لم يُنشر
صـــلاة القيــام والقـرار الأخير
قرأ علينا فضيلة الشيخ محمد بن سبيل الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بيان بفتوى اصحاب الفضيلة المشايخ وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة والذي تضمن الاكتفاء بوتر واحد في ليالي العشر الأواخر وتقديم ختم القرآن العظيم إلى ليلة السابع والعشرين لأنها أرجى ليله لأن تكون ليلة القدر.
وإنني أجد نفسي لست مؤهلاً للخوض في تفاصيل الفتوى وأدلتها ولكني مع احتفاظي بفائق الإجلال والاحترام لأصحاب الفضيلة المشايخ أود أن أسرد بعض ما جال في خاطري وما سمعته من بعض المصلين فأقول:
ان الاكتفاء بوتر واحد في الليلة استناداً على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وتران في ليلة أو كما قال عليه الصلاة والسلام أعتقد أنه لا يتعارض مع ما كان قائم في السنوات الماضيه من أن يوتر إمام التراويح وبعد ذلك يوتر إمام التهجد ولو كان النهي لهذه الصفه لما أستمر كل هذه السنوات في الحرمين الشريفين.
ويتأكد ذلك لو أخذنا في الاعتبار أن الذين يصلون صلاة التهجد لا يوترون بعد التراويح وكذلك إمام التهجد وبالتالي فليس هناك وترين في الليلة .
وكما هو معروف ومشاهد أن عدد المصلين في التراويح أكبر بكثير جداً من المصلين في التهجد ، وصلاة التهجد لا يحضرها ويواظب عليها إلا من آتاه الله صحة وفراغاً ليست لدى معظم الناس بعكس التراويح فيحضرها الكبار والصغار والموظفين والتجار والرجال والنساء وإلغاء الوتر ودعاء القنوت بالنسبة لأهل التراويح فيه تفويت الفرصة على عدد كبير للوقوف بين يد الله رافعين أكفهم داعين متضرعين راجين كشف الكروب والغموم المحيطة بالأمة .
خصوصاً وأن صلاة التراويح تنقل عبر الأقمار الصناعية لمعظم دول العالم الإسلامي وكل من يستمع للدعاء يؤمن عليه .
وتكرار القنوت فيه صورة من صور الإلحاح في الدعاء وهو أمر يحبه الله عز وجل وفيه خير كثير .
و أما ما يتعلق بتقديم ختم القرآن الكريم إلى ليلة السابع و العشرين ، فليس هناك اختلاف في أنها أرجى ليلة لأن تكون ليلة القدر ولكن ليس على سبيل التحقيق ولعل من حكم إخفاءها حث المسلم على الاجتهاد في جميع ليالي العشر الأواخر واستمرار الاجتهاد حتى آخر ليلة من ليالي رمضان والتى قد تكون ليلة التاسع والعشرين والتى يعتق الله فيها بقدر ما أعتق في جميع الشهر .
وتقديم ختم القرآن إلى ليلة السابع والعشرين سوف يؤدي مع الزمن إلى زيادة ترسيخ أنها هي ليلة القدر بعينها في أذهان العامة خصوصاً وأن ذلك يتم في الحرمين الشريفين .
من نتائج ذلك زيادة الازدحام في الحرمين في ليلة السابع والعشرين بشكل أكبر بكثير مما هو عليه الآن – وهو شديد – لأن من عادات أهل مكة المكرمة الذين يصلون في المساجد المنتشرة في الأحياء طوال الشهر يحرصون على حضور ختم القرآن في الحرم وذلك بعد ختم القرآن في مساجدهم في الليله السابقه .
وإن الإزدحام الشديد له من المخاطر ما لا يخفى على أحد .
و أعتقد وأنه من نتائج ذلك أيضاً أن ينصرف الناس بعد ختم القرآن عن صلاة التراويح وينشغلون بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر وهي عادتهم كل عام ولكن بعد ليلة التاسع والعشرين وفي هذا أيضاً تفويت لخير كثير .
وإننا نتطلع إلى إعادة النظر في القرار الجديد
ونسأل الله أن يلهم الجميع الصواب إنه ولي ذلك والقادر عليه .
20/9/1414هـ فائز صـالح جمـال
بيانات النشر
لم يُنشر
المسجد الحرام المفترض رمضان 1414هـ الموقع الشخصي رابط المقال على النت http://