لا يوجد بطالة بين الخريجين !!
نشر بهذه الجريدة الثلاثاء غرة ربيع الثاني 1415هـ تصريحاً لمدير عام التوظيف بالديوان العام للخدمة المدنيه ينفي فيه وجود بطالة بين الخريجين مشيراً الى رفض بعضهم تسلم عمله بالقرية أو المدينة التي يعين بها في الوظيفة الجديدة لأنه يريد الحصول على الوظيفة في المكان الذي يرغبه مما يسبب خللاً في توزيع الفرص.
والمفهوم من هذا الكلام أن هناك بطالة بين الخريجين ولكن بسبب رفضهم تسلم أعمالهم بالقرى والمدن التي لا تتطابق مع رغباتهم وليس بسبب عدم توفر الوظائف.
وفي واقع الأمر أن تساوي المرتبات والمزايا للمعينين في القرى والمناطق النائية مع أمثالهم من المعينين في المدن يعتبر عامل هام ومحرض نشط لطالبي الوظيفة على رفضها في القرية أو الهجرة البعيدة عن المدن الرئيسيه على أمل أن تتاح له فرصه لاحقه أفضل في المدينه. فما هو الحافز للشباب المتخرج طالب الوظيفة للقبول بوظيفه في منطقه نائيه عن المدن قرية كانت أو هجرة لا يتوفر فيها الكثير من الخدمات والاحتياجات الأساسية، ناهيك عن الكماليات والبعد عن الأهل والأصدقاء.
ففي مجال التعليم مثلاً نجد أن السياسة التي تنتهجها الدوله _ أعزها الله _ تتجه نحو تيسير سبل التعليم لجميع أبناء هذا الوطن الغالي فأنشأت المدارس في معظم القرى والهجر وفي مناطق نائيه عن المدن الرئيسية بعضها لا تتوفر فيها خدمات الاتصالات ولا الكهرباء.
فكيف نطلب من الشاب القبول بوظيفه في مثل هذه المناطق بنفس راتب ومزايا زميله الذي ينعم بكل خيرات المدينه!؟
إن عدم منح مزايا إضافية أو حوافز لموظفي المناطق النائية والقرى مثل صرف بدل مناطق نائيه أو منح بدل سكن مثلاً أو غير ذلك مما يشجع الشباب للقبول بمثل هذه الوظائف يعني عدم تكافؤ الفرص المتاحة لجميع الخريجين في المجال الواحد وهنا يكمن الخلل، وإذا لم يتم تدارك الأمر فإن المشكله ستتفاقم ويتضاعف عدد العاطلين عن العمل.
وقد يقول قائل أن مقتضى الوطنية هو القبول بالوظيفة وفي أي مكان على أرض هذا الوطن الغالي وأنا أقول أن النفس البشرية فُطرت على البحث دائماً عن الأفضل وأن تأخذ بقدر ما تعطي وهذا لا يتعارض مع الوطنية في شيء.
و أعتقد أن المزايا التي قد تمنح لموظفي المناطق النائية في مجموعها قد تكون اقل كلفة بكثير مما يمكن إنفاقه لمعالجة مشكله البطالة على المدى البعيد، فقد ذكر لي أحد أساتذة الجامعة فيما يرويه عن علماء الاجتماع بأن فترة ستة أشهر فقط من البطالة للشاب كفيله بأن تجعله شخص غير جاد في عمله وتعاملاته مع الآخرين ميالاً الى الكسل والخمول مستسيغاً لكونه يعيش عالة على أسرته ومجتمعه. ومتى أصبحت مجموعة أو جيل من الشباب من هذا النوع غير الجاد هنا تكون الخسائر فادحة لأهم عنصر من عناصر التنمية والتطور ألا وهو الإنسان.
فهلا درس الديوان العام للخدمة المدنية فكرة منح مزايا إضافية لموظفي المناطق النائية!؟
فائز صـالـح جمــال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 5/5/1415هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11515 صفحة رقم : 23 (عالم المدينة)
التعديل :
11515 عمل و توظيف عالم المدينة 5/5/1415هـ المدينة رابط المقال على النت http://