عاصفة الحزم أمل تحقق و آخر منتظر

عاصفة الحزم أمل تحقق و آخر منتظر

القبول و الفرح الذي حظيت به عاصفة الحزم التي حرّك رياحها العاتية تحالف تقوده المملكة يدل بوضوح أنه أمل طال انتظاره على المستوى المحلي و الإقليمي و إلى حد ما دولي ، فالمملكة و حلفاؤها و قبلهم شعبها يعولون بعد الله عليها و على الدور الذي يمكنها القيام به من أجل أمنها و أمن المنطقة بل و أمن العالم.

أما و قد تحقق الأمل في المبادرة إلى الفعل الإيجابي الحازم و الحاسم بإذن الله لوقف تمدد النفوذ الإيراني و تغلغله في خواصر دول الخليج فإن الأمل المنتظر هو أن يواكب هذه العاصفة التي لا زالت في مرحلة الضرب من الجو عمل جاد و سريع على الأرض تمهيداً للمراحل القادمة من أجل تحقيق أهداف العاصفة ، وهذا في نظري يحتاج إلى عمل سياسي دؤوب مع القوى الفاعلة على الأرض اليمنية.

فقد أثبتت التجارب أن الحروب الجوية وحدها لا تكفي لتحقيق الأهداف التي شُنت من أجلها الحرب  ، و الاقتصار على سلاح الجو دون تواجد على الأرض يجعل الحرب كلفة باهظة دون عائد أو هدف منجز ، وهو ما يحولها –و الحال كذلك- إلى ضرب من العبث و اللعب بالنار ، و بالتالي لابد من تواجد على الأرض ، و التواجد على الأرض يحتاج إلى عمل دؤوب مع القوى المحلية المتواجدة على الأرض وذلك من أجل تقليص الكلفة البشرية و المادية للحرب ، و تقصير مدتها ..

و العمل مع القوى السياسية في اليمن يحتاج إلى معرفة الفاعل و المؤثر منها و إعادة النظر في المواقف السياسية و الأمنية منها بما يحفزها على الانخراط في عمل مشترك مع التحالف من أجل تحقيق النصر بأقل كلفة و في أقصر وقت.

بقي أن أقول أن التحرك الإيجابي الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على مستوى السياسة الخارجية للمملكة أسعد مواطنيه بمختلف أطيافهم وبث في نفوسهم الأمل من جديد ، و لا أبالغ إن قلت بأن شعوب المنطقة عرباً ومسلمين يشاركونهم الفرح بهذا التحرك الإيجابي ، و لعلهم يعلقون آمالاً في تحركٍ إيجابيٍ مماثل –وليس بالضرورة عسكري- على الساحات الأخرى في فلسطين و سوريا و العراق ، فللملكة مكانتها العالمية و الإسلامية و العربية التي تسمح لها بلعب أدوار إيجابية فعّالة وبالتعاون مع الدول الإسلامية الكبرى وذلك في خدمة مصالح شعوب الأمتين العربية و الإسلامية و دفع المظالم عنها ..

فسر يا خادم الحرمين على بركة الله .. فالله معك و شعبك و الشعوب العربية والاسلامية من بعد الله معك ..

د. فائز صالح جمال

09/06/1436ه

بيانات النشر

442 سياسة الرأي 10/06/1436 صحيفة مكة رابط المقال على النت http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/125628.html