ما بين محور الإرجاف و الكفتة العصرية !!

by Admin

ما بين محور الإرجاف و الكفتة العصرية !!

يقول الله عز وجل في سورة البقرة : {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} . و لكن يبدوا أن لصاحب الموافقات و من وافقهم رأي آخر ، فهم يرون أن العالم مقبل على خير –وهذا ما نتمناه جميعاً- و أن القرن القادم هو قرن إنصاف الإنسان و تخليصه من الفقر والجهل و المرض ، و استشهدوا لدعم آرائهم بأن العالم بات يشجب الظلم علانية ويحاكم المتسلطين و يستخدم القوة الجماعية لردع المعتدين الظلمة .. إلى آخره .

وطالبوا المشككين في ظاهرة العولمة بالتأمل بحيادية وموضوعية في مجرى الأحداث من حولهم ليروا آثار ذلك ، و عندما قمنا بالتأمل بموضوعية وحيادية ، و أمعنا النظر  في بعض المواقع الساخنة في العالم الإسلامي ، لعلنا نرى العدل و الإنصاف الذي تحدث عنه صاحب الموافقات ، فلم نجد أن الأمور بالصورة التي صورها وبالتالي تساءلنا و سألنا صاحب الموافقات عن رأيه فيما يحدث في فلسطين والأراضي العربية المحتلة وفيما يُسمى بسلام الشجعان ، وكذلك عن غض الطرف من قبل مبتدعي العولمة التي يبشر بها عما يتم في الشيشان و عن استقلال الشعوب وكونه حلالاً في تيمور الشرقية وحراماً على كوسوفا و الشيشان ؟؟

فما كان من صاحبنا صاحب الموافقات إلاّ أن رمانا بدائه و انسل –كما قيل- ، و اعتبر أسئلتنا ساذجة و عاطفية ، وهي قفز على الواقع وتشويش على الوعي .. ثم ذهب يفلسف النظرة إلى قضية فلسطين ، و مارس لعبة قلب الحقائق كما مارسها أصحاب العولمة والهيمنة ، فأصبح العرب المعتدى عليهم ابتداءً هم المخطئون بلاءاتهم المشهورة ، و ليس العدو المحتل الذي بدء الاعتداء ، و لا القوة الغاشمة لدول الغرب الداعمة له ، فالعرب  أصحاب الأرض هم المخطئون في نظر أصحاب الموافقات ومن شاكلهم ، و المحتل أصبح على الصواب ، العرب الضعفاء و المغلوبون على أمرهم هم المخطئون ، و إسرائيل و من وراءها على حق ما داموا يملكون القوة والجبروت !!

و الشيشان هم الذين بدءوا الاعتداء عام 1994هـ عندما أعلنوا الاستقلال ، و روسيا هي المعتدى عليها ، و الشيشان الذين دُمرت بلادهم و شرد شعبهم هم المخطئون ، و الشيشان هم الذين لم يستمعوا لنصح كل الناصحين ، و أما الروس فلهم الحق و هم يدافعون عن وحدة أراضيهم ، فمن حقهم أن يهلكوا الحرث و النسل في الشيشان بزعم محاربة من أسموهم بالإرهابيين ، و يبدو أن مثل هذا النوع من العدل و مثل هذا المستوى من الجهل و المرض الذي يبشر به صاحب الموافقات في القرن القادم ، وأن كل من يطالب برفع الظلم عن نفسه ، عليه أن يتحمل تبعات من مثل هذا النوع من العدل والإنصاف ، أو أن يخضع لمنطق القوة  –و ليس العدل- لكي يعيش بسلام !!

و لا أدري ما الذي يفهمه صاحب الموافقات من أن يظل شعب الشيشان المسلم لمدة خمسة قرون يقاوم الحكم الروسي القيصري ؟؟ أكان ذلك بسبب عشق أفراد الشعب الشيشاني للقتال و جلب التعاسة لأنفسهم ؟؟ أم كان بسبب العدالة السائدة و الرفاه الذي ينعم به الشعب الشيشاني في كنف الروس ؟؟

ثم ألا يرى صاحبنا في ذلك دلالة واضحة على الأوضاع السيئة التي يعيشها ذلك الشعب المسلم في ظل هذا الحكم الجائر ؟؟

و إذا عدنا إلى العولمة و إلى النظام العالمي الجديد أحادي القطب ، و تأملنا تصرفات ذلك القطب فماذا سنجد ؟؟

سنجد الظلم السافر ، وسنجد الكيل بعدة مكاييل ، و سنجد على سبيل المثال تجويع الشعوب العربية و الإسلامية بدعاوى مختلفة ، فالحصار على شعب ليبيا من أجل شخصين ، و الحصار لشعب أفغانستان من أجل شخص واحد ، و الحصار لشعب العراق من أجل طغمة النظام الظالم ، و الحصار على السودان .. ، و إذا رجعنا إلى الخلف قليلاً سنجد الفيتو الأمريكي ضد كل ما يسيء إلى سمعة إسرائيل و ضد كل قرار يدين أفعال إسرائيل .

فأين الإرجاف ياصاحب الموافقات ؟؟

و أين العقل الرشيد يا صاحب الكفتة العصرية ؟؟

و الله المستعان على ما تصفون ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ..

 

18/8/1420هـ   فائز صالح محمد جمال      فاكس 5422611-02E-mail: fayezjamal@yahoo.com


بيانات النشر

نُشر : يوم : الاثنين الموافق 21/8/1420هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 12495        صفحة رقم : 7 (الرأي) .

التعديل : لا يوجد.

 

12495 سياسة الرأي 21/8/1420 الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق