ما هذا الدين الذي علمونا إياه ؟!!
صليت يوم الجمعة الماضية -و هي الأولى في رمضان- في جامع غير الجوامع الذي اعتدت الصلاة فيها فإذا بي أجد المصلين وقد أغلقوا الشوارع المحيطة بالجامع باعتبار أنهم يريدون الصلاة !! فهممت بالرجوع إلى الخلف
بسيارتي للبحث عن موقف لا أغلق فيه الطريق على أحد فإذا بمن خلفي يشير لي بالوقوف حيث أنا في وسط الطريق ، فأشرت له برغبتي في الرجوع فأشار لي بأن خلفه سيارة فترجلت أطلب ممن في الخلف الرجوع و أن لا يصح الوقوف في وسط الطريق فأبى الرجوع فأسقط في يدي فوقفت مكرهاً و مغتاظاً من تطبيع مثل هذه السلوكيات بيننا ، و تخيلت كيف لو قدّر الله على أحدنا الحاجة إلى الخروج من المسجد أثناء الصلاة لحادث ما أو لاستغاثة مريض أو مصاب من أهل بيته أو حتى حدث حادث حريق أو تدافع في الجامع نفسه أو المنازل المحيطة به ؛ فطلبت اللطف من الله بعباده .. و أسفت على تفشي الجهل بمخاطر مثل هذا السلوك و بالافتقار إلى معرفة الأولويات و أن ترك صلاة الجمعة أو الجماعة بالعموم أهون عند الله من إقفال طريق عام قد يؤدي إلى هلاك نفس أو تعريضها لمخاطر..
و قبل أيام أثار غضبي استهتار السائقين بمنبهات سيارة الإسعاف وعدم افساح الطريق لها لإنقاذ النفس أو النفوس التي تنقلها أن تتجه لها –و هو أمر دارج للأسف- ، و يبلغ الاستهتار أوجه عندما تقوم ثلة من السائقين بملاحقة سيارة الاسعاف و السير في إثرها معرضين أنفسهم و سيارات الاسعاف ومن تحمله لمخاطر جمة ..
و المتأمل لسلوكياتنا التي نجاهر بها في شوراعنا في رمضان سيلحظ بوضوح أنها تتعارض تماماً مع أهداف الصيام و التربية الأخلاقية المستهدفة من وصايا و تعاليم ديننا في رمضان .. سرعة و قطع إشارة و وقوف خطأ..
حتى سلوكياتنا في العمل .. نوم و كسل و تعطيل معاملات الناس ، و البعض ينكب على قراءة القرآن في أوقات العمل و يعطل معاملات الناس بحجة قراءة القرآن في رمضان ..
الدين جاء بما يصلح حياة الناس .. و كما هو مشهور أن الدين المعاملة .. و تعليمنا و إعلامنا و فعالياتنا الاجتماعية مفعمة بالجانب الديني .. لكن السؤال لماذا سلوكياتنا معاملاتنا لا تنسجم مع ما يأمر به ديننا ..
و بعد تأمل وجدت أننا فيما يبدو غلّبنا في تعليمنا للدين جانب العبادات التي هي في الأصل بين العبد و ربه على جانب المعاملات و السلوكيات الأخلاقية التي هي بين الخلق و هي ما تلصح بها حياتهم إن صلحت ..
و نبينا الأعظم عليه الصلاة السلام يقول إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ..
وفي ظني أن العلاج لمعظم سلوكياتنا السلبية هو التربية الأخلاقية و التركيز على إتمام مكارم الأخلاق اقتداءاً بالحيب صلى الله عليه و سلم ..
د. فائز صالح جمال
02/09/1436ه
بيانات النشر
اليوم |
التاريخ |
الصحيفة |
رقم العدد |
الصفحة |
|
الإثنين |
05/09/1436 |
22/06/2015 |
مكة المكرمة |
526 |
الرأي |
التعديل : حذف ما تحته خط |
|||||
526 إسلاميات الرأي 05/09/1436 صحيفة مكة رابط المقال على النت http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/149038