ضوابط لسحب السيارات في مكة المكرمة
منذ عدة سنوات و نحن نعاني ويعاني معنا زوار مكة المكرمة من عمليات سحب السيارات بالونشات ، التي أصبحت مجالاً لجذب الاستثمار إلى مكة المكرمة في هذا المجال بسبب التوسع في عمليات سحب السيارات ، مكانياً و زمانياً ، فدائرة الأماكن التي ينشط فيها السحب اتسعت لتشمل مواقع بعيدة عن المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام ، و أما الزمان فقد اتسع بحيث أصبح على مدار العام وليس في المواسم كما كان في السابق .
و عندما أقول أنها أصبحت مصدراً لجذب الاستثمار ، فهو قول تدعمه وقائع على الأرض كما يقولون ، من هذه الوقائع تكوين شركة كبرى لهذا الغرض ، وامتلاكها أسطولا كبيراً من الونشات ، و الزيادة الملحوظة في أعداد الونشات ، خصوصاً في أيام المواسم ، لا تخطيئها عين الزائر لمكة فضلاً عن المقيم فيها شرفها الله .
و مع الإقرار بأن رجال المرور يعانون أيضاً من استهتار الكثير من أصحاب السيارات ، و وقوفهم العشوائي في أحيانٍ كثيرة ، و بما قد يعيق حركة المرور بشكل كبير ، إلاّ أن عملية سحب السيارات تجاوزت فيما أعتقد أهدافها ، والتي تتمثل في ضمان انسياب حركة السير وذلك من خلال سحب السيارات التي تتسبب في إعاقة حركة المرور عموماً أو حركة سيارة معينة .
بل لقد تحوّل سحب السيارات في بعض الأحيان ليصبح هدفاً في حد ذاته و ليس وسيلة لضمان انسياب حركة المرور ، و الدليل على ذلك ما رواه لي أحدهم بأن سيارته قد تم تعليقها بالونش لسحبها ، فوصل قبل أن تُسحب و طلب من صاحب الونش إنزال السيارة ، فرفض و طالبه بدفع خمسين ريال لأنه قد قام بتعليق السيارة ، و المؤسف أن الجندي المسئول أقره على ذلك ، فاضطر صاحبنا لدفع الخمسين حماية لسيارته . و لا أعرف كيف أقر الجندي هذا التصرف ، في حين أن الواجب يأمر بإنزال السيارة و عدم تعريضها للتلف ، و أن يقوم بتحرير مخالفة لصاحب السيارة إذا لزم .
إن دائرة سحب السيارات قد اتسعت مكانياً وزمانياً كما أسلفت ، فأصبحنا نشاهد سحب سيارات طوال العام ، و من حارات و أحياء بعيدة عن منطقة المسجد الحرام ، و رأينا كيف يتم سحب السيارات من فوق الأرصفة وهي ليست في طريق الحركة ، بل وشاهدنا كيف تسببت الونشات كثيراً في إعاقة الحركة عندما تضطر إلى عكس اتجاهها لتتمكن من تعليق السيارة وسحبها ، في الوقت الذي لم تتسبب السيارة الواقفة في المكان الممنوع من إعاقة الحركة ، وشاهدنا أيضاً سحب سيارات من مواقع ليس فيها لوحات ممنوع الوقوف ولا رجال مرور يمنعون الوقوف . في نفس الوقت كثيرا ما يُسمح للسيارت بالوقوف في أماكن المنع ، و هذا مما يتسبب في إرباك أصحاب السيارات وخصوصاً القادمين من خارج مكة ، لذلك لعله من المناسب أو من الواجب علينا في مكة ان نصمم لوحات مرورية خاصة بمكة المكرمة ، كتلك التي سبق استخدامها ولم يتم تطويرها أو التوسع فيها وهي اللوحات المضيئة و المتغيرة حسب الأوقات والمواسم ، بحيث تسمح بالوقوف في أوقات و تمنعه في أوقات أخرى .
فلذلك أرجو و أتمنى على مدير شرطة العاصمة و على مدير الدوريات الأمنية إمعان النظر في مشكلة سحب السيارات و التأكد من حجم تضرر سكان وزوار مكة المكرمة منها ، و من أساليب تعامل أصحاب الونشات و الأفراد ، و وضع ضوابط لسحب السيارات ، بحيث لا يتم سحب أي سيارة لا تعيق الحركة ، و أن يُكتفى بتحرير مخالفة لصاحبها ، هذا مع الحرص على وجود لوحات تبين المواقع الأوقات التي يُسمح فيها بالوقوف وتلك التي لا يُسمح فيها ، وهو ما أرى أنه يحقق أهداف خطة المرور دون الإضرار بأهل وزوار الحرم ، الذي تتضاعف فيه الحسنات ، وكذلك السيئات كما يرى البعض ..
والله من وراء القصد .
18/7/1420هـ فائز صالح محمد جمال فاكس 5422611-02 Email: fayezjamal@yahoo.com
بيانات النشر
نُشر : يوم : الاثنين الموافق 23/7/1420هـ
في صحيفة : الندوة رقم العدد : 12471 صفحة رقم : 7 (الرأي) .
التعديل : لا يوجد .
12471 الداخلية و الأمن الرأي 23/7/1420 الندوة رابط المقال على النت http://
