فرق ما بين المنافسة و الاستعداء

يمكن لأي إنسان أن يتفهم أساليب المنافسة الشريفة بين أي متنافسين و يتقبلها ، لكنه لا يمكنه أن يتفهم أو أن يقبل أن يعمد المنافس إلى النيل من منافسه أو الحط من قدره أو التقليل من شأنه ..

و بمجرد سماع كلمة منافسة ينصرف التفكير إلى السمو و الارتقاء ، و إلى كل ما هو إيجابي ، فالتنافس لا يكون أو لا ينبغي أن يكون إلاّ في مجال فضائل الأعمال  .. أو على الأقل هذا ما أفهمه و يتبادر إلى ذهني من كلمة منافسة .. فالله عز وجل يقول بعد وصفه لجزاء الأبرار في سورة المطففين : (.. و في ذلك فليتنافس المتنافسون)..

و لذلك فإنني انزعجت كثيراً من السؤال الذي وجهه الأستاذ عبد الله العريفج لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ، حول ما نشرته جريدة الوطن عن أوضاع بعض أفراد قوى الأمن العام أثناء موسم حج هذا العام .. و كان السؤال ما قبل الأخير في الحديث الشامل الذي أجراه مع سموه حول أهم قضايا الساعة ، و نشرته صحيفة عكاظ يوم الأربعاء الماضي الموافق 15/12/1422هـ ..

انزعجت من طرح السؤال أصلاً ، لأن في اعتقادي أن الواجب كان يقتضي أن يكتفي الأستاذ العريفج بالسؤال الذي سبقه ، و المتعلق بأداء الإعلام السعودي ، و تغطيته في موسم الحج ، و بإجابة سمو وزير الداخلية و رئيس مجلس الإعلام الأعلى ، التي أبدى فيها أسفه على أن الإعلام السعودي لم يكن بالمستوى الإعلامي المتطور..

و انزعجت كذلك من صيغة السؤال التي جاءت و كأنها من موظف في جهاز العلاقات العامة بالأمن العام ، و لم تكن من صحفي على الأقل ليس هذا دوره ، و لم تكتف الصيغة بالاستفسار ، و إنما احتوت على نقد مباشر ، و على استجلاب إجابة و توبيخ للصحيفة الزميلة ..

و بصرف النظر عن صحة ما نشرته جريدة الوطن أو توقيته ، و هو ما لسنا بصدده في هذا المقال ، فإنني لم أر في ذلك إلاّ استعداءً غير مبرر ، على الصحيفة و على الزملاء المعنيين في الصحيفة المنافسة ، و لا يمكن بحال إدراجه ضمن أساليب المنافسة الشريفة المطلوبة بين صحفنا ..

إن ما يمكن تفهمه في سياق المنافسة بين الصحف ، هو التنافس على خدمة القارئ ، و في إبراز الحقيقة ، من خلال التنوع ، و حُسن التغطية ، و التحليل للأخبار و الأحداث المحلية و الدولية ، بشمولية و بحرفة راقية ..

و يمكننا كذلك أن نقبل في سياق خدمة القاريء و الحقيقة  ، المنافسة في مجال تفنيد الأكاذيب التي تنشرها بعض الصحف .. أما استعداء السلطة و المسئولين فلا ..

و الله الهادي إلى سواء السبيل ..

19/12/1422هـ    فائز صالح محمد جمال                                                                                    فاكس 5422611-02

                                E-mail: fayezjamal@yahoo.com

بيانات النشر

نُشر يوم : الثلاثاء الموافق: 21/12/1422هـ

في صحيفة : الندوة         رقم العدد : 13185        الصفحة الأخيرة .

التعديل : لا يوجد . 

13185 صحافة و إعلام الصفحة الأخيرة 21/12/1422 الندوة رابط المقال على النت http://