تحدث الاستاذ محمد صلاح الدين في مقاله الأربعاء الماضي 27/3/1416 بهذه الصحيفة حول “ما دعت اليه احدى وسبعون هيئة يابانية غير حكومية تعمل في مجال التعاون الدولي الشعب الياباني لمقاطعة شاملة للبضائع الفرنسية كرد على قرار فرنسا استئناف تجاربها النووية ..
وأشار الى أنه في استراليا ونيوزلندا بدأت حركات المقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية تتسع وتشتد باعتبار البلدين مجاورين لمنطقة اجراء التجارب النووية الفرنسية في جنوب الباسيفيك”.
وتساءل الاستاذ محمد صلاح الدين .. لماذا لا يمارس العرب والمسلمون وهم يشكلون ربع العالم هذا الحق الطبيعي والحضاري للتعبير عن غضبهم لما يصيبهم من ظلم في كل ركن من أركان المعمورة ؟!
وفي نفس العدد كتب الدكتور سالم بن أحمد سحاب حول نفس الموضوع حيث جاء في مقاله الاسبوعي : ” الى متى نستمرئ الكلام دون عمل ولم لا نبدأ – كما أرى – باستخدام الادوات التي بين ايدينا كالمقاطعة الاقتصادية مثلا للسلع التي تصدرها الينا الدول التي تولت كبر المأساة في البوسنة والهرسك ولنفعلها على قلب رجل واحد وبعزيمة غيور واحد حتى يعلمون أن الجروح شديدة الوقع علينا لأن الحياة مازالت تسري في أوصالنا وأطرافنا ” واستشهد الدكتور سحاب بالمقاطعة العربية لإسرائيل ، ومقاطعة ماليزيا لبريطانيا حتى أجبرتها على الاعتذار ..
وانني هنا أضم صوتي للأستاذين الكريمين وقد نقلت ما كتبوا لإحساسي بأهمية ما كتبوا وأهمية الموضوع ، وقد سبق لي غير مرة أن طالبت بمثل ذلك وأعتبره من أضعف الإيمان ، فاذا لم تستطع حكومات الدول الاسلامية الاعلان عن مثل هذه المقاطعة فيجب على الشعوب الاسلامية أن تعلنها بل وأرى أن يمارسها الأفراد من وازع داخلي ينبع من شخص الانسان المسلم وذلك قدر المستطاع ، فلا ينبغي للمسلم أن يدفع أمواله الى عدوه .. الى من يقتل ويشرّد أخوته في الاسلام .. الى من يعين أعداء الاسلام على المسلمين .. الى من يكيد ويمكر بالإسلام والمسلمين … قد يقول قائل أن جميع العالم غير الاسلامي هو عدو للإسلام والمسلمين وأنا أقول أن هناك عدو محارب ومجاهر بالعداوة وهناك عدو كامن – ان صح التعبير – وقد يقول قائل أنني لا أدفع أموالي لأعداء الاسلام انما أنا أشتري منهم بضائع أحتاج اليها .. أنا أقول ألا يعلم الأخ القائل أن جزء كبير جدا من سعر ما تشتريه يتحول الى ضرائب تدفع لحكومات الأعداء ليتحول جزء منها لتسليح جيوشها ودعما لأعدائنا وان كان جزءا يسيرا حتى وان كان قيمة لرصاصة واحدة قد تقتل مسلما ..
وقد يقول قائل أننا وفي واقعنا لا نستطع عمليا مقاطعة دولة ما لاعتمادنا على منتجاتها في كثير من احتياجاتنا .. وأنا أقول نعم هذا هو الواقع و للأسف ، ولكنني لازلت أجد أنه لايزال هناك مجال أمام كل فرد منا أن يساهم في التعبير عن الغضب لله لما يصيب اخواننا في كل مكان وذلك من خلال ممارسة المقاطعة الجزئية لمنتجات دولة أو دول ما وذلك بأن يبحث دائما عن المنتج البديل الذي يؤدي نفس الغرض وبنفس الجودة ولكن لدولة لم تتورط في الكيد للإسلام والمسلمين على قاعدة الأمثل فالأمثل .. ولاشك أنه ينبغي جعل الأولوية المطلقة للمنتجات الاسلامية ..
وأعتقد أنه ومن واقع تجربة شخصية أن هناك الكثير مما يمكن أن يساهم به الفرد المسلم فضلا عن الهيئات والمؤسسات الاسلامية غير الحكومية.
معلومة مفرحة ..
في خضم الاحباطات التي يعيشها الفرد المسلم واحساسه بالتخلف عندما يقارن ما تمتلكه الدول الاسلامية من التقنية الحديثة مع تمتلكه الدول الغربية طالعتنا الأخبار بخبر مفرح يصوّر أول طائرة مروحية تصنعها اندونيسيا وهي تشبه الى حد ما الطائرة الهيركوليز c32)) ولكن بحجم أصغر ، وأعلن الخبر أن الاندونيسيين يخططون لتطيير أول طائرة نفاثة من تصنيعهم عام 2002م . نحمدلله ونسأله أن يحقق لهم ما يخططون له وأن يكون ذلك لنصرة الاسلام والمسلمين.
29/3/1416هـ فائز صالح محمد جمال
بيانات النشر
نُشر : يوم : الإثنين الموافق 02/04/1416هـ
في صحبفة : المدينة المنورة رقم العدد : 11832 صفحة رقم : 13 (الرأي) .
التعديل :
11832 سياسة الرأي 02/04/1416هـ المدينة رابط المقال على النت http://