مستشفى جامعي أسوة بكليات الطب الأخرى

by Admin

مستشفى جامعي أسوة بكليات الطب الأخرى

قبل عدة سنوات صدرت الموافقة على إنشاء كلية الطب بجامعة أم القرى ، بعد التأكد من الحاجة الماسة للتوسع في كليات الطب لسد النقص الحاد في أعداد الخرجين من كليات الطب و الوفاء باحتياجات المملكة من الأطباء في مختلف التخصصات ، و هي حسب علمي في مجموعها حتى الآن لا تخرج الأعداد التي نحتاجها من الأطباء  ..

و أذكر أن اعتماد مشروع كلية الطب بجامعة أم القرى دون اعتماد مستشفاها الجامعي كان موضع اختلاف في وجهات النظر بين بعض القائمين على مشروع كلية طب أم القرى ، فوجهة النظر الأولى ترى أنه من غير الصحيح اعتماد إنشاء كلية طب دون اعتماد إنشاء المستشفى التعليمي الخاص بها ، واعتبار أن المستشفى الجامعي التعليمي الخاص بكلية الطب لازماً و متلازماً مع انشاء الكلية ، وأن إنشاء الكلية دون المستشفى هو أمر غير طبيعي وسيكون له انعكاسات سلبية على برامج الكلية التعليمية لطلابها ، وهو ما سينعكس حتماً على مستوى خريجي الكلية ، و أما وجهة النظر الأخرى رأت أنه لا بأس من إقامة الكلية دون مستشفاها الجامعي ، والاستعانة بمستشفيات وزارة الصحة القائمة في مكة المكرمة ، وذلك في سبيل قيام الكلية ، على اعتبار أن وزارة المالية اشترطت لاعتماد مشروع الكلية تنازل الجامعة عن مشروع المستشفى الجامعي .

و الآن و قد بدأ طلاب الكلية تدريبهم العملي مع مطلع هذا العام في مستشفيات وزارة الصحة ، ظهر للقائمين على الكلية صواب وجهة النظر الأولى التي تقول بلزوم وجود مستشفى جامعي تعليمي تابع للكلية ، لما واجهوه من صعوبة في وضع برامج تعليمية وتدريبية في مستشفيات وزارة الصحة ، وذلك لكون هذه المستشفيات غير تابعة للكلية ، و إنما هي متعاونة و يظل العاملين في الكلية والطلبة ضيوفاً عليها ، والضيف يظل محدود الحركة ، فليس هناك إمكانية للتحكم  في الحالات المرضية ، لا من حيث دخولها أو بقاءها بما يتوافق مع برامج الكلية و امتحانات الطلبة ، هذا بالإضافة إلى نقص بعض الأجهزة والمعدات الضرورية لاستكمال أعمال فحص المرضى ، و عدم قدرة كلية الطب على التحكم في مستوى جهاز التمريض وطريقة أدائه ، ناهيك عن الأطباء أنفسهم ..

و من جهة أخرى وهي هامة أيضاً و هي تلك المتعلقة بالمرضى أنفسهم ، ففي غير المستشفيات التعليمية لا يقبل المريض إعادة الكشف عليه من قبل طلبة كلية الطب ، أو إجراء الامتحانات على حالته ، و هو ما يقبله مرضى المستفيات التعليمية لأنهم أدخلو إليها على هذا الأساس وهم على علم بذلك ..

وفي الواقع أن الحاجة الآن أضحت ماسة لإقامة مستشفى جامعي يتبع لكلية الطب بجامعة أمر القرى ، يعتبر بمثابة القاعدة والأساس لانطلاق برامج الكلية التعليمية والتدريبية لطلابها ، و هذا لا يمنع من التعاون فيما بعد مع مستشفيات وزارة الصحة بمكة المكرمة في بعض التخصصات وفق تنسيق معيّن ، كما هو حاصل بالنسبة لكليات الطب الأخرى ..

و قد كان الأستاذ عبد الله خياط قد طالب في أحد مقالاته من منطلق الحاجة الماسة لكلية طب أم القرى التي بدأ طلابها في هذا العام برنامجهم التعليمي كما أسلفت ، طالب بشراء مستشفى مركز مكة الطبي من قبل الجامعة و تحويله إلى مستشفى جامعي ، وأنا لنفس الأسباب أكرر نفس المطالبة باعتبار أنه حق للكلية وطلابها أسوة بكليات الطب في الجامعات الأخرى ، خصوصاً بعد افتتاح قسم الطالبات في نفس الكلية العام الماضي ، و إن كنت أميل إلى اعتماد ميزانية لإقامة مشروع المستشفى الجامعي المخطط له في المدينة الجامعة بالعابدية بجوار الكلية ، لأن شراء مستشفى مركز مكة الطبي سيتطلب اعتماد مبالغ في الميزانية لن تقل عن تلك التي تحتاجها الجامعة لإقامة مشروعها على أرضها و بجوار الكلية في المدينة الجامعية . و لا ينبغي تبرير عدم إقامة المستشفى بأسباب مالية ، وأرجو عدم ركون المسئولين سواء في جامعة أم القرى أو في وزارة المالية إلى ذلك ، لأن الدولة لا زالت بفضل الله تنفق على العديد من المشاريع التي قد لا تتساوى في الأولوية مع إقامة مستشفى جامعي .

فالمستشفيات الجامعية التعليمية هي المسئولة عن تدريب وتعليم أطباء المستقبل ، المسئولين عن أرواح و صحة بني البشر ، و هم بذلك يحمّلون القائمين على تعليمهم أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة أمام الله عز وجل ، و أمام المجتمع ، لأن نقص أو تدني مستوى تعليم و تدريب طلبة كلية الطب سوف يؤدي بلا شك إلى تعريض أرواح الناس وصحتهم لمخاطر كبيرة لا تخفى على ذي بصيرة ، و الصحف تكاد تطالعنا يومياً بأخبار محزنة و مبكية عن أخطاء التشخيص وأخطاء العلاج التي يرتكبها أطباء غير مدربون وليسوا على المستوى المطلوب .

والله من وراء القصد .

 

11/7/1420هـ   فائز صالح محمد جمال      فاكس 5422611-02 Email: fayezjamal@yahoo.com


بيانات النشر

نُشر : يوم : السبت الموافق 14/7/1420هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 12463        صفحة رقم : 4 (الوطن) .

التعديل : لا يوجد .

 

12463 التعليم و الجامعات الوطن 14/7/1420 الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق