثير من الجهود التى تبذلها الأجهزة العاملة في الحج تذهب أدراج الرياح بسبب هذا الإفتراش .
ولعل من أسباب هذه الظاهرة التزايد المستمر في أعداد الحجاج في حين أن طاقة منى الإستعابية لم تشهد زيادة تتناسب مع تلك الزيادة في أعداد الحجاج هذا من ناحية ومن ناحيه أخرى فإن الملاحظ أن أغلب المفترشين هم من حجاج الداخل الذين لم يرتبطوا بمؤسسات حجاج الداخل أو بمؤسسات الطوافة .
وأعتقد أن من حلول هذه المشكلة هو زيادة الطاقة الإستعابية لمنى وهذا ماسيكون موضوع مقالة الأسبوع القادم – بإذن الله – والحل الآخر هو إستيفاء رسوم الإقامة في عرفات ومنى من حجاج الداخل أسوة بحجاج الخارج وربطهم إما بمؤسسات الطوافة حسب أجناسهم أوبمؤسسات خدمة حجاج الداخل وأعتقد أن هذا الأمر سيجعل الحاج حريص على الإستفادة مما دفعه لمؤسسة الخدمة وفي نفس الوقت ستستعد المؤسسة لإستقبال وإسكان الحجاج المرتبط معهم وهذا الأمر قائم ومشاهد في مؤسسات الطوافة .
وفي الختام أود أن أقول أننى لاأزعم بأن الحلول المقترحة ستقضي تماماً على مشكلة الإفتراش ولكنها ستساهم بالتأكيد في إحتوائها والحد من أثارها .
والحديث موصول بإذن الله ،،
والله ولي التوفيق .
فائز صـالح جمــال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 4/1/1415هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11396صفحة رقم : 23 (عالم المدينة) .
التعديل :
11396 الحج و الطوافة عالم المدينة 4/1/1415هـ الندوة رابط المقال على النت http://