ضحايا حوادث المرور إلى متى ؟!
مازال عدد ضحايا حوادث المرور من قتلى ومصابين ومعاقين في تزايد مستمر.
مازالت حوادث المرور ترمل النساء.
مازالت حوادث المرور تيتم الأطفال.
مازالت ثروة هذا الوطن من الشباب الذين هم عماده بعد الله عز وجل تبدد ..
مازالت حرب المرور تحصد الأرواح وتشوه الأجساد وتعيق المصابين ..
لقد نُشرت إحصائية في هذه الصحيفة في عددها الصادر يوم الأحد 27/3/1415هـ عن عدد حوادث المرور أفادت بأن المملكة شهدت نحو 90 ألف حادث مروري خلال عام واحد وذلك في 14 منطقة وهذا يعنى وقوع 252حادثاً مرورياً يومياً ..
حقا إنها إحصائية مرعبة ومخيفة بدرجة كبيرة جداً لمن يتأملها ويتأمل في نتائج وآثار تلك الحوادث ..
ولقد شهد طريق مكة جدة السريع وقوع عدد كبير من الحوادث خلال شهر رمضان وأيام عيد الفطر وأعتقد أنه سجل رقماً قياسياً هذا العام .
وعلى الرغم من كثرة هذه الحوادث وكثرة الخسائر في الأرواح والأموال فإننا لا نرى تدابير من قبل إدارات المرور تواجه هذه الحرب -إن صح التعبير- وتحد من آثارها وعندما أقول أننا لا نرى تدابير لا أعنى عدم وجودها ولكن أعنى عدم وجودها بالحجم المناسب لمواجهة هذه المعركة .. فنحن لازلنا نرى من يقودون سياراتهم بسرعة جنونيه على الطرق السريعة دون عقاب مما أدى إلى تزايد أعدادهم .. فكثيراً ما يكون أحدنا في حالة تجاوز في المسار الأيسر فيفاجأ بأحدهم وهو يشير إليه بالأنوار والأبواق وهو يسابق الريح ومن لم يتمكن من إفساح الطريق فهو معرض لصدمه من الخلف مما قد يخل بتوازنه وهو ما حدث مع أحد أقربائي قبل عام تقربياً فانقلبت سيارته وفر المسرع هارباً ولم نصل إليه حتى الآن .
وظاهرة التجاوز من على كتف الطريق الأيسر أصبحت ملحوظة على الطرق السريعة وقد لمست هذا بشكل واضح وملفت على طريق الحرمين في المنطقة من جسر جامعة الملك عبدالعزيز وحتى المطار وكذلك على جسر البناء الممتد من ميناء جدة الإسلامي وحتى طريق مكة السريع وهذه الظاهرة أيضاً في تزايد مستمر ولم نرى من يعاقب على هذه المخالفة الواضحة فأكتاف الطرق لم تعمل من أجل السير عليها وإنما لاستخدامها في حالات الطوارئ.
إنني أشعر بأن المسؤولين في المرور وقد أكتفوا بتحديد أسباب الحوادث وحث الناس على تجنبها .. في حين أن المطلوب إجبار بعض الناس على تجنبها .. وإننا نتطلع إلى عودة الهيبة لنظام المرور وذلك من خلال تطبيق العقوبات المقررة بشكل حازم وعلى الجميع بعيداً عن المجاملة.
وفي هذا الصدد أود التعليق على قرار تخفيض قيمة مخالفة قطع الإشارة إلى 300 ريال والذي أعتقد بأن قرار صائب فالمبالغة في العقوبة يفسح المجال للوساطة والمجاملات والمشكلة في قضية المخالفات هي عدم توقيع العقوبة على مرتكبيها وليست المشكلة في قيمة العقوبة.
ومما نسمعه من إخواننا الذين قضوا عدة سنوات في أوربا أو أمريكا عن احترام نظام المرور هناك نجد أنه أكتسبه من تطبيق العقوبات على المخالفين بحزم وليس من كبر حجم العقوبة وكذلك من مضاعفة العقوبة بتكرار المخالفة التى تصل إلى سحب الرخصة لمدة معينة أو بشكل نهائي.
وهو أمر متاح لدينا خصوصاً بتوفر جهاز الحاسب الآلى الضخم الذي تملكه وزارة الداخلية.
إن حوادث المرور أصبحت الشغل الشاغل للجميع ومواجهتها واتخاذ كافة التدابير للحد منها أصبح أمر بالغ الأهمية وذلك لحماية الثروة الحقيقية لهذا الوطن ألا وهو الأنسان.
ولا يفوتني أن أشير إلى ملاحظة هامة وهى أن بعض رجال المرور والقطاعات العسكرية الأخرى يرتكبون مخالفات مرورية في حين أنهم لابد أن يكونوا قدوة حسنه لإخوانهم المواطنين ففاقد الشيء لا يعطيه -كما يقولون-فإذا لم تتمكن إدارات المرور من إلزام منسوبيها وزملائهم في القطاعات الأخرى بالنظام فكيف سيتم إلزام عموم المواطنين.
وأود أن الخص ما أريد قوله فيما يلي :-
1- أعتقد أن تساهل رجال المرور في تطبيق العقوبات على المخالفين أدى إلى كثرة المخالفات .
2- مادام أن معظم الحوادث بسبب السرعة الزائدة عن المصرح به على الطرق فالمطلوب تشديد الرقابة على السرعة وتطبيق العقوبات المنصوص عليها .
3- مادام أن حزام الأمان يخفف بعد الله عز وجل آثار الحوادث فالمطلوب كمرحلة أولى فرض استخدامه على الطرق السريعة –ما بين المدن- ومعاقبة من يخالف ذلك فوراً .
4- إن تكوين لجنة أو هيئة تضم خبراء المرور وعلماء النفس والاجتماع وتربويين .. لدراسة ظاهرة تهور الشباب أثناء القيادة قد يكون مفيداً في مواجهة المشكلة.
5- إن مخالفة بعض رجال المرور أو زملاءهم في القطاعات الأخرى له آثار سلبيه على تطبيق النظام لا تخفى على المسؤولين في حين أنهم يجب أن يكونوا قدوة حسنة لإخوانهم المواطنين.
وأنني من خلال الأعداد الهائلة لحوادث المرور وضخامة حجم الخسائر في الأرواح والأموال والمآسي التى تخلفها تلك الحوادث التمس الإذن من سمو وزير الداخليه في أن أرفع لسموه الكريم رجاء بإصدار توجيهاته المشددة لإدارات المرور وأمن الطرق بتطبيق العقوبات على جميع المخالفين للحد من هذه الحوادث التى قتلت .. ورمّلت .. ويتمت .. وعوقت أعداد كبيرة من المواطنين والمواطنات .
والله ولي التوفيق ، فائز صـالح جمـال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 00/09/1415هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : ؟؟ صفحة رقم : 23 (عالم المدينة)
التعديل :
الداخلية و الأمن 00/09/1415هـ المدينة رابط المقال على النت http://