عجباً لصاحب الرأي الآخر !!

by Admin

عجباً لصاحب الرأي الآخر !!

كتب صاحب (الرأي الآخر) الأستاذ عبد الله أبو السمح في صحيفة عكاظ عدد السبت 10/6/1418هـ تحت عنوان (شيء ما) معلناً هناءه وسروره وبهجته بتطور الناس الذي لاحظه من خلال جلوسه في أحد مقاهي الشانزليزيه في باريس ، الذي تعود الجلوس فيه منذ خمسة عشر عاماً وتطلعه إلى الناس ، وعلى الأخص نسائنا اللاتي أجدن الزينة -حسب تعبيره- ، ولم تعد ثيابهم فضفاضة والتي تبدو وكأنها مستعارة ..

وعجبت مما كتب الأستاذ أبو السمح -مجاهراً- ، وعجبت أكثر من كونه يخصص وقت جلوسه في المقهى المذكور للنظر إلى نسائنا وتتبع وجوههن وأجسامهن و ملابسهن .. ، وبلغ العجب مني ذروته حينما ختم مقالته بأن ما عليه  بعض نساء ربعنا في الغرب طريقاً وسطاً يحض عليه ديننا الحنيف ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

وليسمح لي القارئ الكريم بأن أنقل فقرات مطولة من مقال الأستاذ أبو السمح المشار إليه ليشاركني الرأي فيما جاء فيه ، حيث يقول : “ها أنت أبا عمرو في مكانك الذي تعودته منذ خمسة عشر عاماً ، كلما حانت الفرصة لزيارة باريس أجمل مدن أوربا ، تتطلع إلى الناس وفي هذا الوقت مع نهاية الصيف وبدايات الخريف ، مثلك كالآخرين تملؤك البهجة وأنت ترى هذه الوجوه السمراء المتحلقة على طاولات المقهى ، في حالات استعراض متبادل في مشية المستريح على جوانب الشارع الزاهي .. يتبادلون النظرات والتحيات وربما الأحلام .. فالحب يولد هنا أحياناً ، خمسة عشر عاماً .. لكن الوجوه تغيرت صفاتها ، ولم تعد نساؤنا يلطخن وجوههن بالأصباغ بل ارتقين سنة بعد أخرى فأجدن الزينة ، لم تعد الثياب فضفاضة كأنها مستعارة بل متكاملة متلائمة ، … و غابت مناظر بعضهن (المترهلات) المتهدلة أكتافهن من ثقل أكياس المشتروات .. لا فقد تغير ذلك ، فالناس يتطورون ” .

وأقول : لقد أشغل الأستاذ أبو السمح فكره و وقته بنساء ربعنا في مدن الغرب ، فأمضى خمسة عشر عاماً وهو يراقب النظرات والتحيات والأحلام والحب أيضاً ، خمسة عشر عاماً وهو يرقب تطور بعض نساءنا في مجال التزين والسفور والقوام الرشيق .. ، وليس ذلك فحسب بل ذهب يبادر إلى التهكم بالحجاب والاحتشام دون تردد ، فيصف الملابس الفضفاضة التي أمر به ديننا الحنيف للنساء حال خروجهن أو ظهورهن أمام الرجال الأجانب ، بملابس وكأنها مستعارة ، و وصف ملابسهن الآن بأنها متكاملة و متلائمة ، جعلته يميز بين تلك المترهلة التي غابت ، وحلت محلها ذات القوام الرشيق ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ..

ثم يقول : “و على أرصفة  مدن الغرب تظهر على وجوه ربعنا رقة الحضارة وتسامح المدنية ، وتختفي جهامة العادة ، وعبوس الطرق الضيقة ، هنا تظهر على سجيتها ، فلا تتنفس ولا تتحرك إلاّ وفق إنسانيتها ، وسوف يتوحد ظاهرها بباطنها ما تركت لفطرتها واختيارها الراشد ، ويتلاشى الازدواج البغيض ، فتجد لذاتها طريقاً وسطاً يحض عليه ديننا الحنيف” انتهى كلامه عفا الله عنا وعنه ..

هكذا هو الأستاذ عبد الله أبو السمح دائماً يحمل تعاليم ديننا الحنيف ما لا تحتمل ، و يلوي عنق تعاليمه السمحة لتوافق هواه . و إلاّ متى كان ديننا الحنيف يحض على إبداء المرأة لزينتها أمام الرجال الأجانب ؟! بل وكيف يحض ديننا الحنيف على تبادل النظرات والتحيات التي يتولد معها الحب على أرصفة مدن الغرب ؟!

وفي مقال آخر له حول عمل المرأة -التي أشغله مستقبلها في هذه البلاد- بعنوان (باب للنقاش) نُشر السبت 22/7/1418هـ في جريدة عكاظ ، يكرر الدعوة فيه إلى اختلاط المرأة بالرجال في العمل ، و يسوق الأدلة على جواز ذلك بجلوسهن في أطراف حلقات الدرس ، ويؤدين الصلاة في مساجد واحدة ، -ويقصد مع الرجال- ، و يرى بأن تصور المرأة كمركز فتنة من التصورات الدونية ، في حين أن نبي الرحمة سيدنا رسول الله r يقول فيما معناه  :”ما تركت فتنة أضر على أمتي من فتنة النساء” ، فهل ما جاء عن نبينا  r تصور دوني ؟؟ ، إن فتنة المرأة للرجل  حال تزينها و تبرجها وخضوعها بالقول أمر ثابت لا ينكره إلاّ مكابر ، وما جاء في صدر المقال على لسان الأستاذ عبد الله أبو السمح -نفسه- يؤكد ذلك ، وهو كثيراً ما يتغزل في المرأة وفي جمالها حتى أنه في مقالة نُشرت له في الأسابيع الماضية ذهب يصف وجه امرأة وكأنه تفاحة ، وبها غمازتان تكبران وتصغران على قدر ابتسامتها … إلى آخره من وصف لجمال تلك المرأة التي رآها في أحد المطاعم ..

وأنا لا أملك في ختام مقالتي هذه إلاّ أن أذكّر نفسي وإياه بقول الله عز وجل : {يا أيها الذين آمنوا أتقو الله وقولوا قولاً سديداً * يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما} وقوله تعالى : {أتقو يوماً تُرجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهو لا يُظلمون} .

26/7/1418هـ                                                    فائز صالح محمد جمال

 

بيانات النشر

نُشر : يوم : السبت الموافق 29/7/1418هـ

في صحيفة : الندوة           رقم العدد : 11882         صفحة رقم : 7 (الرأي) .

التعديل : لا يوجد .

 

 

11882 المرأة صفحة الرأي 29/7/1418هـ الندوة رابط المقال على النت http://

قد يعجبك أيضاً

اترك تعليق